استشارة نفسية
سلام عليكم، من فضلكم أحتاج للمساعدة عندي أختي 19 سنة حاولت الانتحار لكن الحمد لله أسعفناها في آخر لحظة.
الآن حالتها غير جيدة أصبحت تفضل الجلوس وحيدة ومعظم الوقت تبكي ليس أمامنا طبعا فهي تخفي جميع مشاعرها عنا تقول أنها بخير لكنها ليست كذلك، أنا أريد مساعدتها وكذا مرة تحدثت معها لكن لا فائدة، لذلك توجهت إليكم ربما تساعدونني
كيف أتعامل معها ؟ وكيف أستطيع إخراجها من هذه الحالة ؟
وكيف تنسى وتستمر في حياتها بشكل أفضل؟؟
16/6/2020
رد المستشار
وعليكم السلام، صحيح أن أختك لديها مشكل نفسي كبير رغم إنكارها، قولها "أنا بخير" مجرد إعراض عن البوح لكم، لا يحب الناس البوح لعوائلهم وأسرهم ومعارفهم أحيانا كثيرة، يخافون من الحكم عليهم، أو يخافون من تفاقهم الأمر (في حالات الاعتداء مثلا).
فما يُمكنك فعله الآن هو أن تقنعيها لتراجع مختصة نفسيا أو طبيبة نفسية في أقرب وقت (أفضل أن تكون امرأة حتى ترتاح لها أكثر، إلا أن تفضل هي رجلا) وحده المختص أو الطبيب من يمكن مساعدتها مبدئيا، ولو كانت حالة تستدعي تدخلا دوائيا سيصف لها دواء. أما لو كنتم لا تستأمنونها على نفسها يجب أن تتصلوا بالمصالح المختصة بالحالات المستعجلة، أو بمستشفى نفسي hôpital psychiatrique، فهم يعرفون كيف يتعاملون مع الحالات الحرجة حتى يهدأ أصحابها وتقلّ نسبة الخطر وإقدامهم على قتل أنفسهم أو إيذائها.
مع بداية الرحلة العلاجية ستعرفون ما السبب (إن كانت واقعة أدخلتها لهذه الحالة النفسية) أو التشخيص (لو ألمّ بها مرض نفسيّ وكانت هذه بداياته).... المهم لا يمكن اتخاذ أي خطوة مُجديّة دون بَوحِها وانفتاحها على شخص ما، وقد لا تبوح إلا للمختص في سريّة تامة. ولا يمكنني أن أعطي احتمالات للحالة، فهي كثيرة، قد تبدأ من مجرد شيء تافه عندنا لكنه مُضنٍ وكارثيّ عندها (كحالات وسواس الموت أو الوساوس الكفرية التي قد تدفع البعض للانتحار) وقد تذهب إلى حالات ضرر حقيقي وواقعي شكّل ردة فعل الكرب أو اكتئابا شديدا.
وأشدد على نقطة أخيرة، وهي أنها لو انفتحت على المختص فلا تسألونها عن التفاصيل، اتركوها تأخذ مسارها العلاجي بالكلام والدواء، واتركوا لها مساحة، واحرصي على أن تكون بخير وفي تحسّن لا غير، سيأتي اعترافها في الوقت المناسب حين تكون محتاجة لأن تقول لكم، ولا تضغطوا عليها، ولا حتى على المختصّ. إن كانت حالة طارئة وخطيرة من اعتداء أو ابتزاز أو مما يمكن التدخل فيه وليس السكوت عنه، أظن أن المختص سيقترح إخباركم بالتفاصيل المهمة.
وانتبهوا على أختكم وأشعروها بالأمان والتقبل مهما كان الوضع.
وتابعونا بأخبارها