مساء الخير
لو في دكتورة تجاوبني الله يجازيكم خير. عندما كان عمري 8 سنوات كنّا أنا وبنت جيراننا نمارس سلوكيات ولم نكن نستوعب ما نفعل، في مرة أدخلت إصبعها داخل مهبلي وأتذكر أنه نزل دم لكن لم يلاحظ أهلي شيء ولا أتذكر أنني شعرت بألم بعدها. الآن أنا مخطوبة وعرسي بعد شهر وتراودني وساوس الله وحده يعلمها.
أنا الآن عمري 24 سنة ولا أستطيع الذهاب عند الطبيبة لأجل هذه القضية لأنني خائفة أن تقول لي أنني لست بكراً، هنا سوف تكون لي صدمة لا أستطيع تحملها لأنها غلطة لم تكن بيدي، لو أنه كنت بالغة لن أشعر بهذا الإحساس والوساوس لكن هذا كان في الطفولة لم نكن نعرف ولا نُميّز شيء.
أرجوكم أفيدوني
وجزاكم الله خيراً.
22/5/2020
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم، الأخت الكريمة : "نحولة" حفظها الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
أهلًا بكِ عزيزتي في موقعك، وأشكر لك رسالتك، وطرحك لاستشارتك، ولقد آلمني ما تعرضت له في طفولتك دون قصد، وما تشعرين به الآن من قلق من كثرة ما يراوِدُكِ من الوساوس والمخاوف وطول التفكير بما حدث، وما يحتمل أن يكون قد ألحقه من ضرر بعذريَّتك، حتى أصابك الشعور بالخوف، والرَّهبة من الإقدام على الزواج.
المشكلة الآن يا عزيزتي تنقسم إلى عدة أجزاء:
الجزء الأول هو: الأمر الذي حصل لك منذ سنوات طوال، هو أمرٌ مزعج وصادم، لكنكِ كنتِ صغيرة، تجهلين هذه الأمور، وإن كنت لا أعفيك من المسؤولية كاملة في مثل هذا السن (8 سنوات)، فأنت تتحملين جزءً مِن المسؤولية لعدم إخبار والدتك بما حدث، فلو كانت تعلم لمنعتِ حصوله، كذلك يتحمل الأهل الجزء الأكبرمن المسؤولية لغياب الرقابة والمتابعة لما يمارسه الأطفال من ألعاب وهوايات، ولعدم تزويدهم للأطفال بالثقافة الجنسية المناسبة لأعمارهم لأخذ الحيطة والحذرعند اللزوم، يقول رسولنا الكريم: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"، لكن قدر الله وما شاء فعل.
الجزء الثاني هو: علاقة هذا الأمر بزواجك، فمهما كان الذي حصل يا عزيزتي، فأريدك أن تطمئني، فأنت عذراء – بإذن الله – أتعرفين لماذا؟ لأن ما حصل قد حصل منذ زمنٍ بعيدٍ، والزمنُ كفيلٌ بإصلاح ما فسَد! فلو كان ما تعرَّضْتِ له عميقًا لدرجةٍ تعرَّض فيها غشاء البكارة للرتق، فالأمرُ حصل منذ أكثر مِن خمسة عشر عاما، والجسد له قدرة استشفائية تجعله يُداوي نفسه بنفسه، ومِن ثَم فإنَّ الغشاء قد عالج نفسه والتَأَم مجددًا؛ كونه لم يتعرَّض منذ ذلك الوقت لأي شيءٍ، والأغلب أن ما تعرَّضْتِ له أمر سطحي وخارجي، ولم يتضمن الإدخال العميق – حتى مع حدوث النزيف – لأن نزول الدم ليس دليلا على فقدان العذرية، كما أنك لم تشعري بالألم بعدها، لذلك أريدك أن تطمئني، فليس هناك شيءٌ لتقلقي عليه.
ورغم أنه عادةً ما يكون النزيف هو أبرز علامات تمزق غشاء البكارة عند الكبار لكنه عند الأطفال تختلط الأعراض أكثر لأن النزيف قد يكون ناتجاً عن جرح سطحي أو داخلي في جدار المهبل ومحيطه، أو عن إصابة عميقة لكن دون تمزق الغشاء، ولا يشترط بالضرورة أن يكون ناتجاً عن تهتك غشاء البكارة، كما أن غشاء البكارة أكثر عمقاً ومرونة أن يتم تمزيقه بإصبع طفلة، وبفرض أن الغشاء قد أصابه ضرر– لا قدر الله – فغشاءالبكارة يلتئم بسرعه تلقائياً عند البنات الصغيرات ويعود لوضعه الطبيعي أو إلى وضع قريب خلال فترة بسيطة، كما يلتئم بسرعة أقل لدى المراهقات الصغيرات، فلا يعود هناك آثار واضحة للإصابات ما لم يكن التهتك شديداً وواسعاً، حيث أن ذلك مشروط بعدم التعرض المستمر للإيلاج أو الاعتداء أو الإصابة
الأمر الثالث: لا أريدك أن تعطِي شكوكك الفُرصة في النُّمُو أكثر، اقضِ على الشَّك والخوف، وابدئي من جديد، فما حصل حصل، والماضي انتهى، فما الداعي لإحيائه مِن جديد؟ واعلمي يا عزيزتي أنَّ فكرتَنا عن الغشاء ليستْ دائمًا صحيحةً؛ وأن علامات تمزق غشاء البكارة ليست ثابتة بالضرورة لدى جميع الإناث، فخروج الدم ليس دليلاً على عِفَّة الفتاة قبل الزَّواج، وعدم خروجه ليس دليلاً على أنَّها ليست بكرًا؛ وذلك لاختلاف أشكال غشاء البكارة وطبيعته من امرأه لأخرى، فـمثلا 25% من النساء لا ينزفن عند الجماع الأوَّل، وفي بعض الأحيان الأمرُ لا يتجاوز نقطة أو اثنتين، كما أن 0,03 % من الإناث قد يولدن من دون غشاء بكارة، وأنثى واحدة من كل عشرة ألاف تولد بغشاء بكارة أرتق يستوجب تدخُّلًا جراحيًّا لتسهيل خروج دم الحيض بعد البلوغ، بل الأكثر من ذلك أن بعض النساء المتزوجات قبل ولادتهن للطفل الأول قد لا يفقدن غشاء البكارة ويبقى بشكل كامل أو جزئي رغم ممارسة الجنس.
كذلك، فإن غشاء البكارة – يا عزيزتي – ليس مغلقاً بشكل كامل، فهناك فتحة – أو أكثر حسب نوع الغشاء – تسمح لدم الحيض بالمرور عند البلوغ، بالتالي قد لا يؤدي بالضرورة إدخال الأدوات الدقيقة بحذر إلى فض البكارة، كما في الفحوص الطبية مثلاً، وغالباً ما يكون الحديث في الأطفال عن إصابات غشاء البكارة الطفيفة التي تحصل عن طريق الخطأ أو الجهل وتؤدي الى حدوث تمزق جزئي في الغشاء من خلال إدخال أداء رفيعة كالقلم مثلاً، أو نتيجة ممارسة الأنشطة الرياضة القاسية مثل ركوب الخيل أو ركوب الدراجة (رغم أن هناك احتمال ضعيف لتأذي غشاء البكارة نتيجة ممارسة الرياضة، وتأثير الرياضة على غشاء البكارة ما يزال من باب التكهنات غير المثبتة)، أيضا قد يحدث التمزق الجزئي للغشاء نتيجة التعرض لاعتداء جنسي غير كامل، أما في حال التعرض لاعتداء جنسي كامل من شخص بالغ فعلى الأغلب يكون الضرر في غشاء البكارة كبيراً وغير قابل للشفاء دون تدخل جراحي.
الأمرُ يا عزيزتي مختلفٌ مِن امرأة لأخرى، ومن مرحلة عمرية لأخرى، ومن ظروف لأخرى، المهم الآن أن تفْصلي تمامًا بين زواجك وكلِّ ما سيحصل بعده، وبَيْنَ هذا الأمر؛ لأنهما مختلفان تمامًا نفسيًّا وعاطفيًّا، وخُذي هذا الأمر دافعًا لكِ لتُثَقِّفي نفسك وتقرئي عن الموضوع مِن مصادرَ موثوقةٍ تُنيرعقلك، وتطمئن قلبك !
أرجو أن أكونَ قد أجبتِ عن كل تساؤلاتك عزيزتي، ولا تتردّدي في استشارتنا مجددًا متى ما أردتِ
وشكرًا لثقتكِ في شبكتنا
واقرئي أيضًا:
نفسجنسي PsychoSexual : غشاء البكارة Hymen Obsession