أفتوني بالله عليكم، ما الذي أصابني؟ وما هو علاجه؟
أنا طالب جامعي عندي 21 سنة، ورغم أن كليتي صعبة جداً ومستوي الضغوطات فيها عالي إلا أنها مأثّرتش عليا قبل كده باكتئاب أو زعل.
الموضوع بدأ من فترة بعد ما أخدت الإجازة بيوم أو اتنين، كنت نايم عادي وصحيت الصبح فطرت وقعدت شوية ونمت تاني صحيت بقى حاسس إني خلاص روحي بتطلع وحاسس بزي سيبان أو تنميل في ركبتي وأطراف الأصابع، وخايف جداً، وحاسس بقبضة في الصدر، والنفس مش متظبط، وحاسس إني خلاص هموت.
المهم قعدت أقرأ قرآن وصليت، والأمور هديت إلى حدٍ ما، بس الموضوع بدأ يتكرر، وفي الأوقات اللي مبتجيش فيها بالشدة دي ببقى خايف وعقلي مش مبطّل تفكير، يعني مثلاً أكون طالع وأحس كأن عقلي بيقولي إن "دي آخر خروجة ليك وهتموت بره" وأروح أصلي أحس بنفس الشعور.
كنت بخاف بس بقاوم وأعمل اللي رايح أعمله، الموضوع تطور ومبقتش أعرف أنام ولا أفضل فترة طويلة لوحدي، لازم حد يكون معايا بالرغم إني دائماً بفضّل إني أقفل أوضتي على نفسي وممكن أقعد يوم كامل كده، وخدت فترة كان نومي قليل، بعدها حاولت أعمل حاجات تشغلني فكنت أحيانا أخرج الصبح مع حد من إخواتي أجري وأرجع أحاول أسلي نفسي بس برضو أحاسيس الخوف والقلق كانت مسيطرة عليَّ.
المهم قررت بعدها إني أشغل وقتي بأني أنزل شغل أو تدريب في الفترة الصباحية، أخدت 10 أيام تقريباً كويس وبقي فيه نمط يومي عندي إني أروح التدريب حتى العصر، وأرجع أصلي العصر بالبيت وأنتظر والدي يرجع أقعد أحكي معاه وكده لحد الليل، وأنام بدري وهكذا، وبرغم إن كان في تحسن في الأيام دي بس بدأ يتسرب لعقلي تفكير سلبي عن الحياة زي "طب إحنا ليه عايشين؟ وإيه فايدة الحياة والمغزي منها؟ وليه الناس دي بتجري وعاوزة تكوِّن أموال وتبني بيوت؟ وليه؟ وليه؟ ما كله في النهاية هيموت، وممكن يموت وهو بيعمل في ده كله، يبقي إيه الفايدة؟".
المهم بعدها بيومين رجعت انتكست تاني ورجعت زي الأول وأكتر لأني قعدت يومين في البيت، وبعدها رجعت الشغل والوضع بردو ظل زي ما هو، وبدأت أحس بوخزة في القلب أو ضغط عليه، عملت رسم قلب وإيكو والتحاليل طلعت تمام وطبيعية، بس قالي فيه سرعة في النبض نتيجة القلق، وبعدها بيوم خرجت وأنا وراجع حسيت بزي إرهاق أو إجهاد في الصدر ودماغي، عاودت للبيت وبكيت وحسيت إني خلاص أجلي حلّ، وقرأت قرآن ونمت شوية وقمت أفضل بس قلقان جداً.
كمان في حاجة نسيتها، من فترة قبل ما الموضوع ده يبدأ معايا كان فيه واحد قريبي توفي وهو شباب وهو قاعد مكانه من غير أي شيء، فده تقريباً من العوامل اللي مخوفاني بردو ومخليَّاني كل شوية أفكر وأخاف يحصلّي زيه، وبخاف أصلاً أعمل أي حاجة كان بيعملها في حياته عادي، وببص في يدي ولوني كل شوية.
بس كده مبقتش طبيعي، وحياتي مبقتش طبيعية، ودائماً متعصب وقلقان وخايف، مع العلم إني في الطبيعي متفائل جداً وبحب أستمتع بحياتي. فالموضوع ده مأثر على حياتي وعليّا بطريقة كبيرة.
مع العلم أني رحت لطبيب مخ وأعصاب لأن النفسي مش متوفر عندنا، ووصفلي أدوية ومرضيتش آخدها لأن كان فيها مادة مخدرة، وكلمت طبيب آخر نفس التخصص وأعطاني "سيروكسات 12.5 مجم" وبرضو خايف أبدأ فيه، ومحتاج علاج سلوكي أو أي شيء غير الأدوية النفسية لأني خايف وقلقان منها، بس محدش شخّصني ولا قالي إيه اللي أنا فيه وسببه إيه، وهل خطير ولا لا؟ وهل هيخف ولا لا؟
20/7/2020
رد المستشار
صديقي
ما تعاني منه يوصف بنوبات الذعر أو القلق الشديد المصحوب بالخوف..... الخوف من الموت هو علامة أكيدة على أنك لا تعيش الحياة التي تريدها لنفسك... الموت قد يأتي في أية لحظة وهو آتٍ لا محالة يوماَ ما فلماذا لا تعيش وتستمتع بالحياة؟
بالنسبة لسؤالك الوجودي، دعني أعطيك فلسفة جيدة أحاول اتباعها:
أتينا للدنيا لكي نمارس الحياة ونمارس حرية الاختيار ونختبر أحاسيس ومشاعر وتجارب، أي أن الحياة لعبة تعليمية "ما الحياة الدنيا إلا لعبٌ ولهو" والغرض هو تحصيل الحكمة من خلال الخبرات والاستبصار بمعانيها وفهم معاني كبيرة أبدية مثل الرحمة والعدل والحب والصداقة والتآلف.... اللعبة التعليمية تحتوي الشيء وعكسه، ولا يمكن الهروب من هذا..... نحن نفهم الشيء حقيقة بوجود ضده، فيجب تقبل هذا والتعامل معه.... لولا الموت لما كان للحياة معنى، كذلك الذكاء والغباء والليل والنهار..... إلخ
دعني أسألك سؤالاً قد تجده غريباً ولكن فيه الحل لمشاكلك إذا ما طبقته بطريقة إيجابية:
ما الذي سوف تفعله للاستمتاع بالحياة إذا ما علمت أنك سوف تعيش لمدة ستة أشهر فقط وأيضاً أن مأواك الجنة لا محالة؟؟
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.