التفكير قبل الكلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اسمي نبيل، أبلغ من العمر ستة وعشرون عاماً، أعمل كمحاسب. لدي مشكلة ظهرت منذ فترة طويلة وهي أنني كثيراً جدا ما أتكلم بسرعة وأتلعثم بالكلام، عندما أتكلم أجد الكلام يهرب مني فأنسى أحياناً ما أريد قوله فأستكمل الجملة بكلمة ليس لها علاقة بمضمون الكلام، لذلك أجد نفسي حينما أتكلم أتكلم سريعاً سريعاً حتى لا أنسى ما أقوله.
أنا أعي سبب هذه المشكلة هي أنني أراقب نفسي كثيراً أثناء الكلام وكأنني أختبر نفسي لأرى هل سأتكلم بطريقة صحيحة بدون تلعثم أم لا؟ فكرة الاختبار هذه نفسها تضعني تحت ضغط فأتلعثم. الشيء المرهق حقاً أنني أجد نفسي أجبر نفسي في أوقات عليّ الكلام مع الأشخاص من حولي أو أحكي لأحد من عائلتي عن شيء حدث في يومي، وذلك ليس رغبة مني في التحدث ولكن لأختبر نفسي أيضاً على الحديث، وأحرص كل الحرص على ألّا أتلعثم، فأشعر أن الكلام لا يصدر من قلبي إطلاقاً ولكنه يصدر من ذاكرتي، أفكر وأنا أتكلم، شيء مرهق حقاً، تخيل حياتك كلها تمثل مراقبة لذاتك واختبارها.
لذلك أشعر دائماً بصداع يلازمني، وعدم اتزان في رأسي، وضعف تركيز وعدم استيعاب لأنني أحياناً أيضاً عندما أستمع لأحد أجدني أراقب نفسي وأختبرها إن كنت سأفهم أم لا، فأكثر ما يزعجنى أن يدور حديث حولي أو أتلقى معلومة فلا أستوعبها ولا أفهمها! فأتهم نفسي بعدم الفهم مما يشعرني بالاكتئاب فأجلس بعدها أتذكر المعلومة أو الحديث الذي دار وأقلّبه في رأسي يميناً ويساراً حتى أستوعبه لأثبت لنفسي أنني أفهم.
الحمد لله أنا أصلي وقريب جداً من ربنا، مجتهد جداً وطموح وأسعى لتحقيق طموحاتي، ولكن أشعر بأن تلك المشكلة تعيقني في رحلتي، فأنا أواجه ذلك في العمل فأتردد كثيراً وأفكر قبل أي كلمة أقولها فمثلاً حينما يتحدث أحد أصدقائي في المكتب عن موضوع معين وأود أن أشارك فيه أجدني أفكر كثيراً في الكلام الذي أريد أن أقوله، وحينما أتحدث أتحدث بسرعة خوفاً من النسيان فأتلعثم، أحياناً أريد أن أطرح رأي أو أسأل سؤالاً لمديري فأظل أرددها في رأسي كثيراً حتى لا أنساها فأتلعثم وأنا أعرضها، وأحياناً كثرة التفكير فيما أريد أن أقوله وفيما أود طرحه من أفكار جيدة يرهقني ويجعلني غير متحمس لها بعد أن كنت متحمساً.
أتمنى أن أتحدث بأريحية من قلبي وأعرض فكرتي بهدوء بدون تفكير كثير وبدون تلعثم.
أرغب في المساعدة ولكم جزيل الشكر.
10/6/2020
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
الصراحة في هذا العمر أنت بحاجة إلى برنامج علاجي، ولا تكفي النصائح وأساليب العلاج الذاتي. ما يستطع الموقع عمله هو النصيحة بما يلي:
١- لابد أولاً من التركيز على إيقاع يومي منتظم ومراقبة الضغوط البيئية والانتباه إلى تحديات الحياة ومواجهتها، ربما ظروف عملك لا تساعد ولكن ما أنت بحاجة إليه هو توسيع شبكتك الاجتماعية قدر الإمكان والتواصل مع البشر.
2- سينصحك الجميع بتعلم تمارين استرخاء وهي متوفرة عبر الإنترنت في كل مكان.
3- لا تتجنب أي موقف مهما كان بسبب مشكلتك، وتقبل أن الناس تتفهم مشكلتك وهي شائعة.
٤- راجع طبيبا نفسانيا لتقييم القلق الذي تعاني منه وعلاجه أن تتطلب المر.
٥- وهناك ما هو المفضل وهو علاج النطق والكلام Speech Therapy وهذا يتم تقديمه من قبل معالج أخصائي في هذا الاختصاص سيرشدك إليه طبيبك المعالج.
وفقك الله.
واقرأ أيضًا:
اضطرابات الكلام Speech Disorders