صديق الطفولة: هل هو فعلاً صديق؟
السلام عليكم مستشاري موقع مجانين الرائعين. في البداية أحب أن أشكركم من كل قلبي على هذا الموقع الرائع بفكرته العبقرية الغير مسبوقة والذي أضع ثقتي فيه بعد ثقتي بالله في حل مشكلتي التي أتعبتني طوال عشرة سنوات.
أنا فتى في السادسة عشرة من العمر، وابن لأسرتين اشتهرتا بين الناس بالأخلاق الكريمة والكد في العمل. لاحظ الجميع منذ طفولتي أنني أختلف اختلافاً شاسعاً عن أقراني قلباً وقالباً، فقد عرفت باستقلاليتي المبكرة وشخصيتي القوية والمرحة والنابضة بالحياة، بالإضافة إلى دقة ملاحظتي ونضجي الكبيرين بالنسبة لطفل في الخامسة من عمره.
كما اكتشفت موهبتي بالرسم والكتابة، ولحسن الحظ لم تترك عائلتي هذه المواهب تضيع سدىً فشجعوني لتطويرها وتنميتها وبذلوا كل ما بوسعهم لجعلي فتىً متميزاً في جميع جوانب حياتي، حيث فزت حتى الآن بالكثير من المسابقات الوطنية والمحلية في العديد من المجالات، ووصلت لمرحلة متقدمة في مسابقة الأولومبياد العالمي للمعلوماتية، وأجريت العديد من المقابلات التلفزيونية، لكن كما أكرمت بهذه النعم العظيمة فقد افتقرت لنعمة كبيرة وهي نعمة الصديق الحقيقي.
بلغت عامي السادس ودخلت المدرسة أخيراً، وشاءت الأقدار أن أتعرف على طفل لطيف في صفي، لنتفق أن اسمه هنا "زيد"، كان زيد هذا طفلاً مرحاً مثلي، بريئاً جداً وجيداً في مستواه الدراسي، فاتخذته صديقاً ورفيقاً لي في تلك الفترة، لكن لم أكن أعرف بعد الفرق الشاسع في الشخصية ونمط الحياة ما بيننا، فقد اكتشفت لاحقاً أن زيد يعاني من مشاكل كثيرة في حياته وفي علاقاته وطبيعة شخصيته كما يلي:
- ولد زيد الطفل الأول بعد 11 سنة من محاولة والديه لإنجاب الأطفال.
- كانت علاقة زيد متصدعة مع أقربائه وأهله وبالأخص أمه.
- اضطر زيد بسبب تقدم والديه في العمر أن يتحمل مسؤوليات كثيرة منذ كان صغيراً مما أثر كثيراً بشخصيته.
- واجه زيد الكثير من المتاعب في محاولاته للحصول على أصدقاء وذلك بسبب طبيعته الغليظة وغيرته وصعوبة التعامل معه وحساسيته الزائدة وشخصيته المتقلبة والمضطربة بشكل عام.
- كما كان له صفاته السيئة، فقد تواجدت في زيد الكثير من الصفات الرائعة التي تميز بها كالكرم الشديد والتفاؤل والجد في أي شيء يحاول صنعه ورفضه لليأس والاستسلام بكل أشكاله.
_ بالنسبة لعلاقتي معه، كان زيد يحبني حباً جنونياً ولم يستطع تركي للحظة وكان ملتصقاً بي في أي مكان أذهب إليه حتى صار عائقاً وصرت أشعر بالانضغاط مما جعلني أنفر منه.
ولذلك، وبسبب طيبة قلبي وبراءتي قررت مساندة زيد، فاتخذته صديقاً وبذلت كل ما بوسعي وقمت بواجباتي تجاهه كصديق، ولم أجرح شعوره يوماً، ولم أرفض طلبه بالعون في أي مرة كان يحتاجني بها سواءً دراسياً أو معنوياً، حتى أنني تعرضت للعديد من الملاحظات من قبل أهلي بسبب اتصالاته الهاتفية الكثيرة والمزعجة وعدم احترامه للمواعيد المناسبة مما عرّضني للإحراج أمام عائلتي وأقربائي وصاروا ينصحونني بالتخفيف من علاقتي به والابتعاد عنه، كما كنت أخاف أن يحزن مني وكنت أعتذر له بشدة عن أي شي يزعجه حتى لو كان هو المخطئ فصار كل همي هو "نيل رضا الأمير زيد"،لكن بيني وبين نفسي كان هدفي هو مجرد جعل زيد أحد أصدقائي بهدف تحسين شخصيته وتغييره نحو الأفضل، فطوال تلك المدة لم أكن أنتظر منه شيئاً بل كان الأثر الإيجابي لهذه الصداقة لصالحه هو وليس لصالحي، ولم أرد له أن يصبح صديقي المفضل لأنني لم أتخيل في حياتي أن صديقي المفضل سيكون بهذه الصفات، فاقتصرت على جعل زيد زميلاً لا أكثر، بينما كان زيد يعتبرني صديقه المفضل والوحيد (يعني بالمختصر علاقتي بزيد لم تقدم لي شيئاً، ولم تؤثر بحياتي بأي شيء إيجابي، بالعكس فقد كنت أنا الجانب المُتعَب في الصداقة بينما كان هو المستفيد).
قطعنا المرحلة الابتدائية كاملة معاً، بالطبع كنت قد تعرفت على أصدقاء كثر جدد، أبرزهم علاء والذي كان آنذاك ولحد الآن الأكثر توافقاً معي في كل جوانبي، فقد كان ولداً هادئاً ومحبوباً ومؤدباً لأبعد الحدود، كما كان متفوقاً دراسياً، فلم أعد صديق زيد الوحيد وأصبح علاء من أصدقائي المفضلين.
صرنا أنا وعلاء وزيد الثلاثي المرح في الصف وأصبحنا أصدقاء مقربين لكن صداقتي بعلاء تميزت بالأثر الإيجابي في حياتي، وشعرت أنني كسبت منافساً في صفي، كما كان أهلي يحبونه كثيراً بسبب أخلاقه العالية واحترامه وتفوقه، لذلك داومنا أنا وإياه على مساعدة زيد وجعله شخصاً أفضل، وبالفعل بدأ زيد يتغير نحو الأفضل.
بسبب ظرف انتقالي من المدينة مؤقتاً اضطررنا نحن الثلاثة للانفصال عن بعضنا مدة 4 سنوات، فقررت إيجاد أصدقاء خلال هذه المدة الطويلة وبالفعل أصبح لدي أصدقاء جدد وكنت سعيداً بهم، لكن المفاجأة هي أن زيد وجد رقم هاتفي في المدينة الجديدة وأعاد إحياء العلاقة بيني وبينه ما أثار استغرابي، لكن مع ذلك لم أرفض بالعكس فقد علمت أنه لم ينساني، وأيقنت أن صداقته بي خالصة لوجه الله ولم يرد مني أي مصلحة، وأعجبت بهذا التصرف فصرنا نكلم بعضنا البعض فلم يمض أسبوع دون أن يكون قد اتصل بي مرة على الأقل، حيث كان دائماً ما يخبرني بحياته الجديدة ومعارفه الجدد، وعلمت من كلامه أنه مازال هو وعلاء صديقين مقربين، بعدها أصبحت اتصالاته ليخبرني عن مشاكله في المدرسة الجديدة ويطلب مني المساعدة، وكان يحكي لي كل مشكلة من مشاكله بالتفصيل الممل ويطلب مني الحل المناسب بالتفصيل الممل، ويشهد الله أنني لم أرفض يوماً اتصالاً له، وكان في كل مرة يتصل ليطلب النصح كنت أرد عليه وأعطيه النصيحة بلا كلل أو ملل أو تأفف على الرغم من توبيخات أهلي بسببه.
بعد مدة، علمت من حديثه أنه يعاني من مشاكل كثيرة مع علاء، وأن علاء لا يهتم به بالقدر الكافي، وأن علاء قد تغير كثيراً وأصبح لديه أصدقاء آخرون، وأن علاء يتسبب بالكثير من المواقف التي تؤذي علاقتيهما. ومع الوقت بدأت بالانزعاج من تصرفات علاء وصرت أتعاطف مع زيد، وهكذا أمضيت فترة سكني في المدينة الجديدة بالانشغال بحل معضلات زيد والاستماع مئات المرات لنفس القصص المكررة والتي أتعبتني مع الوقت، طبعاً كل هذا ولم أتواصل بعد مع علاء (يعني كلام زيد كان من طرف زيد فقط ومن وجهة نظره، أي أنني كنت أسمع كل تلك المشاكل من فم زيد ولم أتأكد من صحتها بالكامل)، وفعلاً وبعد أن أنهينا فترة سكننا في المدينة الجديدة عدت للسكن في مدينتي القديمة وقررت أن أعرف ماذا يحدث بالتفصيل بين زيد وعلاء، لكن هذه المرة طلبت من علاء أن يحكي لي وليس زيد، وتبين بالفعل أن المشاكل التي كان يعاني منها زيد سخيفة جداً بالقدر الذي يمكن للإنسان أن يتجاهلها، وتبين أن علاء تعرض للظلم من زيد في الكثير من المواقف، كما تبين أن زيد خلال تلك المدة لم يستطع أن يبني علاقة سوية واحدة، بل كان طوال الوقت يستمتع بإزعاج علاء بأنني كنت أفضل منه، وفي النهاية تبين أن زيد يعاني من صعوبة المزاج والتعقيد الشديد في الأفكار والحساسية الزائدة، وكان كلما لاحظ أن علاء يصادق أحداً كان يشتعل زيد غيرةً ويفتعل المتاعب مما أدى بعلاء للتخفيف من علاقته بزيد في نهاية المطاف.
ندمت لأنني أسأت الظن بعلاء، ومع ذلك لم أقطع علاقتي بزيد، وعدنا مجدداً أصدقاء الطفولة الثلاثة (طبعاً كنا قد بلغنا المرحلة الدراسية الثانوية) ولاحظت بعد مجيئي إلى المدينة أن زيداً لم يعد يغار على علاء ولم يعد يتعلق به، وتبينت من ذلك بعد مدة إذ حكى لي زيد السبب في هذا، طبعاً هنا وفي هذا الموقف صرت أدافع بشراسة عن موقف علاء ووضحت لزيد خطأه الكبير وأخبرته بأنه يعامل علاء كما لو أنه "خطيبته" ومن سياق الحديث اكتشفت أن زيد قد تسبب في القطيعة بين علاء وباقي أصدقائه ما أثار نقمة علاء وانتهى الأمر بالجفاء بين علاء وزيد.
بعض المواقف التي كانت تحدث بينهما:
- وجد علاء صديقاً جديداً في الفترة التي كنت غائباً فيها واسمه شريف، وتسبب زيد بقطع علاقة علاء بشريف بحجة أن زيد "يحس قلبه أن شريف إنسان غير نظيف من الداخل!".
- إذا قرر علاء العودة من المدرسة يوماً مع زميل غير زيد، يتهمه زيد بعدم الاهتمام وبالاستهتار بالصداقة!
- كان زيد يفكر بشكل مرضي بعلاء ليلاً، حتى يصل به الأمر حد البكاء لشدة الاشتياق!
- بعد انقطاع علاقة علاء بشريف، حاول علاء إيجاد صديق جديد آخر، وبالفعل ظهر شخص اسمه علي وصار صديق علاء وزيد، لكن زيد ما كان ليرضى أن يأتي مكاني أحد، ولذلك حدثت مشاكل بين علاء وعلي انتهت بقطع العلاقة لأن زيد قام بملئ رأس علاء بأمور سيئة عن علي.
- بالمجمل كان زيد يقوم بتلك التصرفات محاولةً منه للسيطرة على علاء وجعله كلبه الوفي، وذلك لحين عودتي، وكان زيد يقوم بالتحكم بعلاء في كل أمر يقوم علاء به حتى أدى إلى حدوث ضغط نفسي على علاء ما أدى به في نهاية المطاف إلى التراجع دراسياً لمدة سنة كاملة.
أصبحنا أنا وزيد وعلاء في المدرسة الثانوية نفسها، وصرت أرى المواقف على الحقيقة وأمام عيني، واكتشفت أن زيد كان يبالغ في جميع المشاكل، لكن هذه المرة كنت أنا صديق زيد المفضل، ولذلك عاملني بكل لطف وإحسان وكان يقدم المساعدة إذا احتجته (لكنني لم أحتجه يوماً في شيء).
انضم إلى المجموعة صديق قديم لي وكنت أحبه جداً واسمه عبدالله، وكنت أعامله كما أعامل زيد وعلاء تماماً وكان علاء يحبه كما أحبه لكن زيداً بدا عليه التوتر جراء وجود عبدالله، لكنه علم أنه لن يستطيع إبعاده عني لأنني لم أسمح بسيطرة زيد علي، فبدا لزيد الحل الوحيد هو افتعال مشكلة مع عبدالله، وبهذا التصرف يجعلني أضطر للاختيار بينهما، لكنني في كل مرة كان زيد وعبدالله يتشاجران كنت أنا وعلاء السبب في صلحهما، وكان عبدالله يتصرف في كل مشكلة تحدث معه بكل طيبة وتفهم كالتالي:
- كان يصر زيد ألا يتركني وحيداً مع عبدالله، وكان دائم التواجد بيننا، وكان يوجه باستمرار دفة الحديث نحوه.
- كان إذا تشاجر زيد وعبدالله، كان عبدالله يقول لي "لا تحزن ولا تهتم بالأمر، غداً سنتصالح، اذهب إلى زيد وحاول معرفة سبب المشكلة فهو صديقك الأصلي" بينما كان زيد يضعني في أصعب المواقف، وكان لا يراعيني ولا يحترمني ولا يهمه إذا ما كنت تعِباً أو حزيناً بسببه، وكان يضطرني لملاحقته كي أنال رضاه في الشارع كان أو في الباحة المدرسية، حتى قال لي البعض بأن أتوقف عن اللحاق به كي لا أؤذي كرامتي، ومع ذلك لم يهم زيد الأمر ولم يهتم بأي كلمة يقولها حتى صار كل همِّنا في المدرسة هو محاولة جعله لا يحرج.
- كان موقف عبدالله عظيماً بالكامل لأنه لم يحمل لزيد الضغينة ولا الحقد على الرغم من كل أفعاله، بينما كان زيد "سوسة البلاء".
بالمختصر: كانت السنة التي انتقلت فيها متعبة جداً، ولم أشعر ليوم واحد بالراحة النفسية، وأصبح الكثير من طلاب المدرسة ينفرون منه بسبب ثقل دمه المبالغ فيه، وكانوا يستغربون بأن أحداً مثلي يصادق أحداً مثله، وكان المُخفف الوحيد عن حالتي هو علاء وعبدالله، لكنني أصررت أن أبقى مدافعاً عن سمعة زيد احتراماً لصداقتنا وبقيت صديقه حتى بعد أن انقطعت علاقته بعبدالله!
وجد زيد أصدقاء آخرين وكان موقفي بعكس موقفه، فصرت أثني عليه وأشجعه وأدعمه كي يقوي علاقاته جميعها، ولم أشعر بالغيرة أو الحسد ولو للحظة، ولم أحاول أن أبعد زيداً عن أي أحدٍ، وقد أثر وجودي في حياته بطريقة إيجابية فقد كنت أنا السبب في اكتشاف موهبة زيد بالتمثيل المسرحي وشجعته فموعد مسرحيته الأولى يقترب.
الآن أنا حائر بشدة ومتعب ومضغوط بكل ما تعنيه كلمة ضغط من معنى، هل أقطع علاقتي بزيد؟ أم أبقى صديقه لأننا أمضينا 10 سنوات معاً ؟ هل زيد هو صديقي الحقيقي لمجرد أنه إنسان طيب معي رغم أنه سيء مع أصدقائي؟ أم هو مجرد شخص يقوم بإتعابي واستنفاد طاقتي؟ ماذا أفعل؟ أرجوكم دلوني على الحل فطاقتي للتحمل قد انتهت.
أعتذر بشدة عن الإطالة، لكنني حاولت احتواء مشكلتي بكل تفاصيلها كما طلبتم بالتفصيل، وأتمنى الرد منكم بأسرع وقت ممكن يا أصدقاء،
وأتمنى أن يكون الرد من الدكتور وائل أبو هندي بالتحديد إذا كان بالإمكان.
11/7/2020
رد المستشار
صديقي
طول مدة المعرفة هو لا شك شيء ضروري للمعرفة الحقيقية بجوانب شخصية الآخر والتي هي قاعدة أساسية للصداقة، لكن طول المدة في حد ذاته لا يساوي قيمة العلاقة أو قوتها أو كونها صداقة صحية أم لا.
الصديق هو شخص صادق معك ويتعاون معك على فعل الخير وإفشاء السلام وتطوير الذات والتعلم والوعي والارتقاء إلى مستويات عليا من التصرفات المبنية على قيم صحية وصحيحة، وبناءً على هذا الوصف للصداقة الصحية فلا شك أنه ليس هناك فيها مكان للغيرة أو السيطرة أو الاستحواذ أو إثارة القلاقل والمتاعب والشجار والغضب والملل... من هذا يتضح أن من تسميه زيداً ليس بصديق صحي أو حقيقي، بالتالي من المهم أن تسأل نفسك لماذا تريد إرضائه إلى هذا الحد؟ الشفقة وحدها ليست ركيزة جيدة لأي علاقة. لماذا تراعيه وهو لا يراعيك؟ لماذا تتصرف كعبد يريد إرضاء سيده القاسي المتعجرف؟ لماذا تتسوّل رضاه وقائه؟
ليس هناك مانع من التعاطف مع آلام الآخر وطفولته البائسة أو ظروفه الصعبة والصبر عليه وعلى نواقصه، ولكن هذا لا يعني أن تكون عبداً لخوفك من إغضابه أو جرحه إذا ما لم يحصل على ما يريد أو يستحوذ على أصدقائه ويتحكم فيهم وفي علاقاتهم مع الآخرين..... ليس من حق زيد أن يكون له أحكام يجب تنفيذها، من حقه أن يبدي الرأي ويعطي النصيحة ولكن ليس من حقه التحكم أو الغيرة.... لك أن تضحي في سبيل الحب والصداقة طالما أنك راضٍ عن هذه التضحية، ولكن عندما تصل إلى حد أن تضحيتك أصبحت عبئاً ثقيلاً أو ضرراً عليك بأي شكل من الأشكال فمن الواجب عليك التراجع وفعل ما ترضى عنه فقط من تضحيات أو شهامة.
الخوف الزائد على مشاعر الآخر لدرجة إيلام نفسك ليس بشيء جيد أو صحي، ومن يطلب منك هذا أو يتصرف بطريقة أن من حقه أن تحافظ على مشاعره على حساب نفسك أو حريتك فهو ليس بصديق ولا يجب أن تهتم برغباته.... على الأقل الصداقة تستدعي التنازل عن رغباتك في بعض الأحيان ولكن ليس على طول الخط، وليس بالقدر الذي يؤلمك أو يزعجك أو يغضبك.... إن لم تكن صريحاً صادقاً مع زيد فيما تشعر به وفيما تريده في علاقة الصداقة فأنت أيضاً لا تمارس الصداقة الصحية والصدق الذي تتطلبه.. خوفك الزائد على مشاعره يجعلك كاذباً منافقاً ترضيه بما يريد وتخفي في نفسك الرفض والغضب.
لا حاجة لأي منا لعلاقات مريضة تقوم على الأخذ فقط بدون عطاء.... ابتعد عن زيد وأمثاله لأن الإنسان لا يتجزأ.... ليس من الكافي أن يصلح أسلوبه معك ولكن يجب أن ينصلح أسلوبه مع الكل، إن كان لطيفاً معك وسيئاً مع الآخرين فهو سوف يؤذيك يوماً ما ولو بعد زمن طويل.
إن أردت الطريق الطويل الصعب فاجتمع معه وخيِّره بين أن تستقيم العلاقة أو أن تنتهي.... لا تعتقد أنه سوف يتغير في يوم وليلة، وتأكد من أنه سيعود إلى أسلوبه الحالي بعد أن يعدك بالتغيير ويظهره.... عليك أن تصر على قواعد العلاقة الصحية على طول الخط.... ستكون رحلة طويلة مضنية.... الخيار هنا يعود لك ولكن لا أعتقد أنه يستحق كل هذا العناء.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب