وسواس قهري النظر للعورات أم رهاب اجتماعي ؟م2
أول تجربة عاطفية
منذ فترة حوالي سبع شهور أو أكثر تعرفت على أحد زملائي بالجامعة قبل التخرج بفترة، كنا نتعامل بما يخص الدراسة وصرنا نتحدث كثيراً كل يوم، لم يمر يوم بدون أن نتحدث حتى نهاية الأمر، بعد حوالي أربع شهور من التحدث يومياً اعترف لي أنه يُحبني وأنه يعلم بأن الأمر مُبكّر فنحن حديثو التخرج، وهو لا ينتظر مني رداً ولكن أراد فقط أن يخبرني بما يشعر، وأنا أيضاً كنت أحبه. وبعد فترة أخبرته بذلك في أحد المرات. لم أخبر أهلي مباشرةً لأني أعرف أنهم سيرفضون تماماً لاختلاف الجنسية، ولأنه من عمري وليس جاهزاً بعد.
بعد فترة أخبرت أمي وقلت لها أنني أريد أن أعطيه فرصة فرفضت تماماً وقالت أنه غير مناسب ليس من أجل الجنسية ولكن لأنها لا تشعر بأنها مرتاحة للموضوع، ولا تشعر بأنه يُعتمد عليه، ولن تطمئن عليّ معه. لأكون صريحة أيضاً أنا كنت أشعر أنه لن يضحي أو يتعب أو يحاول من أجلي، ولكن لم أكن متأكدة.
هو شخص خلوق إلى أبعد الحدود، لا يتحدث بالسوء عن أحد، لا يؤذي أحداً، ومُصلّي وهادئ الطباع وعقلاني، لكني لم أكن أشعر بالاطمئنان تماماً على الرغم من أنني أحبه جداً، كنت خائفة دوماً من أنني إذا اختلفت معه وقلت له لن أتحدث معك وأننا لا ننفع لبعض لن يحاول أن يراضيني أو يعود للحديث معي مرة أخرى، جربت الأمر وأخبرته في مرة أنني أشعر بالذنب لأنني أتحدث معه وأنني لا أضمن أهلي وأخاف أن أتحدث معه فترة طويلة ثم يرفضوه تماماً ولا أستطيع إقناعهم، لم يناقشني أبداً وقال لي أن معي حق وأنه إذا كان في نصيب سيكون، وقال لي أيضاً إذا كنا لن نتحدث فمن الأفضل ألا نتحدث مرة أخرى أبداً حتى لا يتكرر ما حصل، أصبت بصدمة مع أنني توقعت إلى حدٍ ما هذا الرد، وأخبرته أنني أردت أن أعرف رد فعله، اعتذر لي كثيراً وقال لي أنه لا يريد أن يجبرني على الحديث معه ولا يريد أن أتكلم معه شفقة.
بعد فترة حدث أمر مماثل تقريباً ولكن ليس بيدي، كانت مشكلة مع أمي بسبب حديثي معه، وقلت له أنني لا أستطيع أن أتحدث معه لأنها قد تفتح حساب الفيسبوك أو الإنستاجرام، توقعت مثلاً أن يسأل عني برسالة نصية أو على سناب أو أي وسيلة أخرى لكنه لم يفعل هذا ولم يناقشني بالموضوع أيضاً، وعدت أنا وتحدثت معه وحللت المشكلة مع أمي، اعتذر لي من جديد أكثر من مرة وتخطينا الموضوع.
في المرة الأخيرة حدثت مشكلة حقاً بيني وبين أمي وكانت مُصرّة أن أنهي حديثي معه وأخبرته بذلك، كالعادة لم يناقشني كثيراً وقال لي أن أقرر ما أريده وأنه لا يحب أن يتدخل إذا كان الموضوع مُتعلّق بأهلي، قلت له أن آخر ما توصلت إليه مع أمي ألا أتحدث معه إلى أن يأتي حينها ويكلم أهلي وذلك بعد فترة طويلة جداً، قال لي ليس أنه لا يريد أن يأتي ولكن إذا أهلي غير موافقين ماذا يفعل هو؟! هنا اعتبرت الأمر انتهى تماماً وقلت له أنه على حق وأن الأمر ليس بيده، وشكرني على كل شيء وقال لي أنه أنا حبه الأول وأنه يحبني، ولم نتحدث لفترة.
بعد حوالي أسبوع كلمته وقلت له أنني أريد أن أتحدث معه، أنا أحاول أن ألمح له أنني أريده أن يحاول أو يتمسك بي، قال لي وأهلك؟ قلت له سأكلم أمي مرة أخرى وكلمتها فعلاً وتشاجرنا من جديد، وهو لم يقل أي شيء كالعادة فكان هذا آخر حديث بيني وبينه. وإلى اليوم لم نتحدث وقد مر شهران تقريباً، ولن أعود لأتحدث معه بالتأكيد.
سؤالي الآن: هل لأمي الحق أن ترفضه بدون أن تتعامل معه أو تعرف عنه أي تفاصيل؟ هل لها الحق أصلا في إجباري أن أنهي أي شيء بيني وبينه؟ أنا لا أتحدث عن علاقتنا الحالية ولكن أتحدث عن الرفض المطلق حتى في المستقبل، أليس من المفترض أنها حياتي؟
سؤالي الثاني: هو محترم جداً، كان يهتم بكل التفاصيل ويذكرني دائماً أنه يحبني، وعلى مدى 5 شهور من التعامل معه لم يمر يوم دون أن يقول لي كلمة لطيفة واحدة على الأقل، فأنا لا افهم لماذا لم يكن أبداً يحاول أن يتمسك بي؟ أيضاً كنت أشعر أنه لا يعتبرني جزءً أساسياً في يومه، بمعنى أنه لا يرسل لي إلا في المساء بعد أن ينهي كل أموره، بينما أنا كنت أحب أن تكون المحادثة مفتوحة على مدار اليوم وكلما حصل شيء مهم أو جديد أحكي له، وكنت أريد منه هذا أيضاً، فهل هذا أمر طبيعي منه؟ أم أنه لم يكن يراني مهمة إلى هذا الحد؟
هل أنا فعلت الصواب؟ هل اختياري لرأي أمي كان صواباً؟ أم كان من المفترض أن أعطيه فرصة أكبر وأتمسك به أنا أيضاً؟ أنا لا أعفي نفسي من الخطأ فأنا أيضا قد تكون طريقتي خطأ في التأكد من تمسكه بي أو قد أكون ضغطت عليه أو على كرامته بدون قصد، فهل كان من المفترض ألا أقول له أبدا أنني لا أستطيع التحدث معه وأنتظر معه مدة أطول حتى أتأكد من مواقف أخرى؟
سؤال أخير: هل يجدر بي أن أحاول أن أعيده إلى حياتي مرة أخرى أم لا؟ وإذا كانت الإجابة نعم، فكيف لأني لا أشعر أنه سيتقبلني من جديد وأيضاً أخاف على كرامتي؟
أعلم أنني كتبت كثيراً وأعتذر جداً عن الإطالة ولكني احتجت أن أفهم الموقف أكثر لأنها كانت التجربة الأولى لي ولا أعرف هل أنا مخطئة أم فعلت الصواب، فقد أكون أنا الشخص السيء في الموضوع وليس هو، أنا لا أستثني نفسي ولا أريد النظر من منظوري فقط.
27/6/2020
رد المستشار
صديقتي.
موقفك أنت وأمك في منتهى الغرابة. فلنبدأ بأمك: ليس من المنطقي أن ترفض شخصاً بدون معرفته شخصياً، ولكن يبدو أنها ترفض اهتمامك بقصة حب الآن مع من يقدر على الزواج. مسألة الجنسية مهمة ولكن لا أدري إلى أي مدى في رأي والدتك، اختلاف الثقافات أحياناً يؤدي إلى فشل العلاقة، قد يكون هذا هو سبب رفضها، قد تكون مسألة عادات وتقاليد، قد تكون المسألة كلها أنك ما زلت صغيرة على الارتباط وفهم المشاعر. موقفها غريب لأنها لا تتحدث معك وتشاركك أفكارها ومخاوفها، وقد ترفض المبدأ لكنها تقول أنها ترفض الشخص.
موقفك أنت غريب جداً أيضاً، مقياسك لحبه هو أن تقولي له أن يبتعد أو أن ترفضيه، ويتفاني هو في التمسك بك وشحاذة رضاك، ليس هذا بحب. تقولين أنك تحبينه ولكنك فقط تريدين منه أن يتصرف في إطار توقعاتك وأن يتشكل بما يناسب رأيك في شكل العلاقة العاطفية. إن كنت تحبينه فلماذا تريدين تغييره أو على الأقل تريدين أن يتصرف بغير طبيعته؟ إن كان يعاملك معاملة سيئة ويُهمِلك ويُهمٍل مشاعرك فهو لا يحبك ولا سبب في الاستمرار معه، ولكنك تقولين أنه يعاملك معاملة جيدة، فماذا تريدين؟التواصل اليومي وقد يكون عدة مرات في اليوم هو شيء لطيف ولكنك تبالغين عندما تقولين أنك تريدين هذا طوال اليوم.
قد يكون الأمر أنك تريدين شكلاً معيناً للعلاقة قبل أوانه وفي غير محله، وبالتالي فأنت غير مستعدة أو ناضجة بالقدر الكافي لكي تكوني في قصة حب ناجحة. تريدين الإحساس بأهميتك عن طريق تمسكه بك بالرغم من طردك له وتعجيزه. لماذا؟
الحب يستدعي رغبة من الطرفين للقرب من بعضهما البعض. الحب ليس فيه هذه الاختبارات الظالمة الساذجة. إن كانت هذه هي طريقة معاملتك لمن تحبينه فكيف بمن تكرهينه؟؟
لماذا تخافين على كرامتك ولا تخافين على كرامته؟! الكيل بمكيالين مختلفين في العلاقة لا يمكن أن يكون موجوداً في علاقة حب.
أنصحك بالقراءة في موضوعات الحب والعلاقات الزوجية الصحية والناضجة.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.