السعودية
كنت أعتقد أنها مجرد أعراض المراهقة لكن كانت الحالة تسوء كل يوم أكثر من السابق.
بدأت الأعراض عندما كنت في الـ 12 من عمري حيث كانت تأتيني رغبة مفاجئة في البكاء والابتعاد عمّن حولي، وكنت أتذكر تفاصيل طفولتي السيئة وأتساءل لماذا كان عليّ أن أواجه كل هذا ؟ وكنت أبكي كل ليلة.
مستواي الدراسي انخفض قليلاً، أصبحت أكره الدراسة ولا أملك الرغبة في الذهاب إلى المدرسة بل كنت أجبر على الذهاب إليها.
كان أبي متزوجاً من امرأة أخرى، كانت هناك الكثير من المشاكل بين والداي وسببت انفصالهم، تزوجت أمي من رجل آخر بعد فترة وحالتي ازدادت سوءً، عندها كنت في ال 13 من عمري، كنت أبكي كل ليلة وأفتعل مشاكل ومشاجرات، بعدها أصبحت كسولة وليس لي نفس لأي شيء، انقطعت جميع علاقاتي، أصبحت أكره نفسي أكثر، قمت بقص شعري من أجل أن أعاقب نفسي لأني أستحق العقاب، وأصبحت أجرح نفسي لأتأكد من وجودي، أصبحت شهيتي في الطعام سيئة وتأتيني دوخة مفاجئة بسببه.
كنت أشعر أن شقيقتي تكرهني، وبنات عمتي جميعهن يكرهنني وينبذونني، وعائلتي جميعها تكرهني بسبب انفعالاتي وغضبي، لكنهم لا يعلمون أن غضبي هو بسبب خوفي وقلقي.
أصبحت أكره أشخاص كنت أحبهم وأخشى خسارتهم بدون أسباب تذكر، أكرههم بدون أسباب وفجأةً أصبح لا أطيق رؤيتهم، وفي حين آخر أخاف فقدانهم للأبد وأعتذر عن تصرفاتي التي لا أستطيع السيطرة عليها لأني أنفعل بسرعة.
لا أستمتع بالحياة (لا أستطيع) وهم يظنون أني أستمتع بكوني حزينة أو أني أتصرف كمراهقة، لكن في الحقيقة أنا أتألم ألم غريب، ألم لا أشعر به، أشعر بأني أختفي بين الألم، أشعر بأني أقف بين الوجود واللاوجود، أخشى أن يتم نسياني بعد مماتي، أصبحت أجرح نفسي لأعاقب نفسي على الأشياء التي ارتكبتها.
الجميع يخبرني أني أنانية لكن لا أحد يشكر جهودي، لا أحد يحترمها، لا أحد يعلم كم من الجهد أبذل لكي أستطيع التصرف مثلهم، أنا أتألم ولا أحد يشعر بألمي، الجميع يكرهني وأنا أكره نفسي.
كانت تراودني مؤخراً أفكار بالتخلص من نفسي، البارحة قمت بخدش معصمي وأعتقد أني المرة المقبلة سوف أقطعه.
صحيح لا أعلم إذا كان ما سأقوله هلاوس أم حقيقة لكن هناك شخصان قزمان يلاحقاني ويريدان خطفي لعالمهم، وفي مرة سمعت أصوات تتحدث، وعندما أحاول تسجيلها لا تظهر، والشخصان لا يراهما أحد غيري، إنهم مخيفون، أحاول منع نفسي من سمع أصواتهم لأنها تسبب لي القلق.
كما أن لدي أحلام متكررة كثيرة في أغلبها أكون مطاردة أو أطارد شيئاً ما، والأحلام تتوقف وتُعاد، ثم تنقطع لعدة أيام، ثم تأتي مرة أخرى. لا أعلم إذا كنت فهمتني أم لا.
وتأتيني رغبات بعض أسناني فجأة، وعندما أخرج لمكان مزدحم أخاف وأتوتر، وأشعر بدقات قلبي تزداد، وأشعر بضيق في التنفس، وأصبح أحك أظافري ببعضها.
أنا أتألم جداً. أرجوك ساعدني فأنا لا أعلم إذا كان السبب مراهقتي أم شيء ثاني.
11/7/2020
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
سؤالك هو إن كانت الأعراض التي تتحدثين عنها في الاستشارة سببها المراهقة أم شيء آخر.
الجواب هو "كلاّ" لأن أي أعراض نفسية أو وجدانية مع تدفق الهرمونات يتم حسمها خلال أسابيع أو بضعة أشهر، وهي غير ما تتحدثين عنه.
الاحتمال الأول: هو ظهور علامات اضطراب الشخصية الحدية التي تتميز بعدم التوازن الوجداني (قلق واكتئاب وعواطف مزعجة) والميل إلى عقاب الذات والانفصال عن الواقع.
طفولتك لم تكن جيدة بتاتاً ولا شك أنها لعبت دورها في ظهور هذه الأعراض.
في نفس الوقت تتحدثين أيضاً في الرسالة عن هلاوس تثير الريبة بأنها علامات اضطراب نفسي جسيم.
لا يوجد أمامك سوى التوجه صوب مركز للطب النفسي لليافعين للحصول على التشخيص الدقيق والعلاج المناسب، ولا مفر من ذلك.
وفقك الله.