مصدومة
أنا امرأة متزوجة منذ سبع سنوات ولديّ طفلان هما بنت ست سنوات وولد ثلاث سنوات، الحالة المادية ممتازة، والحالة العائلية هادئة باستثناء بعض الخلافات العادية التي لا يخلو منها أي بيت، زوجي كتوم لا يخبرني إلا بالشيء الضروري جداً، ولا يحب التكلم. مشكلتي أني منذ فترة أشك في زوجي وتصرفاته حيرتني، أحس أن هناك شيء يشغله ولا أعرف ما هو، ولا يترك هاتفه للحظة حتى في الحمام والدوش، وعندما أدخل عليه في الغرفة فجأةً وهو ماسك الهاتف يفزع بالتالي أكيد هناك شيء غير طبيعي، ناهيك عن استحمامه غير المطمئن خاصةً عندما أكون أنا في العمل وهو في المنزل لكن كنت أُطنّش لأني أثق في زوجي.
وذات مرة استيقظ من النوم في الصباح ولم يصلي الصبح وكانت هذه أول مرة، وعندما سألته قال نسيت وقام وتوضأ وصلّى وتركني حتى خرجت من المنزل لقضاء حاجاتي من المشتريات واستحم، وعند عودتي لاحظت هذا الشيء وسألته هل استحممت فأنكر، وأنا كنت متأكدة أنه أخذ حمام لأني دقيقة الملاحظة في بيتي، ومع كل هذا طنّشت وقلت مستحيل يعمل شيء لكن قتلني الشك وبدأت أراقبه ولم ألحظ شيئاً سوى كثرة خروجه واتصالاته خارج البيت فواجهته بشكي لكنه أنكر بعصبية كبيرة لدرجة التكسير ثم هدأ وطمأنني وحلف لي أنه لا يوجد أي امرأة في حياته غيري وأنه لا يكترث أصلاً للنساء، وصراحةً منذ تزوجنا لم ألحظ أنه يكترث أصلاً للنساء وهذا ما طمأنني.
مرّت فترة وتصالحنا ورجع كل شيء عادي حتى أنه لم يعد يدخل الهاتف للحمام والدوش ولكنه دائماً يفزع عندما أدخل عليه وهو ماسك هاتفه لكن كنت أطنش لأنه هو قال لي "مفيش حاجة" ولكن لم أكن أستريح أبداً لاستحمامه. بعد شهرين تقريباً كنا في غرفة النوم على السرير حاولت أن ألمس عضوه فكانت ردة فعله غريبة حيث أبعد يدي بعنف واستدار إلى الناحية الأخرى وقال "اتركيني أنام" أنا استغربت وغضبت لكن لم أظهر له أي شىء، وفي الصباح استيقظ باكراً وكان يوم عطلة نهاية الأسبوع وأنا والأولاد نائمين، فطر وقعد ولم يصلي الصبح بالرغم من أنه في العادي أول حاجة يقوم بها هي صلاة الصبح، فقمت أنا وقلت له "مش أنت نسيت تصلي" فقال "نسيت" وقام توضأ وصلى، وما فات هذا اليوم حتى أخذ دوش وبالتالي زادني الشك فذهبت وتفقدت ملابسه الداخلية إذ بها قليل من المني وهذا ما صدمني.
منذ فترة طويلة حوالي خمس سنوات وبالصدفة بدون تفتيش مني وجدت في الآيباد لديه حساب آخر سري به أصدقاء شواذ كلهم أجنبيين وكلام بينهم بالفيديو و... و.....و ... كان نسيه مفتوح وذهب لعمله، وعندما عدت من دوامي كالعادة أمسكت بالآيباد فوجدت ما وجدت وكانت صدمة بالنسبة لي، وعندما سألته أنكر وقال مستحيل يسوي هذا الشيء وأنه مجرد فضول وقام بمسح هذا الحساب، وصدقته لأنه كان إنسان عادي ويجامعني عادي جداً كأي رجل فلم يدخلني الشك من ناحيته.
أما الآن وتقريباً من أكثر من ثلاث سنوات الجماع بيننا مرة في الشهر أو مرة في الشهرين، وأحيانا مرة في ثلاثة أشهر، كنت أظنه إرهاق وتعب من العمل.
ملاحظة: منذ تقريباً سنتين زوجي أصيب بقمل العانة!
الآن أنا مصدومة وفي حيرة، هل زوجي شاذ؟ هل أواجهه؟ ماذا أفعل؟ الآن لا أستطيع النوم معه وقرفانة منه وأخاف أن ينقل لي أمراض فما العمل؟ أرجو إفادتي فأنا في حيرة من أمري، وشكراً.
2/7/2020
رد المستشار
السائلة الكريمة: أهلا بك، وشكرا على ثقتك... عجيب أنك لم تتوقفي كثيرا عند قلة اجتماع زوجك معك جنسيا !! ويستمر هذا الوضع لسنوات... حتى أصابه قمل العانة -ربما من كثرة هجران المنطقة!!! يمكن السؤال بشكل هادئ وفضولي.... لماذا لا نتعاشر يا زوجي العزيز؟؟ فإن لم يكن له شغف بالنساء، فلماذا تزوج؟؟ وماذا عن شغفك أنت بالرجال والمعاشرة الجنسية الطبيعية الفطرية التي تحصل بين الأزواج عادة بمعدلات أعلى مما يقع بينكما بكثير - في مرحلتكما العمرية !!!
وعجيب.... أن يمر موقف ملامستك لعضوه وردة فعله المتشنجة بعدها.... وأيضا لا بأس من سؤال لطيف عما جال بخاطره وقتها.... وكيف يحب أن تعبري له عن رغبتك فيه وقربك منه - عاطفيا وجنسيا؟؟
أنا هنا أحاول أن أتأمل في نمط التواصل بينك وبين زوجك الذي يبدو لي ضعيفا أو شبه منعدم، ربما بسبب طبيعته الكتومة، لكن الرجل الكتوم يتغير تدريجيا حين يكون في فراشه امرأة تجيد قبوله ودعمه والإصغاء له والمرونة في تقبّل تصرفاته ومساعدته في تغيير صفاته غير الاجتماعية
لكن.... سبع سنوات.... هو كتوم، وأنت غير مكترثة، هو لا يكترث للنساء، وأنت - عادي، لا باس... كما يقول التوانسة، والأيام تمر، ولديكما أطفال، وعادي!!!
تعالي نتصوّر أن لدى زوجك فضولا أو شغفا تجاه الرجال، وليس النساء، هل سيفتح هذا الملف معك أنت، والتواصل بينكما ضعيف، أو هو لا يضمن ردود أفعالك، ويتوقع رفضك وتذمرك، وقرفك، وإدانتك!! هل سيفتح هذا الملف معك؟؟
في الحقيقة.... أنت آخر واحدة يمكن أن يصارحها بشيء مثل هذا - لو وجد، بل هو خائف من حركتك العادية، وربما تفتيشك الدوري، أو العفوي في هاتفه - مثل أية زوجة.... وربما يفسّر هذا رعبه من دخلاتك التي يتفاجأ منها
سيدتي.... تحتاجين إلى علاقة حقيقية عميقة دافئة بزوجك... ولا يتسع المجال هنا لنشرح عن التواصل التراحمي، أو ما صار يسمى التراحم ترجمة للمصطلح الغربي Non violent communication
وبناءا على بناء جسور علاقة متينة يمكننا وقتها أن نسبر غور البئر العميق الذي يبدو لنا مظلما، وربما وقتها يبوح لك بحقيقة ميوله أو شغفه، ودرجة هذا الميل وشدته - إن وجد، وساعتها فقط يمكن أن تقرري هل ستقفين بجانبه في رحلته للتعافي - إن أراد، أم ماذا ؟؟ لكن كل هذا سابق لأوانه، العلاقة أولا يا مدام، وتابعينا بأخبارك.