قلق وخوف شديد من الرعد والبرق
أعاني من قلق وخوف شديد سببه العواصف الرعدية، أنا في هذه الحالة منذ 4 سنوات ولا زالت تؤثر بشكل كارثي على جودة حياتي وتزيد من سوئها يوماً بعد يوم،
لقد تأثرت جميع جوانب حياتي بسبب هذا الخوف.
26/6/2020
رد المستشار
صديقي
أعتقد أن في بلدك موسم الأمطار يستمر لمدة أربعة أشهر من السنة، من المعقول هنا أن نفترض أن هناك ثمانية أشهر من السنة خالية تماماً من العواصف الرعدية، قد تكون هناك عواصف في أوقات متفرقة من العام ولكن لماذا يؤثر هذا فيك "بشكل كارثي"؟
العاصفة الرعدية هي تفريغ شحنات كهربائية بين الأرض والسماء للحفاظ على توازن الكوكب، وميض البرق هو العلامة البصرية على هذا التبادل بين الأرض والسماء، والرعد هو صوته. ما هو الكارثي في هذا على جودة حياتك؟ وماذا عن حياة الكوكب؟
المخاطر قد تكون حقيقية جداً، ولكن رد فعل الإنسان بالخوف أو بالطمأنينة في الحقيقة هو اختيار، اختيار يقوم أولاً على افتراض شيء في المستقبل والاعتقاد الراسخ بحتمية وقوعه، وثانيا على إعطاء معنى "كارثي" للخطر.
الخوف من الأصوات المرتفعة هو شيء موجود فينا منذ نشأتنا. فما هو المعنى الذي تعطيه أنت للعواصف الرعدية مما يجعل منها كارثة على جودة الحياة؟ ما هو مصدر الإيمان بالخطر؟ ما هو الرمز الكارثي في فكرة العواصف الرعدية؟
أياً كان المعنى الذي تعطيه للعواصف وتصنع به خوفك فهو ليس بهذه الأهمية. تقبّل معنى أن حركة الكوكب لا يمكننا التحكم فيها بطريقة فورية، وأنها سوف تحدث من حين لآخر، وهي غير شخصية على الإطلاق وبالتالي لا تأبه أو تهتم لمخاوفنا أو إن عشنا أو متنا.
حركة الكوكب وتفاعل مكوناته وغلافه الجوي هو تعبير أو علامات على الحياة في الكوكب، قد تكون العواصف الرعدية هي طريقة الأرض في التخاطب مع السماء أو الكون ككل.
ليس هناك مكان سوف تنجو فيه من المخاطر، بالتالي عليك أن تختار بين أن تتقبل بهدوء وتتعامل بذكاء مع المخاطر وبين أن تبتعد عن المخاطر عن طريق أن تغير المكان أو البلد أو القارة أو الكوكب أو المجرة أو الكون.
تدرب على الآتي:
1_ أغمض عينيك وتخيل عاصفة رعدية بعيدة عنك بحيث لا تؤثر على محيطك على الإطلاق.
2_ شاهد تخاطب الأرض والكون.
3_ اقترب قليلاً بحيث لا يضيرك أن تقترب فتسمع الرعد، وكلما اقتربت كلما علا صوت الرعد وازداد سطوع البرق.
4_ استمر في تقليل المسافة حتى تصل إلى أقصى مراحل الخوف من جراء عاصفة رعدية بدون أن تواجه خطر الموت.
5_ اسمح لنفسك بتخيل أنك أصبحت لا تخاف من العواصف الرعدية.
يمكنك الاستعانة بمعالج نفساني ليساعدك في هذا التدريب.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.