هذه حالتي ...أرجو الإفادة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جزاكم الله خيراً بالبداية على هذا الملتقى الطيب وإتاحة الفرصة للجميع لبث شكواهم ومعاناتهم. سوف أكتب التسلسل الكامل لحالتي حسب الأحداث والمجريات التي جعلتني أصل لهذه الحالة الشديدة والتي اضطرتني لأن أقوم بالبحث عن طبيب نفسي مختص لكي أستشيره حول حالتي
الحالة كاملة منذ البداية:
عندما كنت في سن الطفولة في عمر الـ 12عام، كنت من الأطفال النشيطين جداً والذين يحبون الحركة والرياضة والنشاطات، وكنت في قرية صغيرة وكان لي أصدقاء في الحي كثيرون ونلعب سوياً، وكذلك في المدرسة، وفي هذا العمر كما تعلمون فإن الطفل لا يعرف في الأمور الجنسية شيئاً بنفسه إلا إذا أحد عرضها عليه ووضحها له وكان هذا بالفعل ما حدث, فقد كنت برفقة أصدقاء في طفولتي وكان منهم منه هو أكبر مني سنة وقد بلغ وعرف هذه الأمور، ومنهم أقربائي من الشباب الكبار، وكانوا دوماً يعلمونني أمور جديدة في الجنس والعلاقة بين الرجل والمرأة والكثير من الأمور والكلام السيء والأوصاف التي ممكن أن يتداولها الطفل في بداية بلوغه ومراهقته.
ثم بدأت القصة بالعادة السرية والأفلام الإباحية وأنا في سن 13 تقريباً، وكانت من تعليم أصدقاء لي في الحي الذي أسكنه، وكذلك بعض من الشباب البالغين من أقربائي، وكنت أنا دوماً أحب التحري والبحث وحب الاستطلاع في هذا العمر عن أي شيء، وعشت طفولة كلها مراهقة وضياع فتعلمت العادة السرية وحاولت بها كثيراً ولم أكن قد بلغت فلم أكن أُنزل شيئاً، حتى في أحد الأيام جربتها برفقة أصدقائي وهم يُعلموني كيف أفعلها حتى أبلغ النشوة وتتم بالشكل المطلوب، وفعلاً حدث ذلك وحينها شعرت بشيء غريب جداً لا أنساه حتى الآن، وكأن شيئاً جديداً قد طرأ في جسدي وأني قد بلغت وأمور مخيفة في نفس الوقت.
وصحب هذا بعد فترة مشاهدة للأفلام الإباحية عند أصدقائي بين الفترة والفترة لصعوبة ذلك في هذا السن وفي تلك السنوات، وهذا الكلام تقريباً كان في عام 2008.
وكذلك أصبح هناك علاقة بيني وبين أحد أصدقائي البالغين أشبه بالاغتصاب، فكان يعرف شدة شهوتي، وكان هو من يعلمني تلك الأمور فكان يفرغ شهوته فيني (دون إدخال طبعاً) لكنه كان يفعل أمور سيئة بقصد إفراغ شهوته، وأنا كنت أمانعه وأصيح وأصرخ لكنه كان يسكتني، ثم بعد ذلك لم يتكرر بعد تهديدي له بإخبار أبي.
أمضيت سنوات طويلة على هذا الحال وعلى هذا التعب، وكنت حينها في الصف التاسع (في سن الخامسة عشر).
طبعاً أود أن أوضح شيئاً وهو أن أبي صاحب مكانة اجتماعية وعلم جيد ومنصب رفيع، لكن لم يكن يهتم بنا نهائياً، ولا يسألني عن شيء، ولا يهتم بصداقاتي وأصدقائي وماذا أفعل، وكان يضربني دوماً ويؤذيني بطريقته مما يجعلني أخاف منه ولا أعترف له بشيء، فكنت أسرق منه المال بأمر من أصدقائي الكبار دون علمه، وكنت أُسبب له المشاكل في الحي الذي نسكنه مع الجيران بسبب كثرة الأمور السيئة التي أفعلها، ثم تحسن حالي قليلاً بعد فترة.
وهناك حالة تحرش حصلت مني في أحد الأيام صباحاً حيث كانت شهوتي عارمة جداً وكان لدي أخوات متزوجات يسكُنّ معي في نفس البيت، وكنت أحاول أن أتحرش بهن بحثاً مني عن شيء جديد واستكشافاً للأعضاء عند البنت، وفعلاً قمت بلمس جسدها وهي نائمة، ثم أدركَت ذلك وعرفت ونبهتني ثم أُغلق الأمر نهائياً.
ومرت فترة سنتين هدأت فيها قليلاً مع ممارسة العادة السرية بشكل يومي والأفلام الإباحية حسب تواجد النت والمكان، لكن خارجياً هدأت نفسي.
ثم بدأت بدراسة الثانوية ولم أنجح، وساءت الأوضاع في بلدي فخرجت للأردن ولم أكمل دراستي، وبدأت الدراسة هناك، وضميري كان يعذبني بسبب أفعالي الخاطئة، وكنت أُحقّر نفسي دوماً، وكنت وحيداً منعزلاً عن العائلة.
ومن أطباع عائلتنا أنها تتعامل بحدود، لا يوجد كلام وفضفضة بين الأب وابنه، والأخ وأخته، العلاقة ناشفة جداً. كنت أود أن يكون لي أماً حنونة تسألني عن أحوالي وأوضاعي، أو أخت تقدر مشاعري، أو أب يرعاني ويحميني ولا يخيفني، ويستوعبني ولا ينفرني، لكن هيهات.
بقيت سنوات طويلة أعيش حياة مليئة بالكآبة والحزن حتى دخلت الجامعة في فرع كنت في بدايته أحبه لكن أهلي والذين من حولي كرّهوني فيه جداً رغم دخولي له عن حب وإرادة،
وللعلم كنت من الطلبة المتفوقين جداً على مستوى القرية لكن بسبب أوضاع بلدي تدهور وضعي الدراسي واضطررت لدراسة فرع أدبي عادي، فكان اللوم مستمر دوماً لي ويُوجَّه لي الكلام الجارح فكرهت نفسي وأصبحت ألوم نفسي على كل أخطائي وأحقر ذاتي وأتذكر الماضي السيء وأخاف من المستقبل.
أمضيت 4 سنوات في الجامعة كلها حزن وألم وغصة في القلب واكتئاب وحالة قلق وعدم اتزان في النوم والأكل والصحة في الجسد بشكل عام وتعب وإرهاق وتعرُّق مفرط وتساقط في الشعر، وأصبحت شخصاً حساساً للغاية من الكلام، وكذلك أنا أحب المشي كثيراً، ولا أحب الجلوس، وأدمنت على السهر والنوم في النهار، واضطربت شهيتي فأصبحت آكل بشراهة أو لا آكل مطلقاً، مع آلام متنوعة في جسدي (في الظهر وفي الصدر وصداع بين الحين والآخر) وكذلك أحب الوحدة والعزلة، وكثير التفكير والوسوسة والتوقعات السيئة.
أصبح بعيداً عن الله في بعض الأحيان، ومازلت مدمناً على العادة السرية والأفلام الإباحية، حاولت كثيراً تركها لكن أتركها أكثر شيء لمدة شهر ثم ما ألبث حتى أعود لها بطريقة ما.
حالتي الآن سيئة جداً ومتفاقمة للغاية، كرهت معنى الحياة وأصبحت أشعر أنه لا معنى لها، لم يعد شيء في نظري مثل السابق.
كل ذلك بالإضافة لكوني أحب فتاة وهي في بلد آخر، وهي تحبني على أساس أننا سوف نتزوج، لكن وضعي ليس جيد حتى الآن سواء مادياً أو جسدياً ونفسياً، وهذا أيضاً أحد أسباب الخوف والقلق والاكتئاب والشوق وغيره من مظاهر وأسباب التعب النفسي والجسدي.
وكذلك هناك جانب جيد فيّ وهو أني شخص طموح ونشيط وأحب العلم والأنشطة التطوعية وعمل الخير وحب المساعدة، وقد قمت بالعديد من التجارب الجيدة كالتطوع وحضور التدريبات النافعة والسفر والقراءة والرياضة والعمل في عدة شركات خلال دراستي.
وكنت قد قرأت استشارات كثيرة في عدة مواقع ومنها موقع إسلام ويب استشارات الدكتور محمد عبد العليم (طبيب نفسي) وكانت مشابهة لحالتي، وكان قد وصف لهم عقار دوائي يسمى "بروزاك" وكذلك "فافرين" و"زيوكسات" لكن الاستشارات الأكثر مشابهةً لي وصف لها بروزاك، وفعلاً اشتريت الدواء لكن لم أتناوله قبل أن أستشيركم، وأنا الآن خائف من استخدامه مع علمي أني بحاجة شديدة للبدء بتناول شيء مساعد بعد هذه ال10 سنوات من المعارك النفسية والقصص المخيفة، هذا فضلاً عن كثير من القصص التي أتحفظ عن الكلام عنها لأسباب خاصة بي.
أريد معرفة ما إذا كان العلاج ينفعني أم لا؟ وهل له أعراض خطيرة على الشباب؟ وهل إذا التزمت به وفق خطة الدكتور لستة شهور بالتدريج ثم تركته يسبب الإدمان؟
أريد نصائح عامة منكم لوضعي بشكل عام على كل فقرة من فقرات حياتي هذه، وماذا علي أن أفعل؟ أريد خطة علاجية أمشي عليها تساعدني في تحسين حالي ووضعي لأني وصلت لمرحلة لم أعد أحتمل كل هذا الألم والاكتئاب والتفكير الذي أعيشه وأريد الخلاص بأي طريقة. بارك الله فيكم وشكراً لكم.
8/7/2020
رد المستشار
ليس ذنبك. لم تجد القدوة الحسنة ولا البيئة الصالحة في محيطك، فلا الأسرة ولا الأصدقاء كانوا خير عون لك. لست الوحيد ممن جارت عليهم الأيام.
يبدو واضحا من رسالتك الاكتئاب.. ومشاعر الإحباط من خلال جميع العبارات التي وردت في رسالتك. ولكن الأهم هو إدمانك أفلام البورنو وممارسة العادة السرية.. ما مر بك من تجربة الأمور الجنسية وما تخللها من سلوكيات مع أقرانك وإفراطك في مشاهدة الأفلام الإباحية وإدمانك العادة السرية وما حدث من تغيرات نفسية وجسدية.. استحوذت على رغباتك وشهواتك التى لابد من إشباعها حتى وصلت إلى حد التحرش بأخواتك.. لن أخوض معك في هذا الأمر.. فما عليك إلا أن تنسى.. ابتعد عن ممارسة العادة.. وعن ما هو مثير للشهوات، الإفراط فيها قد يعود عليك بالضرر .... عليك أن تستفيد من الدرس الذي مررت به. ولا حاجة بك أن تنظر إلى الخلف.. ما مر قد مر..
ولا تصرف وقتا فيما أنت فيه من مشاهدة أفلام البرونو. فأنت فيما فيه غارق حتى الثمالة.... ولا تحاول عبثا أن تغوص في الرمال. لطالما وأنت منتبه لعلتك، وعلمك بقبحها فلا تسترسل في الإغراق في هذه الأفلام، ولا تجعل الشهوة مسؤولة عليك، وحن لمفارقتها، بل كن مؤثرا لتركها.
تقول في رسالتك بأنك قرأت في النت أن هناك استشارات تشبه حالتك وأن الطبيب وصف أدوية لها.... أنصحك أن لا تتناول أي عقار طبي ما لم يكون موصوفا لك من قبل طبيب.. أنت قد تعتقد بأن الدواء قد يعالجك لكن لا تعرف ما قد ينتج عنه من أعراض جانبية.. إلا إذا كان ما ذكرته عن الأدوية.
على الرغم من أن حالتك تتطلب مساعدة من اختصاصي أو معالج نفساني، يمكنك عمل الآتي:
• فكر في حالتك لتتعرف على المواقف التي تسبب لك توترًا زائدًا.
• ابدأ بخطوات قليلة، حدد أهدافا او نشاطا يوميا أو أسبوعيا للمواقف التي لا تسبب لك توترًا قويًا.
• بعد ذلك، مارس نشاطا بصورة تدريجية إلى أن تجد أن قلقك أو اكتئابك تجاهها صار أقل.
• ابتعد عما هو مثير جنسيا
• تجنب المواقف التي تثير شهواتك
• اتبع نظامًا غذائيًا صحيًا ومتوازنًا.
• شارك في المواقف الاجتماعية من خلال التعامل مع الأشخاص الذين تشعر براحة تجاههم
• انسَ الماضي ولا تلتفت إليه إطلاقا
كما يمكنك التخفيف من حالتك من خلال:
• التواصل مع الأصدقاء وأفراد العائلة أو الانضمام إلى مجموعة توفر فرصًا لتحسين مهارات التواصل.
• ممارسة أنشطة ممتعة أو مهدئة، مثل الهوايات،
• تذكر نجاحاتك، ولا تركز فقط على إخفاقاتك وفشلك.
• كلما شعرت بالارتباك تذكر الهدوء "وخذ نفساً للاسترخاء"
• كافئ نفسك، عندما يكون أداؤك الاجتماعي جيداً.
وقليل من بعض التمارين:
• الاسترخاء: تساعدك على تقبل الموقف قبل التعرض للموقف.
• التنفس: بأخذ شهيق عميق وحبسه لثوان ثم زفير ببطء، ويكرر ذلك عدة مرات يوميًا.