إدمان العادة السرية والخيالات الإباحية.
السلام عليكم. أرجو منكم أن تجيبوني بارك الله فيكم. أولا منذ أن كان عمري15 سنة وأنا مدمن العادة السرية وأمارسها عدة مرات في اليوم حتى وصلت أن مارستها 7 مرات في يوم واحد، مع خيالات جنسية والله أخجل أن أذكرها، وصلت بي الوقاحة أن تخيلت عماتي وخالاتي وعدة أشخاص أعرفهم، مع العلم أني لا أشتهيهم بل قد أقرف من ذلك منهم، لكن عندما أكون في غرفتي تأتيني رغبة شديدة في ممارسة العادة وهنا تأتي خيالات جنسية لا حدود لها ومع الإثارة أصبح أسرح في ذلك، ووالله إني لا رغبة لي في تطبيق ذلك واقعياً.
قصتي بدأت مع الإباحية عندما كان عمري 14سنة، كنت أشاهد مشاهد عادية ثم مللت منها وأصبحت أشاهد مشاهد غريبة مثل المتحولين والشواذ والتّعنيف، ثم أصبحت أتخيل أي شخص يأتي في ذهني حتى أشخاص في الواقع لا إعجاب لدي بهم بل وقد أقرف منهم صراحةً، حتى لا أعلم كيف تخيلت عماتي وخالاتي ثم بعد ذلك أصبت باكتئاب شديد ورغبة في الانتحار لا يعلمها إلا الله، والله لو أن الانتحار ليس حرام لانتحرت منذ مدة.
أنا الآن عمري 22 سنة وأنا طالب هندسة، لا أعلم كيف وصلت لهذا المستوى من الانحراف، سبع سنوات مرت وأنا مدمن للعادة حتى أصبحت لا أطيق أن أفارقها، ولكن قد عزمت على تركها مؤخراً منذ حوالي 9 أيام، وهذه المرة الأولى منذ سبع سنوات أن أتركها تسعة أيام. والله أنا في حيرة، هل ما فعلت كبيرة من الكبائر؟ وكيف أؤدي حقوقهم خاصةً محارمي؟.
والله عندما أكون في غرفتي تأتيني رغبة عجيبة وأتحول إلى شخص آخر، لكن بعد ذلك أعود إلى وضعي الطبيعي. هل هذا الشيء من الكبائر؟ وهل أنا الوحيد الذي أفعل هذه المنكرات؟. علماً أنه قبل اكتشافي للإباحية كنت أصلي الفرائض والنوافل، وكنت حافظاً لخمسة أحزاب، لكن لا أعلم كيف! قلبي يتقطع، هل أنا مريض نفسياً.
أرجو منكم أن تجيبوني في أسرع وقت
وحفظكم الله.
31/5/2020
رد المستشار
أهلا وسهلا بك يا "إسلام" على موقع مجانين للصحة النفسية.
ما حدث معك بخصوص الخيالات الجنسية وقت المراهقة الأولى، قد يكون عاديا ومنتشرا، فإدمان الإباحيات والعادة كاستثارة مزدوجة (الإباحيات لعقلك، والعادة لجسدك) يرفع عتبة التشهي عندك لأعلى درجاتها، فبَدَل أن تُستثار مما هو أدنى بكثير من المشاهد المثلية والعنيفة والغريبة في حالة بقيت على المثيرات الواقعية في وسطك "الواقعي"..... يبدأ عقلك بطلب المزيد والمزيد حتى يتجاوز الملل والجرعات الاعتيادية من الدوبامين.
لكن المشكلة التي تؤرّقك أنّك أولا تمارس خيالات جنسية على "محارمك"، ثم لأنّك تُنْكر نفسَك، تتناقض مع مبادئك الأخلاقية ومظهرك الاجتماعي. ربما تريد أن تتخلص من هذا جُملة وتفصيلا، لكنّي أرى أنّ هذا سيكون صعبا في البداية، ما عليك فعله أولا هو معالجة إدمانك على الإباحيات باتباع برنامج تطبيقي وخطوات منهجية للمدمنين على الإباحيات، فأنت مُدمن والدليل أنّك لا تستطيع أن تُقلع، لأنها مخدّر بالمعنى الحرفي بسبب تحريرها مواد تُشعرك بالسعادة والاسترخاء وتقلل من قلقك وحزنك. وأنبّهك أنّ أي محاولة للإقلاع بطريقة اندفاعية وعلى شكل نوبات غضب واشمئزاز لن تعطي نتيجة إلا على المدى القصير.
ولما أقول خطوات منهجية فهذا يعني أن الشفاء قد يكون بالتعرض بطريقة مدروسة لبعض ما تريد الشفاء منه، بكلمات أخرى ستقتصر على مشاهدة المشاهد العادية بعيد عن الشذوذ والعنف، هذا سيساعد على تقزيم الاستثارة وإعادتها لطبيعتها (مع أنّ ما ستشاهده حتى في حدود ضيقة ليس إثارة طبيعية نهائيا!) هذه كخطوة أولية. بعدها ستقلص من عدد الساعات أسبوعية، ستُخفّضها شيئا فشيئا.
الخطوة الثالثة هي فكّ الارتباط والإشراط بين الإباحيات وبين الاستمناء، فأنت لما تريد أن تستمني تلجأ للإباحيات حتى ترفع درجة الاستثارة، اشتهاؤك للاستمناء هو الذي يحملك على المشاهدة، لذا ستستمني دون مشاهدة الإباحيات، ولهذا فائدة هو إرجاع لذة الاستمناء لحجمها الطبيعي، وستكون أقل لذة دون مشاهد مثيرة. وهذا سيعينك على الملل منها والتقليل من وتيرتها.
هذه الخطوات كلها أوليّة إن لم تستغلها لإصلاح الوضع وإعادة التحكم بنفسك ستغرق مجددا، وأي لحظة ستضعف فيها وتعيد تكرار السلوكات التي تخلّصتَ منها ستنهار كل الخطة مجددا، ويجب أن تعيدها ولا تمل، فإدمان وإشراط 7 سنوات لن يختفي في 7 أيام !
مشكلة الخيالات، يجب أن تجد لها بديلا من غير المحارم، على الأقل ستخرج من هذا النطاق إلى نطاق مقبول نفسيا عندك، بعدها يجب أن تتدرّب كثيرا كثيرا لكبح خيالاتك عن المحارم واستبدالها، إلى أن تصل ربما لدرجة لا تتخيل فيها أشخاص محددين بل مجرد مواقف جنسية. وإن قلّلت من الاستمناء وابتعدت عن الإباحيات سيتأقلم دماغك مع الأوضاع الجديدة وستصير أفضل حالا.
أما عن الانتحار والاكتئاب هذه ردّة فعل مبالغ فيها، تكادُ تكون مَرَضيّة، ولا فائدة منها، لا جدوى من تأنيب الضمير وجلد الذات وإضعافها، فبها ستتغلب على هذا الوضع الذي لا يعجبك، فما الفائدة من إضعافها ثم الانتظار منها أن تكون قوية لمواجهة المشكل وإيجاد الحلّ !
الخواطر الجنسية تبقى خواطر فأنت ترفضها ولا تتمتع بها، وهذا كافيا لتكون مرتاحا من جهة، والإنسان يعيش ازدواجية بين خواطره وغرائزه الحيوانية وبين سُموّه الأخلاقي، فلا تحسب أنّ الناس لا تعيش هذه الازدواجية كلّ حسَب وضْعه وشروطه. إنما المطلوب من البشر أن يتصرفوا بشكل صحيح ويفكروا بشكل صحيح، وليس ألا تخطر ببالهم أفكار سيئة أو غير منطقية أو طفولية أو قذرة ! اهضم هذه الفكرة جيدا واجعلها شعارا لحياتك.
فهل أنت مريض؟ لا أظنّ، تشخيصك بالوسواس قد تكون مُجازفة سهلة لرمي المسؤولية على الاضطراب، لكني لا أظنّ ذلك، ما حصل أنك لازمت سلوكات وخيالات جنسية ربطت ذلك بمتعتك الجنسية السرّية بينك وبين نفسك، حتى صرت تعيش دورين مختلفين، دور المغرق في الجنس وأوحاله، ودور الشاب المؤدب المنضبط. يجب أن تعمل على جانبك الخفيّ، على خلاوتك وكيف تستغلها وتتعامل معها، لا أطلب منك طبعا أن تكون ملاكا في الخفاء، فلا يوجد إنسان مثل هذا، والتخفي من أنظار الناس لفعل شيء ما شيء طبيعي، إنما أقصد تغييرك شعور الخلوة وربطه بأحداث وأهداف أخرى، فإن دخلتَ غرفتك وأغلقت الباب، لا تشعر بأنّك دخلت جنّة محرّمة يجوز لك فيها كل الرذائل والقذارة مع نفسك طالما أنت متحرر من نظرة الناس وحكمهم والإحساس بالعار ! يجب أن تدخل لغرفتك وتشعر بهدوئها وتشعر بأنّه وقت مناسب للمطالعة أو للاسترخاء أو للخصوصية، لمشاهدة الأفلام أو الوثائقيات، وللعمل على شهواتك وملذاتك وترويضها، فإن غلبتك مرة تغلبها مرات وهكذا، لا أن تنغمس فيها، وتمزق كل القيود دفعة واحدة.
هذا يبقى مجرد كلام نظري لن يكون ناجعا إلا إذا كنت جادا في تغيير نظام يومك، وتغيير السلوكات الخاطئة والسيئة بأخرى جيدة، فنفسك لن تقبل الفراغ. واستعن بمختص نفساني إن عجزت عن مسايرة خطة العلاج والتعافي
تمنياتي لك بالتوفيق
واقرأ أيضًا:
الاعتمادية على المواد الجنسية الإباحية
تحمل فتصعيد فتحصين فتفعيل : الأفلام الجنسية
العادة السرية الأفلام الجنسية، الأكثر حرمانية ؟