قلق ومشاكل ثبات في فعالية العلاج
السلام عليكم ورحمة الله وبركات. شكراً لكم لصبركم معي وقراءة رسالتي الطويلة، أنا ممتن لكم ولجهودكم في مساعدتي. اسمي محمد، عمري 28 سنة. مشكلتي الرئيسية كانت هي صعوبة في التركيز على اللحظة التي أنا فيها، وأقوم بالعمل بتركيز مثل الدراسة دون الشعور برغبة بترك الكتاب والخروج، وكنت أشعر أنني مجبر على هذا الشيء. المشكلة الأخرى هي مزاجي المتقلب وتغيُّر أفكاري حسب مزاجي في اليوم أكثر من مرة، فقد أفكر مثلاً بالسفر والاستجمام، وبعدها أرى ألف سبب غير واقعي يُفسد مزاجي ويجعلني أترك موضوع السفر. كذلك لدي مشكلة حاجتي للنوم كثيراً، وأغلب وقتي خلال النهار أشعر بالكسل والحاجة للنوم. والمشكلة الأخرى هي التفكير المفرط في الماضي والمستقبل، وصعوبة عيش كل يوم بيومه بواقعية. أقضي ليلي على الوسادة مع عشرات الأفكار التي لا أستطيع طردها والنوم بهناء، كذلك كنت أتعصب لأتفه الأسباب في البيت منها مثلاً إذا ابن أخي لعب بضوضاء في المنزل.
ذهبت لرؤية طبيب نفسي قبل عام تقريباً في مدينتي في العراق وأخبرني أن ما أعانيه هو قلق عام ووصف لي علاج Escitalopram أردني المنشأ من شركة Ecipharm وأخبرني أن أبدأ بـ10 ملغ، ثم بعد أسبوع أبدأ 20 ملغ، ووصف لي علاج آخر أستخدمه لمدة 10 أيام فقط وهو chloridiazepoxide 5 ملغ.
الحقيقة أول أسبوع كان صعب نوعاً ما، ثم بعدها بدأت أحس بتحسن عظيم كمعجزة صراحةً إذ كنت لا أفكر بأي شيء سلبي إطلاقاً، وأركز تماماً على ما أفعله، ومزاجي ثابت ومسترخي في المنزل مع أهلي، ولا اشعر بعصبية مع شعور داخلي بالراحة والامتنان لكل شيء كنت مفتقداً إليه. كنت أدرس البرمجة خلال هذا الشهر وتطورت كثيراً بسبب انضباطي وتركيزي. نومي أصبح مبكراً ونهوضي مبكراً وبنشاط، مع حاجتني لقيلولة ساعة أو أكثر قليلاً ظهراً.
بعد مضي الشهر الأول لم أتمكن من إيجاد العلاج لنفس الشركة لكن وجدت نفس العلاج بمنشأ تركي اسمه losiram وبعد استخدامه لمدة 7 أيام بدأت أحس بضعف في التركيز و أحسست بتغيُّرات عن الحال التي كنت عليها مع نفس الدواء للشركة الأخرى. على كل حال بعد مضي الشهر الثاني لهذا العلاج ذهبت لطبيبي وأخبرته، قال "ممكن أن تكون تغييرات طفيفة عند التغيير وبعدها يستقر الوضع مع الاستمرار" لكن للأسف لم أتمكن من إيجاد علاجي في السوق لذلك وصف لي علاج جديد اسمه zoloft إيطالي المنشأ.
بعد شهر واحد من العلاج بدأت أنام أكثر من ذي قبل وأشعر بخمول في جسدي، ولم أستطع أنا أفعل شيء، لذلك رجعت لطبيبي وأوقف العلاج. بعدها أرجعني على علاجي الأردني Escitalopram لتوفره في السوق، والوضع تحسن وبعد أشهر كانت الأمور جيدة، وبعدها لم يتوفر العلاج في السوق وبدأت بأخذ نفس العلاج لشركة لبنانية باسم prylex وأيضاً كان علاج جيد، وبعدها (قبل شهرين تقريباً) بدأت علاج جديد باسم etaloram وأعتقد العلاج لشركة أمريكية mylan والأمور أيضاً كانت جيدة.
بعد ذلك بدأت عندي التهابات في البروستاتا ووصف الطبيب لي علاج xatral 5 ملغ وdetrusitol 2 ملغ و proxana plus لمدة شهر. بعد أسبوع بدأ عندي شعور سماع دقات قلبي وضيق أثناء النوم، ثم بدأ عندي كسل فضيع وحاجة مُلحَّة للنوم المفرط، وبسبب أوضاع كورونا لم أتمكن من السفر لطبيبي الذي يعيش في مدينة أخرى بسبب حظر التجوال فلم أعرف المشكلة. بعد تقريباً 20 يوم على علاج البروستاتا بحثت في الإنترنت وعرفت أن العلاج الأول يتعارض مع علاجي النفسي لذلك قمت بترك علاج البروستاتا لكن وضعي لم يتغير لذلك قررت أن أُقلِّل من جرعة etalopram وآخذ 10 ملغ، لكن الوضع لم يتغير وشعوري كان سيء جداً.
بعد تقريبا 14 يوم قررت ترك العلاج وكان هذا بتاريخ 1-6-2020 أي قبل 18 يوم، خلال 5 أيام بدأت أشعر بنشاط أفضل وحاجة للنوم أقل مع شعور بتنميل في الشفتين، وعندما أقوم بنشاط بدني أشعر بشعور يشبه الموجة الكهربائية الصغيرة تمر في رأسي لكنها لم تكن خطرة أو مؤلمة. خلال تلك الفترة بدأت أرجع لطبيعتي السيئة وأتعصب على أتفه الأمور عندما تحصل، فقدت التركيز بعد ذلك ولم أتمكن من المطالعة والسكون، بدأت قضي معظم وقتي بأشياء غير مهمة كالسوشيال ميديا ومتابعة الأفلام (نشاط غير منتج) وبدأت بعض الأفكار السلبية تعود شيئاً فشيئاً.
لم أكن سعيداً وأحسست أن وضعي بدأ يسوء، لذلك قبل أسبوع تقريباً قررت الرجوع لأخذ 10 ملغ من etalopram وبسرعة ذهبت العصبية وأصبحت أكثر استرخاءً لكنني بدأت أعاني من النحول العام والرغبة في النوم والصداع أحياناً ورؤية ضبابية لحد ما.
والآن أنا حائر، ما العمل؟ هل يجب أن أستمر؟ هل يجب أن أزيد الجرعة؟ هل يجب أن أغير نوع العلاج؟ أتمنى لو أستطيع رؤية طبيبي لكن للآسف هذا غير ممكن بسبب ازدياد حالات كورونا وغلق الطرق وعدم قدرتي على السفر.
أتمنى من حضرتكم مساعدتي في مشكلتي، وإذا كنتم بحاجة للمزيد من المعلومات فسأكون ممتناً لإرسالها إليكم، وإذا أحببتم التواصل معي عبر هاتفي فأنا أستخدم واتساب.
شكراً لكم ووفقكم الله، وسأكون بانتظار ردّكم.
أرفقت لكم صور للعلاجات التي أخذتها.
مع فائق شكري وتقديري لكم.
محمد عمر
18/6/2020
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
هناك عدة جوانب لرسالتك.
أولاً: هناك الاضطراب النفسي الذي تعاني منه وتم تشخيصه بالقلق المُتَعَمِّم المزمن، وربما قلق واكتئاب. حدثت استجابة للعقاقير المضادة الاكتئاب والتي يتم استعمالها في علاج القلق أيضاً. لا يستطيع الموقع أو غيره النصيحة برفع جرعة عقار أو تغييره أو سحبه فهذا يتجاوز القواعد المهنية هذه الأيام، والذي يستطيع الموقع عمله هو التصريح عن قواعد عامة للعلاج. معدل جرعة مضادات الاكتئاب من نوع مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (م.ا.س.ا) التي يتم استعمالها في علاج القلق يختلف من مريض إلى آخر، ولكن ما يتم ملاحظته أن معدل الجرعة أعلى من جرعة علاج الاكتئاب. الطبيب الوحيد الذي يستطيع أن يقرر الجرعة هو الذي فحصك على أرض الواقع، ويجب أن تتصل به هاتفياً أو تراجع غيره.
الجانب الآخر لرسالتك يتعلق بأعراض القلق المزمنة. فائدة العقاقير في علاج القلق مثبتة ولكنها لا تكفي والاستجابة لها جزئية. لا بد من تعزيز العقاقير بعلاج نفسي. لا تزال هناك أعراض مترسبة ويجب أن تتحدث مع طبيبك حول علاج نفسي.
مصدر العقاقير وصناعتها وفعاليتها موضوع لا يخلو من التعقيد وخاصةً في العالم الشرقي. القاعدة العامة هو أن العقار لا يتم تسويقه إلا إذا أثبتت الشركة أن تواجده البيولوجي لا يقل عن ٨٠٪ من العقار الأم.
لا أحب التعليق على التهاب البروستاتا وأهمية علاجه ولكن هناك مقالة على الموقع من الأفضل أن تراجعها.
علاج القلق أيضاً يتطلب المحافظة على نمط حياة يومي صحي وإيقاع منتظم. هناك تمارين استرخاء يمكن ممارستها يومياً.
وفقك الله