وساوس
أنا تقريباً عندي وساوس في كل حاجة، بس اللي معايا دلوقتي إني بيحصل تخيلات وحشة أوي أوي عن ربنا لدرجة إني معرفش أتخيلها عن بشر، وسب وشتايم رهيبة، كل ده بيحصل في أقل من ثانية وأنا بنهي ده فوراً بس أوقات مبعرفش، وكنت بفكر في شكوك في العقيدة وبسأل حاجات غريبة جداً، وكل مثلاً ما أعمل حاجة غلط أو شتيمة عادية تروح مربوطة بربنا وتيجي الشتيمة دي على ربنا، كل ده بيحصل جوا بالي، دلوقتي بييجي في بالي وساوس بفكر إن الحاجات دي أنا اللي بعملها ولا حاجة أو لساني بينطقها وعلى طول مراودني فكرة إني كافر وأوقات كل فترة بخش أغتسل وأقول الشهادة من تاني، مع العلم إني قربت من ربنا وبعمل حاجات مكنتش بعملها قبل كده خالص، بصلي وبصلي السنن وبقول جميع الأذكار وبذكر ربنا كتير بس ده كل الوساوس والأفكار دي مستمرة، بحس إن قربي من ربنا مش جايب نتيجة، ولا أنا فيّا حاجة غلط ولا إيه مش فاهم؟.
وأنا دلوقتي هادي عشان عرفت إن كل دي وساوس وشوفت كلام مشايخ، وقعدت مع شيخ مرة والناس كلها بتقول إن كل ده لا يؤثر في إيماني. ومع كل ده بتعامل عادي أوقات بقرب من ربنا وأوقات بعمل ذنوب وكده بس أوقات بيبقي جوايا خوف اللي هوا بتجاهل كل الأفكار دي بس ببقى خايف من جوايا، وبحس إني مكسوف من نفسي ومش قادر أستحمل. بدعي ودعيت كتير أوي بس معرفش أعمل إي، أنا بتجاهل بس بيحصل حاجات كارثية في جزء أقل من ثانية غصب عني بس مش عارف إزاي ده بيحصل وإيه الحل؟، بحسها بتطلع مني ولا إيه مش فاهم! أصلها بتتربط بأي حاجة بعملها في حياتي زي مثلاً شتيمة أو حاجة معينة تروح جاية على ربنا على طول. أنا عملت كل حاجة وعملت كل الحلول، أكمل كأن مفيش أي حاجة بتحصل؟ ولا أعمل إي؟.
أنا دلوقتي بقيت شبه بارد، اللي هو الموضوع معايا بقالو فترة ومش عارف أغير أي حاجة، بهرب وبشغل نفسي بأي حاجة، ببقى شبه متأكد إني كافر وكل شوية بكفر وإني مش مسلم وإن ربنا مش راضي عني وإني بعمل اللي الكفره نفسهم مش بيعملوه، بس أنا غصب عني مش بإيدي أي حاجة. بحس إن قربي من ربنا مليش عين أقرب من ربنا أو قربي مش هيعمل حاجة عشان كل ده مستمر معايا، بس بقول يا رب أنا برئ من أي حاجة جوايا، وبصلي وبعمل كل حاجة عمري ما كنت بعملها، كل حاجة تقريباً بس معرفش. عايز حل، وعايز تشخيص لحالتي، ويا ريت ترد عليّا رد مفصل وشخصي وطويل، وياريت ميكونش ردكم إن سؤالي زي سؤال حد تاني وتبعتو ليّا رقم عشان أبص على السؤال المتشابه.
أنا بيحصل كوراث عن ربنا والرسل والدين جوا دماغي، وفي نفس الوقت أوقات بقدر ألحقها، وأوقات بتصحل بسرعة ومبعرفش أعمل حاجة، عيطت كتير ودعيت كتير وتعبت، وبتعب من جوايا ويبقي مرعوب بس بهرب من كل ده عشان كل ده معايا من فترة، وزي ما يكون أنا بقيت بارد، اللي هوا مصايب بتحصل وأنا كأن مفيش حاجة وبطنش، عشان كله قال طنش، وفي نفس الوقت بحس إني مش باخد حسنات زيي زي أي مسلم أصلاً، بس برجع وأقول دي كلها وساوس من الشيطان بتحصل غصب عنك، وبرده برجع وأقول إنها حاجات فظيعة أوي وتخيلات كارثية عن ربنا سبحانه وتعالى.
مش قادر أحس بالصلاة ولا بأي حاجة، حتى لما باجي أذكر ربنا بيحصل سب يعني، حتى وأنا بصلي أوقات بيحصل الكلام ده. أنا بفضل الله أوقات بتحسن بس بمجرد لما بيحصل غلطة أو شتيمة بحس إني برجع ١٠٠ خطوه لورا، والمواضيع دي مختلفة وبتيجي بكذا شكل مختلف، أوقات بتبقى زنّانة اللي هوا مش عارف أبطلها، والموضوع حصل معايا مرتين أو تلاتة وبيروح وييجي تاني. ومعرفش كل ده بدأ إمتى أو إزاي.
ممكن أكون عملت مصايب وأنا مش فاكرها أوي أو ناسيها مثلاً، ببقي متأكد إني عملت حاجة وفي نفس الوقت بحس إني لا معملتهاش. بحس نفسي مجنون، بس اللي مستمر معايا دلوقتي الكوراث اللي بتحصل في بالي عن ربنا والأنبياء، وأوقات بشتم الشيطان كمان وكل ده بيبقى في بالي.
عايز حل مفصل للقرف اللي أنا فيه ده. وعايز كمان بالإضافه لكل ده رد ديني.
يعني حد يقول لي علاقة ده كله بديني، وإيه الحل. وشكراً.
8/6/2020
وأرسل في اليوم التالي يقول:
وساوس
السلام عليكم. كنت بعت استشارة ولسه موصلش الرد ودي تاني استشارة. آسف على الإطاله بس ممكن ردك يريحني طول حياتي.
** مريض وسواس قهري وفكري وديني وكفري وأي حاجه حضرتك تتخيلها. معرفش الموضوع بدأ من إمتى وبدأ إزاي بس هو منقطع وعادي وبيروح وييجي، إنما اللي مش عادي بقا وحصلي مرتين تقريباً أو تلاتة طول حياتي وبتروح وتيجي:
١/ وساوس سب ذات _الله تعالي_ والرسل وأي حاجة تقريباً، وبتخيل تخيلات غير آدميه على ربنا، حاجات فظيعة وفي منها تخيلات جنسية، كنت بتفرج على حاجة إباحية في مرة وحصل تخيلات من دي لربنا وزادت بقا وفضلت ثابتة في رأسي، حاجات متنوعة وكتير ومصايب بتيجي في بالي عن ربنا.
٢/ شكوك في الدين والعبادة وتشكيك.
٣/ زي ما ذكرت فوق وقولت أن الموضوع ده حصل مرتين تقريباً وأنا مش عارف بدأ إزاي أو حصل إيه! الأيام دي بفكر في اللي ممكن يكون حصل قبل كده، وإيه هيا الحاجات اللي وصلت ليها أو عملتها، بحس إني ممكن أكون عملت مصيبة أو كفرت وأنا مش واخد بالي أو نسيت، فأنا على طول بفكر في الوساوس اللي حصلت طول حياتي واللي أنا نسيتها ومش فاكرها أصلاً ومبعرفش أفتكر أي حاجة، وبقول طب أنا عملت إيه؟ طب أنا نطقت بلساني ولا لا؟ طب أنا حالتي دي وساوس ولا مش كانت وساوس؟ طب اللي أنا فيه دلوقتي ده وساوس ولا مش وساوس؟
٤/ مش قادر أستوعب إن دي وساوس وإن القذارة دي مبتأثرش في إيماني، وأوقات ببقى حاسس أو متأكد إنها مني مش وساوس بس أنا بطنش التفكير وكل حاجة.
٥/ الوساوس دي في الأول خالص كنت بتعب، إنما دلوقتي لما عرفت اللي فيها يعني أوقات بعيط كل فين وفين، وأوقات بحس نفسي بارد وكل شويه ببقي بارد أكتر بس حتى لو بطنش ببقى من جوايا مدايق وخايف ومرعوب وقلبي مقبوض.
٦/ أوقات مبيبقاش في حاجة بفكر فيها وبحس باللي مشغول، اللي هو عايز أفكر في أي حاجة وخلاص.
٧/ خايف يكون كل ده مني أنا، وهي بتزيد الأيام دي بس بطنشها.
٨/ شبه متأكد إني كافر أو ملحد وإني بعمل اللي الكفار مش بيعملوه، مش حاسس بطعم ديني ولا بحس بطعم الصلاة ولا أي حاجة، لما قرءان يشتغل جنبي بحس إن قلبي مقبوض عشان ببقي متأكد إني مرمي في جهنم، بس اللي هو أنا شبه رضيت بالأمر الواقع، مش عارف أبطل الأفكار والشتايم اللي بتحصل في جزء أقل من الثانية فمش حاسس نفسي مسلم أصلاً وصلاتي ملهاش لازمة ومش مقبولة، وكل شوية أقوم أستحمى وأقول الشهادة تاني على أساس كده بخش في الإسلام تاني يعني، مبعرفش أدعي ربنا أصل على طول بفكر إزاي مع كل ده هدعي أو أصلي! أو إزاي أنا مسلم زيي زي أي حد! مع العلم أنا الحمد لله بصلي وبصلي سنن وبقول جميع الأذكار وكنت بقرأ قرءان يومياً.
مش عارف ألاقيها من اللي فات واللي خايف منه، ولا اللي أنا فيه دلوقتي، ولا اللي هيحصل بعد كده. أنا بقيت بحط أي حاجة تحت منطق الوساوس وبصبر نفسي بيها بس حاسس نفسي غلط. مش عارف أعيش طبيعي، وأنا حاسس إني مش لازم أروح لدكتور ولا آخد دوا ولا حاجة، أنا لو انشغلت هنسى وهرتاح، بس المشكلة كلها إن الموضوع بيبقى فاضل معايا ومستمر وبيلح عليّا بطريقة فظيعة، بخاف من وساوس الماضي وبخاف من اللي حصل إمبارح وخايف من اللي هيحصل قدام.
وأنا شوفت ردود ناس كتير وشوفت حاجات شبه حالتي وقعدت مع شيخ مرة وعارف كل الردود تقريباً بس برده مش عارف في إي! ممكن أرتاح وبعدين أرجع تاني، وببقى متأكد وبقول إن حالتي مش زي حالات باقي الناس، وببقى متأكد إني أنا اللي بعمل كده، وإني أنا كافر وكده.
عايز أعرف أعمل إيه. أنا تعبت واللي هو متعود وبارد وبحاول أهرب بس أنا نفسي أنام وأصحى ألاقي الكابوس ده خلص. عايز أعرف أعمل إيه وأتعامل إزاي مع كل ده، وإزاي أصلي أصلاً وربنا هيسمع مني وهيتقبل مني. وكنت سمعت فتوى إن أي شخص لو كفر أكتر من ٣ مرات لن تقبل توبته عشان كده عنده حاجة في عقيدته، بقول لنفسي أمال أنا أعمل إيه، تخيلات فظيعة ليل نهار وسب لرب العزة _أستغفر الله العظيم يا رب_. وشكراً.
9/6/2020
وأضاف في رسالة أخرى يقول:
وساوس
سب ذات الله تعالي، تخيلات جنسية لربنا، أوقات بكون أنا قاعد بتخيل حاجة جنسية مثلاً عادي زيي زي أي حد وفي وقت أقل من ثانية وبسرعة جداً ألاقي التخيل ده حصل لربنا مرة واحدة، وحاجات تانية كتير، أوقات تروح وأوقات تيجي، أوقات تزيد وأوقات تقل، مش حاسس إني مدايق زي الأول حتى مبقيتش بعيط، مكنتش بحس بطعم العبادة على طول بس كنت بصلي وبقول أذكار وكده، دلوقتي مش حاسس بطعم أي حاجة أكتر وبقيت بسرح كتير وحتى مش عارف أعيط وحاسس عندي لامبالاة ومش زي الأول، وبقيت بصلي من غير تركيز، وشوية أصلي وشوية مصليش وبقيت مبصليش ومبقولش أذكار ومش عارف إيه الحل.
مش عارف أنا مسلم ولا كافر، وساوس ولا مش وساوس، أنا حالة شاذة مع نفسي ولا إيه معرفش؟!
تعبت تعبت جداً وتعبت أوي.
9/6/2020
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "علي"، وأهلًا وسهلًا بك على موقعك
باعتبارك قرأت كثيرًا من الحالات المشابهة، وسألت الشيوخ، وبدأت التطبيق، فليس لدي كثير من الشرح عن طبيعة الوسواس وعلاجه، فأنت ما شاء الله صار بمقدورك أن تشرح لي.
يا بني، إن الشرع سمح لك أن يكون في ذهنك أفكار لا إرادية، مهما كان مضمونها، ولم يجعل هذا داخلًا في الحلال والحرام وإنما هي مرتبة تسمى مرتبة (العفو) يعني لا نستطيع أن نصف هذه الأفكار لا بالحلال ولا بالحرام ولا بالمكروه ولا بالمسنون، ولا بالإباحة حتى؛ ولا نصفها بأنها تخرج من الإسلام ولا بأي شيء آخر.... هي أمر معفو عنه لا حكم له، ولا داعي للالتفات إليه مهما كان شنيعًا وسريعًا ووو
ففي الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لأُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ يَتَكَلَّمُوا أَوْ يَعْمَلُوا بِهِ)).
ولعلي أضرب لك مثالًا حصل معي: كنت أستمع القرآن الكريم لإحدى الفتيات الأجنبيات الصغيرات، فكانت تجد صعوبة في تهجئة الكلمات، وقد لفظت بعض الكلمات بطريقة تحول المعنى من تعظيم الله تعالى إلى أسوأ المعاني في حقه!!! كان التبديل شنيعًا من جهة المعنى، وطريفًا من جهة طريقة اللفظ وعدم فهمها لهذا التبديل... والقصة حصلت معي منذ قرابة خمس وعشرين عامًا، وما زلت كلما مررت على الكلمات أتذكر الحادثة لطرافتها وتمر كلماتها في أذني في ثوانٍ كما تقول أنت، هل أستطيع أن أحكم على نفسي بأني خرجت عن الإسلام لورود هذا السباب إلى ذهني وتكراره؟ أنا أكتب لك لا أذكر ما هي الكلمات، ولكن عندما تمرّ معي في المصحف أعود فأذكر هذا الموقف الذي حبست نفسي عن الضحك عندما حصل في وقته.... هل أقول إني كدت أضحك على معنًى غير لائق بالله تعالى؟ طبعًا لا! لأن البنت لم تذنب فهي لا تفهم ما تقول، وأنا كنت أريد الضحك لطريقتها في اللفظ وليس لأجل المعنى الحاصل. خطؤها عفوٌ لا إثم فيه، وضحكي لا إثم فيه لأنه لم يكن سرورًا بالمعنى، وتذكري القسري لهذه الحادثة والمعاني القبيحة عفوٌ لأنه لا إرادي أولًا، ولأنه تذكر لحادثة وليس رضًى بالمعنى....
أطلت الكلام ولكن أريد النتيجة: قد ورد على ذهني كلمات شنيعة في حق الله تعالى، فهل تضايقت؟ لا. لماذا؟ لأن الله لا يؤاخذني عليها. وهي تتكرر منذ سنين طويلة، ولم أخف منها، لأنها غير مخيفة في الواقع فلا تخرج عن الإسلام ولا تدخلني النار.
أنت لك نفس الحكم. لا يهم أبدًا ما يأتيك من أفكار، ولا تسمح للخوف أن يقتحم داخلك، وإن فعل فاصرفه في الحال وقل: هذا وسواس لا داعي للخوف منه، والشرع سمح لي أن يوجد في ذهني وجعله أمرًا معفوًا عنه. ومع تكرار هذه المحادثة مع نفسك تستطيع أن تقضي على الخوف نهائيًا.
وكما أن تذكري خارج عن إرادتي، كذلك وسواسك خارج عن إرادتك...، ونحن الاثنان لا نحاسب ولا نخرج عن الملة. ونحن الاثنان لسنا سببًا فيما يدور في أذهاننا ولم نتعمد وجوده، ونحن الاثنان تلاوتنا مقبولة بإذن الله، وأعمالنا صحيحة، مثلنا مثل كل المسلمين.... وثق أني لو فكرت بنفس طريقتك لتحول الأمر معي إلى وسواس شنيع يلاحقني ليل نهار.
""لا يوجد ما يخيف"" علق هذه العبارة على الجدار بخط كبير نعم ""لا يوجد ما يخيف""
أخيرًا لفت نظري أنه في أول رسائلك ذكرت أنك ما زلت تصلي وتأتي بطاعات لم تكن تفعلها من قبل، ثم آخر أسطر رسالتك الأخيرة ذكرت أنك صرت تترك الصلاة أحيانًا، فأي الأمرين هو الصحيح؟
انسَ كل شيء، فأنت ككل المسلمين، بفارق بسيط: وهو أنك في حالة مرضية تسمى "الوسواس القهري" ولست أول واحد من المسلمين يصاب بهذا ولا آخر واحد. نسأل الله تعالى السلامة للجميع.
وفقك الله وألقى الطمأنينة في قلبك