الوسواس.
أرجوك يا أستاذ أريدك أن تساعدني الله يجازيك خيراً في مشكلة صارت معي. كان لدي رهاب اجتماعي وتغلبت عليه، وفي يوم من الأيام ذهبنا أنا وأصدقائي للعمل، وبينما كنت نائماً حلمت أنني سأتزوج، حكيت لصديقي فقال لي أني سأموت فأصابني الرعب وبدأت أبحت في الإنترنت فوجدت ذلك غير صحيح ولكن تقبلت أنني سأموت.
كذلك كنت أتعاطى المخدرات فبدأت أبحث في الإنترنت عن الإقلاع عن المخدرات فوجدت أن مخدر الحشيش يُسبّب مرض انفصام الشخصية، أصابني الرعب وخفت أن أمرض بهذا المرض، أقلعت عن المخدرات ولكن في يوم من أيام جاءني صديقي وقال لي "هيّا لندخن الحشيش" فدخنت معه ثم أصابتني نوبة هلع وبدأت تأتيني أفكار كارثية، سأُجن، سأموت، لكن من ذلك الحين أقسمت بالله أنني لن أتعاطى المخدرات.
أريد تشخيص لحالتي، أرجوك ساعدني، أريد راحة البال فأنا أصبحت أراقب أفكاري وكلماتي وأبحث كثيراً في الإنترنت عن الأمراض النفسية، ولدي خوف، وإذا كنت مع الأصدقاء وبدأت أتحدث معهم تأتيني فكرة (ماذا لو لم أتحدت بشكل جيد).
أرجوك ساعدني
الله يجازيك خير.
3/7/2020
رد المستشار
ليرتاح بالك وتهدأ نفسك ويخف قلقك ويعود إليك توازنك النفسي وترتاح مما أنت فيه من وساوس وأفكار حول حالتك فالأمر بسيط جداً، ابتعد عن المخدرات، بل ابتعد أيضاً عن الصحبة والجلسات التي اعتدت عليها، والتي تنتهي بما لا يُحمد عقباه.
ما ذكرته عن الحشيش والفصام لرُبّما قد يكون صحيحاً، الحشيش فيه مذهبة للنفس والجسد وللمال والأسرة، وتضطرب علاقة المدمن مع ذاته وأسرته وعمله ومجتمعه.
ما مررت به من تجارب في تعاطي المخدر يجعلك حريٌ بنفسك لتعرف ما مدى الألم النفسي والأفكار المزعجة والانفصال عن الواقع وحدوث هلاوس بما فيها الأفكار التي قد تسيطر عليك ومنها الوسواس أو نوبات الهلع كما ذكرت في رسالتك. وإذا ما تمادى الإنسان في إدمانه وصار عبداً له فلا يستطيع الخلاص ولا البُرء منه إلا بجهدٍ كبير.
المهم أنك ابتعدت عن هذا العقار، لكن الذي أريد أن أوضحه لك هو أن الأمراض النفسية مثل الفصام واضطرابات الشخصية المزمنة التي ترتبط بالحشيش، وقد أكدت الدراسات الطبية المختلفة أن عقار الحشيش وإدمانه لفترة طويلة من العمر يؤثر بلا شك في خلايا المخ والمراكز المسئولة عن الشخصية، ويتعرض المدمن للإصابة بالفصام بشتى أنواعه ودرجاته الخطيرة على صحة النفس والعقل، إلا أن تلك الدراسات لا تؤكد أو تنفي إذا كان الحشيش مرتبط بشكل مباشر بمرض الفصام أم أن المدمن قد يكون على استعداد للإصابة بهذا المرض، ولكن يبقى الحشيش في هذه الحالة عاملاً مساعداً وليس عاملاً رئيسياً، لكن هذا لا ينفي بالطبع ضرر إدمان الحشيش وارتباطه بشكل أو آخر بمرض الفصام العقلي واضطرابات الشخصية، ولطالما ابتعدت عن الحشيش أو غيره من المواد النفسية ذات الطابع الإدماني.
ما عليك الآن إلا أن تركز جهودك حول صحتك وعملك ومستقبلك، ولا تنظر إلى الخلف. وحاول الآتي:
• تعرف على المواقف التي تسبب لك توترًا زائدًا.
• ابدأ بخطوات قليلة، حدد أهداف أو نشاط يومي أو أسبوعي.
• بعد ذلك مارس نشاطاً بصورة تدريجية إلى أن تجد أن قلقك تجاهها صار أقل.
• نظامًا غذائيًا صحيًا ومتوازنًا.
• شارك في المواقف الاجتماعية من خلال التعامل مع الأشخاص الذين تشعر براحة تجاههم.
• تجنب أصدقاء السوء.
كما يمكنك أيضاً:
• التواصل مع الأصدقاء وأفراد العائلة أو الانضمام إلى مجموعة توفر فرصًا لتحسين مهارات التواصل.
• ممارسة أنشطة ممتعة أو مهدئة مثل الهوايات.
• تذكر نجاحاتك، ولا تركز فقط على إخفاقاتك وفشلك.
• كلما شعرت بالارتباك تذكر الهدوء، وخذ نفساً للاسترخاء.
• كافئ نفسك عندما يكون أداؤك الاجتماعي جيداً.