سارة والخطة الإلهية وضياع الحبيب
فقدت سعادتي.
كم هو أمر شاق جداً انتظار ردكم على الاستشارة الذي يطول شهراً كاملاً! وإن كنت أعلم بكمية الزحام ولكنه أمر شاق جداً. الإجابة على استشارتي لم تصدمني باستثناء جزء الخطة الإلهية! هل تعلم يا دكتور أن إيماني بما يخرج لي من آيات في القرآن لم يأتي من عدم؟ هل كنت تعتقد أني لأول مرة أجرب إجابة الله لي في القرآن؟
يا دكتور أنا من سنوات عديدة أتبع هذا الأسلوب، ومواضيع كانت مستحيلة أن تتحقق وكانت تحتاج إلى معجزة وتدخل إلهي لكي تتحقق، وكان القرآن يبلغني في الآيات أنها سوف تتحقق، وكنت أقول كيف وهي مستحيلة؟ وبعد مدة تأتيني البشارة كالصاعقة والكل يتعجب من تحقيق معجزتي، فالثقة بالله في موضوعي مع حبيبي لم يخلق من فراغ، وإلى الآن أكتب لك وأنا لدي ثقة أن القرآن لا يخدعني بأمل زائف، هذه هي المسألة الأولى. أما المسألة الثانية فهي تخص حبيبي الأول، لم تجبني يا دكتور لما طلب أن نكون أصدقاء وأن نتحدث، ولم يطلب الفراق ككل مرة؟ هل لكي يبقيني في صندوق الاحتياط؟ وإن أبقاني فماذا يستفيد؟ للعلم أنا جربت أن أمتنع عن محادثته لمده ١٠ أيام أو أكثر، وعندما أضعف وأعود لكي أكتب له يرد عليّ بنفس الثانية ويقول لي "أين كنتِ؟ لماذا اختفيتي؟" ومرةً قال لي "حسبت أنك قد انخطبتي لأنك اختفيتي ولم تراسليني" فأنا قلت له "اطمئن أنا لن أتزوج أبداً إلا في حالة ارتباطك". لما يراسلني إلى الآن؟ هل بالفعل انتهى مني؟ هل الشغف الذي ينطفي بسبب البعد والمشاكل قادر على العودة؟
من إجابتك على استشارتي أشعرتني أني بعلاقة غير جدية، وعلاقة لعب ولهو! لم تحكم على علاقة سنوات من أحرف تكتب لك؟! أنا لا أستطيع أن أكتب كل التفاصيل هنا، لقد غفلت أنت عن سبب رئيسي لعدم التفاهم في العلاقة، وهي العلاقة التي تكون وسيلة اتصالها الرسائل لسنوات، الرسائل التي يصاحبها سوء الفهم وعدم وجود تعابير الوجه، حيث جربت عندما يكون أمامي أكبر مشكلة تُحل في ثواني معدودة. هل تستطيع أن تسامح حبيبتك التي تركتها للحظات وأنت ذاهب للحمام وتسمعها بأذنك وهي تتغزل بوسامة شاب أمامها وتقول أريده حبيب ثاني لي، وتعود أنت لها وهي تبتسم وتحسبها أنت أنها أكملت استغفالها لك؟ هو فعل ذلك وسامحني عندما رأي دموعي (مع العلم أني لم أكن جادة في المغازلة فقد كنت أمزح مع صديقتي).
لا أريد أن أحكم أنه كاذب، ولا أن أحكم بصدقه، ولا أريد أن أمدحه أمامك لأنه بالفعل كانت تصرفاته مؤذية لي كثيراً، كان حقيراً، وأحياناً كان يتركني كثيراً، ولكن أريدك أن تدلني على أسلوب أخير لإنقاذ هذه العلاقة، أريد منك أن تقول لي كيف أتصرف معه كمحاولة أخيرة تكون كحبل نجاة لإنقاذ هذه العلاقة التي كنت أنا أيضاً سبب في خرابها لسنوات، وإن كان الحل الذي تقدمه لي لا يجدي نفعاً فعلى الأقل أكون قد حاولت ولم أنفع، فكما قلت لك لم أكن الفتاة الطيبة العاقلة الناضجة الملاك المحبة المتمسكة، وهو أيضاً لم يكن كذلك، يعني نحن الاثنين سبب دمار العلاقة.
لا أخفي عنك بعد قراءتي اليوم لإجابتك على الاستشارة أصابني الحزن الشديد والتعاسة ونوبات بكاء على نفسي التي خسرتها لسنوات ولم أحصل على نتيجة من هذه العلاقة غير الحزن، وأنت قلت لي "امتنعي عن مراسلته والسؤال عن حاله بعد ذلك" ولكنه أرسل لي اليوم صورته وعلق عليها، وهو يفعل ذلك كلما أمتنع عن مراسلته لأيام وكأنه يقول لي "ها أنا هنا، لا تنسيني" ويذكرني به.
بعد ما كتبته لك يا دكتور وسوف أنتظر شهر آخر لكي ترد عليه هنا، ولكن لا أريد أن تقول لي "انسي واذهبي، ونهاية العلاقة ليست نهاية العالم" أرجوك لا تقل هذا، وإنما قل لي حلاً أخيراً برأيك لإنقاذ أي علاقة بها حب.
تعليق أخير على ما أعطيته له خلال العلاقة غير القبلتين والأحضان والصور المغرية التي يظهر فيها صدري، كنت قد جعلته مرة يمسك صدري، ولم يطلب هو فقد كنت أنا المُبادرة بهذا الشيء، ويومها من شدة صدمتي بجرأتي قلت له "سوف أحدث أهلي لكي تتقدم لي" وقال لي "تمام، تحدثي" وتحدثت ورفضوا مقابلته وأبلغته بذلك، ولكن إلى الآن ألوم نفسي وأقول "ممكن تغيرت نظرته لي" لأنه في آخر عتاب بيننا قال لي "لا تتوقعي في يوم أعود وأراكِ ابنتي التي أثق فيها وأرى فيها زوجة وأم لأطفالي وأأتمنها على بيتي" كان كلامه هذا سببه أني غبت ٣ أشهر بدون خبر ولم أرد على اتصالاته ورسائله.
عفواً على الإطالة.
سوف أنتظر ردك كل يوم.
26/6/2020
رد المستشار
مرحبا بك يا "سارة" مرّة أخرى على موقعنا للصحة النفسية.
بخصوص ما تقولينه عن "تحقق المعجزات ويقينك في تلك العلامات والرسائل" لن أجادلك حولها أكثر، وإلا لن تبقى استشارة نفسية بقدر ما ستكون استشارة "فلسفية"
لكن عندي تساؤل هنا بخصوص يقينك الذي تتحدثين عنه، فأنت لديك يقين راسخ بخصوص هذا الشخص كما تقولين "فالثقة بالله في موضوعي مع حبيبي لم تخلق من فراغ"، تمام. فكيف يمكنك أن تكوني موقنة هكذا وفي الوقت نفسه تسألين عن طريقة وحل لتنقذي به علاقتك مع حبيبك! كيف يمكننا الجمع بين البحث عن حلّ الذي يُفهم من غيابه أنّ المشكلة قائمة وليس هناك شيء محسوم، وبين يقينك وتحقق المعجزة التي يخبرك بها القرآن وكأنّ الأمر محسوم ويحتاج فقط وقتا للتحقق؟!
مجرّد تساؤل منطقي جدا، لأنّ أي أحد يملك معجزات وعلامات لتحقق ما يريد فلن تكون عنده مشكلة تحتاج حلا من الأساس. المهم بالنسبة لما تقولين عن حكمي على علاقتك، أنا لم أقل أبدا أن علاقتك عبارة عن لعب ولهو! ربما أصفها بالعبثية وهناك فرق شاسع بينهما، العبثي هو الشيء الذي لا طائل منه بغض النظر عن جديّته أو عدم جدّيته، ثم نحن نعرف أنّ مشاعرك صادقة وأن القضية عندك جدية جدا، أو هكذا غذّيتها لمدة سنوات حتى صارت من أركان حياتك.
حكمي لا ينبع من كلماتك التي تكتبين، بل من الأسطر الخفية بينها، وأيضا معرفتي بالكثير من الوقائع المقاربة جدا لحالتك، والتي ربما تعرفينها لكنّك تعتبرين نفسك استثناء!
بالنسبة لما قلتِه عن لماذا يحتفظ بك، أعتقد أنني أجبتك عن هذا السؤال في الاستشارة السابقة، وهل جرّبت الاقتراع الذي قلت لك؟ بأن تعطيه كل شيء متى يريد وتري كيف هي إجابته؟ راجعي الاستشارة الأولى
أما عن الحل السحري الذي تنتظرينه مني أو من أي مستشار فلا يوجد للأسف في حالة مثل حالتك، ولتعلمي أنني كنتُ محقا فيما أقوله، تأملي قولك هنا: "... لأنه في آخر عتاب بيننا قال لي لا تتوقعي بيوم أعود وأراكِ البنت التي أثق فيها وأرى فيها زوجة وأمّا لأطفالي وأأتمنها على بيتي" هذه هي الحقيقة التي قالها في لحظة صفاء، حقيقةٌ تعكس عقلية الرجل الشرقي التي لا تفهمها لحدّ الآن النساء الشرقيات! وما خفي أعظم.
للأسف أنت لا تُريدين أن تبصري العلامات والرسائل التي تأتيك منه، وتبحثين بكل استماتة عن حلّ يُجنّبك ألم الفراق ولا تريدين أبدا أن تفكري مجرد فكرة أنه سيأتي وقت تكتشفين فيه الحقيقة المُرّة وتعيشين تلك المشاعر التي أيقظها ردّي عليك، ما شعرتِ به ليس إلا تجلّيا واضحا لما تخافين منه وتعرفينه في أعماق نفسك. كلما أخرتِ المواجهة وأبقيت على أمَلِك في رجل لا أمل فيه معك، ستكون الصدمة أقوى والتأقلم أصعب.
القتال من أجل الحبّ لا معنى له إن كان من أجل الشخص الخاطئ، واستنزاف سنوات من العمر وطاقة ذهنية كبيرة في علاقة عبثية متقلبة غير آمنة مضيعة للوقت، بل التفكير فيه كحبيب خاطئ من أساسه، مشاعر التعلق والحب تكون وراءها دوافع أحيانا لا يفهمها حتى صاحبها، فهل تحبينه أم تخافين من إقصائه لك في حين يقوم بمغامرات عاطفية وجنسية مع غيرك من البنات؟ هل تحبينه أو تحبين حبّه لك، هل تحبينه أم تحبين الحالة النفسية التي تعطيها لك العلاقة، وأنّ ذهاب تلك الحالة سيعرّضك لاكتئاب وحزن وبكاء فتتشبثين به؟ أجيبي بصدق عن هذه الأسئلة، وتأملي في نفسك بعيدا عن المعجزات والكرامات.
أما لماذا يرسل لك بعد غيبة، أظنّه فقط لا يريد أن يفقد امرأة يعرف أنّها متعلقة به وتهتم لحاله، ليشعر أنه محبوب، ليشعر أنه غير مرفوض، أو ربّما يطمع في أن يحصل على المزيد منك، أو لتكوني رقما في لائحته الافتخارية.... الاحتمالات كثيرة إلا احتمال أن يكون جادا للتقدم إليك والزواج بك! فكيف تحرصين على تملّك شخصا لا يريد أن تكوني ملكه؟!
ثم هو غير مستعد لا نفسيا ولا ماديا فكيف تريدين أن يتقدم لك وتحافظي عليه؟ النساء يفهمون الحب على أنه مجرد تعلق ووعود وأماني، فكرة مثل هاته تزعج الرجال الذين يحبون الحب ما دام دون مسؤوليات، وما إن يسمع أو يشعر بشيء جدّي حتى ينفر، حتى يشعر بالدونية ويشعر الاختناق.
ربما يكون هناك حلّ لتفوزي به، هو أنّ تقولي له لا تحمل همّ السكن ولا الوظيفة، قولي له مثلا أنّك ستضمنين له وظيفة عند أحد معارفك، وأن لديك منزلا..... اسمعي لردّه حاولي فعل هذا لتخرجي من افتراضاتك لافتراضات أخرى، حاولي تطبيق هذه "التمارين". قولي له أولا إن قبلت الزواج بي سأضمن لك وظيفة مستقرة ومنزلا. وانتظري ردّه، إن رفَض، فقولي له ما أخبرتك عنه في الأول، وهو أن "تقدمي له نفسك دون شروط" وانتظري ردود أفعاله.
من الضروري أن تخرجي من افتراضاتك وانطباعاتك الخادعة حول هذا الشخص، يجب أن تكتشفيه كما هو، مع أنّي أظن أنه كشَف عن حقيقته أكثر من مرة لكنّك لا تكفّين عن إعطائه الأعذار والتبريرات حتى تتجنبي صدمة عاطفية.
تحياتي إليك وأرجو لهذا النزيف أن يتوقف قبل أن تفقدي كل دماء روحك.
ويتبع>>>>>> : سارة والخطة الإلهية وضياع الحبيب م1