هل هذا وسواس أم لا؟
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والاسلام على من لا نبي بعده، أما بعد.. سأدخل في صلب الموضوع، أنا طالب كنت ما أصلي ولكن _الحمد لله_ الله هداني، ولكن بعد الهدى أتتني أفكار مثلاً: من خلق الله؟ أو هل أنت حقا مؤمن أم لا _والعياذ بالله_؟ وكنت أتجاهلها ولكن بعدها بمدة أتتني أفكار أسوأ مائة مرة، صدقوني ما في بني آدم ممكن تجيء له الأفكار ذي، أنا مستحيل حتى أوصل لكم أنا قصدي إيه، أفكار في منتهى القباحة عن رب العزة _والعياذ بالله_، أفكار منتهي القذارة، أنا لا أصدق نفسي.
الموضوع بدأ بكلمة ثم زاد وزاد حتى وصل لمرحلة لا أحد يتخيلها، أفكار كفرية وأنا أشعر أنها مني وأنا من أقصد ذلك لأن في الغالب الأفكار تأتيني عندما أتذكرها، وعرفت يوم أقنع نفسي أن هذا وسواس، أنا حتى لا أريد أن أقول أو أفعل ذرة من هذه الأشياء. أنا لم أعد أستطيع أن أقول أن الله راضٍ عني أو أني سأدخل الجنة، وأشعر أني أسوأ عبد، وتأتيني أفكار عندما أحاول تجاهلها أني رضيت بها، ويكون رد فعلي عندما تأتيني أن أرفع صوتي أو أحاول التفكير في شيء آخر وأغمض عيني وأصمت، وهناك مشكلة في ذلك هي أن إغماض العينين والسكوت هما شيئان يساعدان على التفكير مما يشعرني أنه مني وليس وسواس.
الأفكار تأتيني على كذا صورة مثلاً: أنا في موقف صعب ويقول لي بعض الأشخاص سنخرجك لكن سب الله _والعياذ بالله_ فيحدث ما يحدث أو تحدث مشكلة فأجعل الذنب لله ويحدث ما يحدث، وأمثلة أخرى مع أني متأكد أنه لو حصلت تلك المواقف لن أسب الله حتى مهما اشتد العذاب. والحمد لله أنا حتى الآن لم أقل ذلك بلساني أبداً _حاشا لله_.
ولكن بعد فترة أيضاً أصبحت تأتيني صور لله قبيحة، لا أصدق أن هذا مني، ولا تكف أبداً، والمشكلة أني لا أعرف إن كانت تلك الصور تحتسب ضمن حديث النفس أم لا. لقد كبرت الدائرة لدرجة أن كل شيء سيء أراه ينسب في أفكاري لرب العزة _والعياذ بالله_ وأنا بدأت أستسلم نوعاً ما، أشعر أن تلك الأفكار تتمكن مني، وأشعر أن الله غضبان مني، وأشعر أنه في يومٍ ما سوف يكون هذا عادة عندي _والعياذ بالله_.
بعدما عرفت قصتي يا شيخ أرى أن أسألك كم سؤال:
1-هل أنا بعد كل هذا ما زلت مسلماً أم هكذا خرجت من الملة؟
2-هل إذا كانت كل تلك الأفكار القبيحة من قصدي وأفكر بها عمداً مهما كانت، هل سأحاسب عليها أم لا (ولكن طبعا إذا ما عملت أو تكلمت بها)؟
3-أريد دليلاً أقنع نفسي به أن هذا من الشيطان وأن هذا ليس مني (إذا كان وسواساً من الأصل وأنا أتمني أن يكون وسواساً وليس مني).
4- تلك الأشياء بدأت معي في رمضان، لكن كيف يكون هذا وسواساً وفي رمضان الشياطين تسلسل وتسجن؟
5-هل إذا كان هذا ذنباً لدي توبة؟ خصوصاً أني علمت أنه من سب الرسول _صلي الله عليه وسلم_ يقتل ولا تقبل توبته، وأنا جاءني وسواس بسب النبي _والعياذ بالله_ من قبل كذا مرة.
6- هل عليّ تجاهل هذا وأعيش عادي وألعب وأمرح عادي؟ وكيف لأن هذا المضوع أبقى فيّ أثراً؟
7- عندما أدعو الله أو أصلي (وأنا دائماً أفعل ذلك) هل يجيبني؟ أو هل يتقبل صلاتي؟
8- هل إذا بقيت تلك الأفكار القبيحة تأتيني طوال الحياة سيكون هذا كفراً؟
9- هل حديث النفس يتضمن الصور الجنسية التي أراها؟ أو عندما تأتيني صور لا تليق بذات الله لأن هذا ليس حديثاً إنما هو صور، خصوصاً أن مقاومتي لها ضعيفة وأنا دائماً تأتيني؟
10- هل يجب أن أستسلم ولا أقاومها أم لا؟
آسف على كل هذه الأسئلة لكن أرجو أن تقدر وضعي، الموضوع هذا مستمر معي منذ شهرين وأنا أريد أن أنتهي منه ومن كل شيء يخصه دفعة واحدة وشكرا. وأرجو أن تقرأ المقال كله، وجزاكم الله كل خير، وأرجو أن تجيبني. وآسف مرة أخرى على كل هذه الأسئلة لكن أرجو من قلبي أن تجاوبها كلها وشكراً. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
4/6/2020
رد المستشار
الابن الفاضل "موسى" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
ما تعاني منه هو مرض نفساني اسمه اضطراب الوسواس القهري، وطالما أنت مريض فإنه لا حساب عليك ولا نقص إيمان ولا تعد مشركا أو كافرا مهما كان محتوى الأفكار والمشاعر فاطمئن تماما وابدأ البحث عن العلاج لأنه متاح لدى الطبيب أو المعالج النفساني.
أجيب على أسئلتك:1- هل أنا بعد كل هذا ما زلت مسلماً أم هكذا خرجت من الملة؟
نعم مازلت مسلما وتبقى كذلك لأن الموسوس بالكفر لا يكفر وإن ظن أن أراد2- هل إذا كانت كل تلك الأفكار القبيحة من قصدي وأفكر بها عمداً مهما كانت، هل سأحاسب عليها أم لا (ولكن طبعا إذا ما عملت أو تكلمت بها)؟في هذه الحالة تكون هذه الأفكار من حديث النفس ولا حساب عليها
3- أريد دليلاً أقنع نفسي به أن هذا من الشيطان وأن هذا ليس مني (إذا كان وسواساً من الأصل وأنا أتمني أن يكون وسواساً وليس مني).هو وسواس واضح فاضح ولا يحتاج ذلك دليلا خاصة وأن البحث عن دليل سيكون من خلال الاستبطان والتفتيش في الدواخل الذي هو آفة الموسوس التي لا تزيده إلى وسوس وشكا فلا يوقن من نفسه شيئا يبني عليه.
4- تلك الأشياء بدأت معي في رمضان، لكن كيف يكون هذا وسواساً وفي رمضان الشياطين تسلسل وتسجن؟صحيح أن الشياطين تسلسل أو تصفد في رمضان ولكن ما تعاني منه أصبح مرضا واقرأ ما قالته د. رفيف الصباغ في إجابتها على استشارة (تكاد تكون مطابقة لاستشارتك هذه) هي وسواس كفري وكفرجنسي تجديفي ! لتعرف الاحتمالات المختلفة للرد على السؤال وإن كانت كل الاحتمالات تحل المشكلة، ونفهم من خلالها لماذا يبقى الوسواس في رمضان.
5- هل إذا كان هذا ذنباً لدي توبة؟ خصوصاً أني علمت أنه من سب الرسول _صلي الله عليه وسلم_ يقتل ولا تقبل توبته، وأنا جاءني وسواس بسب النبي _والعياذ بالله_ من قبل كذا مرة.ليس هذا ذنبا ولا داعي للتوبة.
6- هل عليّ تجاهل هذا وأعيش عادي وألعب وأمرح عادي؟ وكيف لأن هذا الموضوع أبقى فيّ أثراً؟يجب تجاهل الوسواس والإصرار على تجاهله واقرأ الوسواس القهري معنى التجاهل!!
7- عندما أدعو الله أو أصلي (وأنا دائماً أفعل ذلك) هل يجيبني؟ أو هل يتقبل صلاتي؟
ولم لا ؟؟؟ ليس هناك ما يحرمك من ذلك فأنت مريض وليس على المريض حرج.
8- هل إذا بقيت تلك الأفكار القبيحة تأتيني طوال الحياة سيكون هذا كفراً؟
لا بالتأكيد علما بأنها لن تبقى لأن مسار مرض الوسواس يتميز بفترات زيادة وفترات هدوء للأعراض في أغلب الأحوال.
9- هل حديث النفس يتضمن الصور الجنسية التي أراها؟ أو عندما تأتيني صور لا تليق بذات الله لأن هذا ليس حديثاً إنما هو صور، خصوصاً أن مقاومتي لها ضعيفة وأنا دائماً تأتيني؟
حديث النفس قد يتضمن صورا وحتى أغاني وكل ما عليك هو أن تمعن في تجاهله وإهماله.
10- هل يجب أن أستسلم ولا أقاومها أم لا؟
بل يجب أن تتجاهلها تماما لا تستسلم فتسترسل ولا تقاوم فيهزمك الوسواس.
أهم ما يجب عليك هو أن تعرض نفسك على طبيب نفساني ليصف لك العلاج الذي سيساعدك على التجاهل وحبذا لو حصلت على العلاج السلوكي المعرفي لتنعم بالشفاء وتتدرب على منع الانتكاس.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.