وسواس أم حديث نفس؟؟
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. شكراً لكم على المجهودات المبذولة. جزاكم الله عز وجل وعافاكم. أنا باختصار بعد أن تبت لله عز وجل بعد أن ارتددت عن الإسلام وكنت أمارس اللواط، تبت لله عز وجل ورجعت لطريق الحق _الحمد لله_. بعد أن تبت دعيت الله _الحمد لله_ واستجاب لي في أشياء لا تصدق حقاً وفرحت كثيراً لدرجة لا تُتَصور،
لكن المشكلة أنه الآن تراودني أفكار شنيعة جداً عن الله _عز وجل_ أحياناً، وساوس تشكك في العقيدة لكني أحاورها وأحاول أن أقنعها العكس. عندما أصلي أو أدعو الله أو أتوضأ تراودني أفكار وتخيلات شنيعة عن الله _عز وجل_.
والله كرهت هذا، أشعر أن الله _عز وجل_ الآن لا يحبني وكرهني وطردني من رحمته، رغم أني أذكره ليلاً ونهاراً والحمد لله.
آسف على الإطالة لكن طمئنوني أرجوكم والسلام عليكم.
7/6/2020
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "يوسف"، وأهلًا بك وسهلًا على موقعك مجانين
أتحسب أن الشيطان سيتركك وقد أفلتَّ من بين يديه ونجوت من النار؟ لا شك أنه سيحاول شن حرب شعواء عليك ليردك إلى الكفر. وقد اغتنم حرصك على الالتزام، وشخصيتك القابلة للوسوسة فألقى إليك هذه الوساوس الشنيعة، واطمأن أن استعدادك للوسواس القهري سيتكفل بالباقي....، ستبقى هذه الوساوس في ذهنك، وستصدك عن الله عز وجل، وقد بدأت تعطي ثمارها على صورة سوء ظن بالله تعالى أنه لا يحبك ويريد طردك، حتى إذا اطمأننت إلى الفكرة هذه قال لك الشيطان: إذا كان الله لا يريدك فلماذا تعبده؟ ارجع إلى ما كنت عليه واستمتع بحياتك.... وبهذا يكون قد أعادك إلى جهنم مرة أخرى.
لو كان الله كذلك لما شرح صدرك للهداية، ولما أوقفك بين يديه تصلي، ولما أطلق لسانك بذكره، إنما هذه الأفكار من الشيطان، ومن مرض يسمى الوسواس القهري، وإذا صبرت فالله سيعطيك الأجر الجزيل على صبرك.
عليك بالاستعاذة من الشيطان عند ورود الفكرة، وعدم الاسترسال فيها وصرف الانتباه عنها بالاشتغال بأي شيء آخر سواها، لا تناقشها ولا تقنع نفسك بعكسها، أنت مؤمن ولا داعي للبرهنة على ذلك، ففي الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه: قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَزَالُ النَّاسُ يَتَسَاءَلُونَ حَتَّى يُقَالَ هَذَا: خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ، فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ؟ فَمَنْ وَجَدَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَلْيَقُلْ: آمَنْتُ بِاللَّهِ» وفي رواية: «يأتي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ كَذَا، مَنْ خَلَقَ كَذَا، حَتَّى يَقُولَ مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ ؟ فَإِذَا بَلَغَهُ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ، وَلْيَنْتَهِ».
اُدع الله تعالى كما صرف عنك نار جهنم أن يصرف عنك هذا البلاء، وحسن الظن به أنه سيكرمك ويفعل.
أسأل الله تعالى أن يعافيك، ويثبتك ويطمئن قلبك