وسواس الطهارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أما بعد.. أنا فتاه عمري 24 سنة، أعاني من وسواس قهري في النجاسة والطهارة حيث أنني أشعر أنني لست طاهرة دائماً، وأخاف من أي شيء يسبب عدم الطهارة مثل الأحلام المزعجة والاحتلام والمني وكل ما يحتاج إلى غسل، حتى أني أعاني من وسواس تنشيف الماء بعد الغسل من البول حيث أعمل على مسح الماء جيداً قبل لبس ملابسي كي لا أحس بخروج الماء بعد استخدام الشطاف، وأوسوس بعدها أنه بول.
مشكلتي هي أنني عند المسح جيداً أحاول مسح داخل المنطقة، وأحياناً أشد عليها أو أن إصبعي عن طريق الخطأ يضرب قليلاً بالداخل، وأمي دائماً تقول لي أن الفتاة لا يصح أن تشد ولكن أنا ما أخاف منه أنه عند ضغطي بالغلط بإصبعي يخرج شيء ويلزمني الاغتسال مرة أخرى.
أعترف أنني أمسح بقوة، ولكن أصبحت لا أحس بنفسي، وصرت أوسوس الآن أن فعلي هذا الذي لا يستغرق دقيقة يسبب نزول منى ويلزمني الاغتسال.
بدأت أجن من وسواس الطهارة، وتأتيني أحلام مزعجة أنني عارية وأقوم وأنا خائفة أريد الاغتسال.
الرجاء الإجابة على سؤالي بأسرع وقت لأني أعاني من اكتئاب بسبب هذه الأفكار، هذه الأفكار أوقفت حياتي، كنت أحب التطريز والرسم وتركتهما لقولي "أنا لا أستحق، وأنا غير طاهرة" وأنتظر كل اغتسال لأنوي الطهارة، يعني مثلاً بعد فعلي هذا أضع ببالي اغتسال الطهارة القادم من باب الاحتياط لشدة خوفي.
أنا أخاف النوم على سريري لكي لا يتنجس، وأصبحت حياتي جحيماً.
أعلم أن الله غفور رحيم، ولكن أخاف أن أفعالي تسبب عدم طهارتي، وأنا الوحيدة في هذا الكون لست طاهرة مثل غيري من أصدقاء وأهل.
ماذا أفعل؟ أرجوكم
16/7/2020
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا بنيتي، وأهلًا بك وباستشارتك على موقعك مجانين
إن نزول المني يا عزيزتي لا يتم بغمضة عين، أو بضغطة عند التنشيف، أو بدون أن تشعري! عندما ينزل المني لا يُخفي نفسه، وإذا لم تتيقني 100% أنه نزل فلا غسل عليك. الأصل أنك طاهرة، والأصل براءة ذمتك من الغسل، وهذا الأصل المتيقن لا يزول إلا بيقين مثله، أي أن تتيقني 100% من وجود ما يوجب الغسل. فلا معنى نهائيًا لنيتك الطهارة عند كل اغتسال، ولا يفيدك في شيء، إذ لا يوجد ما يوجب الغسل أصلًا.
ثم إنك تقومين بعكس ما يجب عليك في العلاج من الوسواس، إذ ينبغي أن تتركي التنشيف، وإذا أحسست بشيء فقولي: هذا من الماء وليس بولًا. ولعل أسبوعين من ترك التنشيف نهائيًا، مع تجاهل الشك بنزول البول، وعدم الاستجابة للشك بتغيير الملابس ونحو ذلك...، لعل أسبوعين من فعلك ذلك كفيلان بشفائك من هذا الوسواس تمامًا.
سؤالك الأصلي حول الضغط عند التنشيف، لكن سطور رسالتك تخفي خلفها أفعالًا أخرى تقومين بها لتحاشي مصادر الحدث والنجاسة، وكذلك الخوف من انتشارها، وما إلى ذلك.
تحتاجين إلى تسجيل كل فعل من هذه الأفعال لتطبيق العلاج السلوكي المناسب لها، وخير ما تفعلينه هو الذهاب إلى طبيب نفساني يجيد العلاج المعرفي السلوكي، والالتزام بما يطلبه منك من علاج دوائي أو سلوكي، وستحصلين على نتيجة طيبة بإذن الله تعالى.
عافاك الله.