أرجو المساعدة وحل مشكلتي
في البداية أنا عمري ٤٢ عاماً، منذ ٢٥ سنة مريت بظروف نفسية غريبة جداً وكنت بموت فعلياً بسببها يومياً، ولكن قبل أن أشرح لحضرتك الحالة أحب أعرفكم إني في هذه الفترة كنت أتعاطي مخدرات مثل البانجو وغيره (في هذه الفترة من ٢٥ سنة لمدة حوالي ٤ سنوات)، أنا بقول كده لأن الحالة اللي مريت بيها تقريباً فيها نفس إحساس تأثير المخدرات وهي كالتالي: في أول مرة حسيت بحالة غريبة كأني مش حاسس بنفسي ولا جسمي ولا بالمكان اللي حواليا ولا الأشخاص مع دقات قلب سريعة جداً وإحساس بعدم السيطرة على النفس، وجريت من المكان من وسط الناس كأني بموت، ودخلت في حالة هلع وخوف شديد ودي كانت البداية.
عشت فترة كبيرة جداً حوالي 3 أو أربع سنوات مبخرجش من البيت إلا للدكتور وعايش جوه مخاوفي، وهذه الحالة التي أصبحت تلازمني يومياً، وكل ساعة وأنا في انتظار الموت ومتابعة نفسي وحركاتي ودقات قلبي التي كنت أخاف أن تتوقف فجأة وأموت، مع معاناة من عدم النوم الذي كان يزيد الحالة أكثر، وزرت كثيراً من الأطباء وقتها دون جدوى وأصبحت كالمجنون المتعلق على نفسه الذي لا يستمتع بأي شيء في الحياة وعايش جوه حالة غريبة ملازمة له وينتظر الموت.
أنا كان عمري في الوقت ده حوالي ١٧ سنة في بداية الأزمة دي إلى أن ذهبت بالصدفة إلى الدكتور وائل أبو هندي وكان أيامها موجود في دار المحافظة على القرآن الكريم وكتب لي مضاد اكتئاب بروزاك وأخدت منه علبة ولم أذهب إليه مرة أخرى.
ملحوظة: خلال هذه الفترة كنت أعيش على المهدئات والمنومات، وظلت هذه الحالة معي إلى أن بدأت تخف تدريجياً مع الوقت بعد معاناة، وبدأت أخرج وأعمل، وتزوجت وأنجبت مع وجود الخوف والقلق ومتابعة دقات قلبي باستمرار، والخوف من الموت يلازمني، مع وجود الأفكار الوسواسية والتشاؤمية معظم الوقت، ولكن حالة عدم الإحساس بجسمي أو بنفسي بدأت تقل جداً أو تختفي إلا إذا كنت أجلس بمفردي، والترقب وأتابع نفسي وصوتي وحركاتي وكنت أتحاشى ذلك طول هذه السنين ولكني إلى حدً ما عايش وبخرج وأتعامل عادي مع وجود الخوف والوهم والوساوس ومتابعة قلبي.
منذ حوالي خمس سنوات افتكرت دواء بروزاك الذي كان كتبه لي الدكتور النفسي وقررت أشتريه ليس لوجود حالة عدم الإحساس بنفسي أو جسمي، ولكن بعدما قرأت عنه وعرفت أنه مفيد للوسواس وممكن يفيدني في موضوع متابعة قلبي ونبضي لأن دائماً إحساسي بضربات قلبي كان يؤرقني ويسبب لي الإزعاج والتوتر، وكنت أريد أن أتخلص منه نهائياً، وبالفعل اشتريت الدواء وأخذت منه حوالي ٥ أقراص فقط، وحدثت المفاجأة أني رجعت لنفس الحالة اللي كانت بتحصلي من سنين، وبعد ما نسيتها رجعت تاني بسبب الدواء، عشت حوالي شهرين أو ثلاثة في معاناة كما السابق، وقعدت في المنزل غير قادر على الخروج مع حالة هلع وخوف وتوتر شديد جداً وإحساس بالموت وأن قلبي هيوقف، ساعات أحس إن دقاته شديدة وسريعة، وساعات أحس إنها ضعيفة وبطيئة وهتقف، الحمد لله تغلبت على هذه الفترة وعدت على خير وابتديت أخرج تدريجياً وأنسى الحالة بعد خروج الدواء من جسمي مع تناول دواء موتيفال أيامها.
أخيراً منذ حوالي ٨ أشهر توفيت والدتي وأحد أعز أصدقائي ورأيتهم وهم أموات، لأول مرة أري متوفى في حياتي، وبعد الوفاة بحوالي ثلاثة أشهر كنت في العمل حينها وحدث لي شيء غريب حيث كنت ذاهب لصلاة المغرب وأثناء رجوعي شعرت بأن رجلي مخدرة أو مش حاسس بيها ونصفي الأعلي بيمشي لوحده، حالة مشابهة للسابق فحسيت بالهلع والخوف وقعدت مكاني وخفت أن أتحرك إلى أن هدأت نفسي، وبدأت هذه الحالة تترسخ في ذهني مجدداً وبقيت أخاف لو مشيت تحصل لي ومحسش برجلي إلى أن تطور الأمر السابق ورجعت لي الحالة القديمة كاملة في أي وقت أو أي مكان حتى وسط أولادي، ومببقاش حاسس بنفسي أو كلامي غريب أو إن أنا مش إنا، وإحساس بالهلع والخوف والقلق مرة أخرى، وأصبحت عايش داخل الدائرة دي مرة تانية.
بحثت في الإنترنت وتقريباً لقيت وصف مشابه لحالتي وهو اختلال الآنية وتبدد الشخصية مع الوساوس والرهاب والهلع.
بدأت أتناول دواء بوسبار ١٠ ملجم مرتين في اليوم كمضاد للقلق يمكن أقدر أتخلص من الحالة، وعرفت إنه مضاد خفيف للقلق وليس له آثار جانبية خطيرة مثل البروزاك أو الزاناكس والذي سبب الإدمان أو يوثر على العلاقة الزوجية، ولكن أيضاً دون جدوى، فتوقفت الآن عن تناوله لعدم جدواه.
فأرجو الرد والإفادة لأني فعلاً تعبان جداً، ويومياً داخل هذه الحالة
وأريد التخلص من ذلك.
17/6/2020
رد المستشار
يصف السائل حالة من نوبات الهلع وأعراض القلق المترددة عليه منذ سنوات، مصحوبة ببعض أعراض اضطراب الإنية البسيطة، وقد جرب استخدام مثبطات السيروتونين الانتقائية مثل البروزاك لفترات قصيرة وغير كافية للحكم على العلاج خاصة أن هذا النوع من الأدوية قد يؤدي إلى أثار عكسية كزيادة القلق في الأسبوعين الأولين من استخدامه نتيجة لمقاومة الجسم له ولكن الدواء غالبا ما يتغلب على هذه المقاومة خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع وينصح بتغطية هذه الفترة بنوع من المهدئات مثل الزاناكس وهي فترة لا تكفي غالبا لحدوث اعتماد على هذا المهدئ فنقوم بتعاطي النوعين سويا مدة 3 أسابيع ثم نبدأ بتقليل المهدئ ونكتفي بالعلاج الأساسي الذي قد يكون لونا آخر من مثبطات السيروتونين مثل السيبرالكس أو اللوسترال، أم البوسبار فلا أظن أنه يكفي للسيطرة على مثل هذه الأعراض كما ننصح باللجوء للعلاج المعرفي السلوكي بالتواكب مع العلاج الدوائي حيث يؤدي اتباع العلاج المتكامل بهذه الطريقة إلى نتائج أفضل على المدى البعيد
والله المستعان