اضطراب ما بعد الصدمة
أنا من مصر، أنثى، مسلمة، عمري ١٩ سنة، وزني متفاوت وقلَّ مع بداية الأعراض لكنه بين ٥١ و ٤٩ ك، وطولي ١٥٥ سم، طالبة جامعية ومصورة، لا يوجد استقرار مادي لكن الدخل كافي لاحتياجاتي الأساسية، كما أني خسرت مصدر الدخل الرئيسي بعد الصدمة مباشرة، أكلي وشهيتي طبيعيان لكن أحياناً تقل.
ليس لدي شك في الناس، ولكن يوجد أفكار غير منطقية مثل خوف أو قلق أو لوم وحزن أو تعب غير مبرر عضوياً، ولدي أيضاً أفكار غريبة عن الدين، أنا أزهرية متدينة ملتزمة بالصلوات والفرائض والنوافل وعلى علم بأمور الدين لكني شعرت ببعض الاستياء من بعد الصدمة، لكني أُقَوِّمُ نفسي بأني ألجأ أكثر للصلاة والدعاء كثيراً جداً جداً.
ليس لدي شعور بالعظمة ولا الاضطهاد ولا تهيؤات ولا هلاوس، لكن عندي سرحان وعدم تركيز.
كنت بجمع تذاكر الأتوبيس اللي بركبه للجامعة وبتبسط جداً لما بعمل كدا وبس.
أنا مش بهمل في نظافتي لكن ممكن لو زعلانة أسيب شعري يومين مسرحهوش وأَلِفُّه وخلاص، لكني من الشخصيات المهتمة جداً بمظهرها ونظافتها.
ليس لدي سلوك جنسي غريب.
علاقتي مع والدتي وأخواتي عادية لكني كثيرة العصبية وفي لحظة بروق تاني ولا كأني تعصَّبتُ أصلاً.
أنا تعرضت للتحرش في الطفولة وأثّر فيَّ خصوصاً إن الشخص فضل قدام عيني سنين لحد من سنة عرفت إنه اتفضح وأخد جزائه.
مشكلتي الأساسية حالياً كيفية تخطي وفاة والدي بمرض "كانسر" أثناء امتحاني في الثانوية، وكملت الامتحانات وكبتت مشاعري كبت رهيب عشان أقدر أكمل امتحاني، كان في فترة مش بقدر أشوفه فيها، وآخر فترات تعبه أبعدوني عنه عشان مشوفوش بيتألّم، وتوفي من غير ما أشوفه إطلاقاً، آخر مرة شوفته كانت قبل الوفاة بأربع أيام تقريباً (مش فاكرة أوي) ومنعوني من حضور أي مراسم للدفن أو التكفين والتغسيل، لكن حضرت صلاة الجنازة وروَّحوني بأسرع وقت بعيداً عن العزاء أصلا إلى منزل الجدة، وبعد كام ساعة رجعتلهم تاني وصمّمت أحضر العزاء. تاني يوم كان إجازة وبعده امتحان، في اليوم ده أصحابي جم يذاكرولي وأنا دماغي مكانتش معايا، وكنت بحاول أبقى مبسوطة وكأن مفيش أي حاجة حصلت وأضحك، لكن باجي بالليل أدخل في نوبات عياط.
استمرت الحالة دي معايا أسابيع لكني تحسنت بعدها وبدأت أعتقد أني عايشة حياتي عادي، لكني اكتشفت أني مش بقدر أذكره أو أتكلم أو أقول حزني أو مشاعري، بالعكس كنت بتجاهل كل شيء بيذكرّني بيه، الطبيعي أني على الأقل أحتفظ بصورة معايا ليه لكني كنت بخاف أعمل كدا، كان ممكن أعمل حاجات تذكرني بس عيني متروحش عليها كتير.
انعزلت فترة طويلة نوعاً ما عن أصحابي وسيبت جنبي واحدة، بس بعدين رجعتلهم تاني.
بعد ٦ شهور بدأت أعاني من خوف وعدم إحساس بالأمان أو الثقة في أي حد وأي حاجة، خوف غير مبرر وقلق وتوتر وبدأت أحس بأوجاع غريبة، كل يوم وجع في مكان شكل في جسمي وملوش علاج أو تفسير، مرة ضيق تنفس حاد وفجأة يختفي، مرة ضربات قلب سريعة وفجأة تهدأ أو العكس أو نبض مكتوم أو غياب نبض أصلاً وفجأة مرة، ومرة أضلاع قفصي الصدري كلها تفضل وجعاني لأسابيع وبعدين تختفي، وأحياناً ألاحظ انتفاخ مثلاً وراء أذني ويستمر ساعتين ويختفي وميرجعش تاني، وأوقات وجع في الظهر جامد كام يوم وميظهرش تاني بعد كدا، وبقيت خايفة جداً من الأمراض.
مع دخول كورونا في الأول كنت كل شوية أشك في نفسي وأقيس حرارتي وهكذا، وضيق تنفسي كتير أو وهن عام وضعف، وأوقات أبقى كويسة جداً ونشيطة وطبيعية جداً.
حالياً أنا ماشية في مشكلة قولون عصبي، وعندي أوهام كتيرة جداً ومخاوف إنها تكون شيء خطير، لكني رحت للدكتور أكتر من مرة وقالي إني كويسة، وعملت تحاليل وسليمة الحمد لله.
أنا بميل للانعزال شوية، وبعمل شغل وإنجازات كتير جداً جداً، بشغل وقتي كتير.
معنديش أمراض عضوية أصلاً لكن بحس بالحاجات الغريبة دي لدرجة إني شكيت إن عندي بواسير رغم إن فيه مجرد انتفاخ بسيط (مش ألم أو دم) حتى مفيش أي حاجة.
عانيت من مشكلة في النوم، كنت بنام متأخر جداً، أنا أصلاً دي عادتي إني مبنامش غير بعد الفجر، ولو غفلت لمدة دقايق بقوم بارتعاش وخوف (خوف من الموت) وكأني بموت أصلاً (نوبات هلع تقريباً) بس حالياً خفّت جداً وبقت نادرة، قدرت أقاومها بنفسي وأواجهها، وفضلت فترة بعاني من رعشة داخلية لو صحيت من النوم بعد فترة صغيرة وبتختفي لو تحركت أو تقلَّبت، حالياً برضو قلّت، وكنت بنام لو شغلت حاجات مملة جداً جداً، ومبنامش غير لو عملت كدا لكن حالياً عالجت ده وبقيت ممكن أبعد الفون خالص وأنام من غير خوف.
أنا معنديش رغبة في الانتحار، ولكن عندي خوف من المستقبل لكني عندي طموح عالي. وعندي رهاب اجتماعي نوعاً ما لأني بطبعي خجولة. لا أتعاطى مخدرات. ممكن أعاني من الوسوسة بالمرض، لكن مدته دقايق. أحياناً أبحث على النت أو أفكر في أفكار سلبية ممكن تأثر على حياتي، وممكن أرفض شغل لأني حاسة بتعب، لكن مش كتير.
عايزة علاج سلوكي ديني أو بالكلام،
مش عايزة أدوية.
21/7/2020
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
هناك سرد مرتبك لأعراض نفسية متعددة ظهرت ربما بعد ستة أشهر من رحيل والدك.
هذه الأعراض النفسية تشمل:
_ قلق ونوبات هلع.
_ اكتئاب.
_ قلق الصحة.
_ أعراض جسمانية.
_ هناك تاريخ سابق لتحرش جنسي في الطفولة تم حسمه لدرجة ما.
رغم ذلك فإن هناك أكثر من تعقيب في الرسالة على أن الأعراض وقتية تميل إلى التحسن، ولا توجد أفكار انتحارية.
رغم ارتباك النص ولكن لا يمكن القول بأن هناك سرد كافي لتشخيص اضطراب نفسي جسيم، والاحتمال الأكبر هو أعراض نفسية شائعة أثناء فترة الحداد، والحداد الطبيعي بحد ذاته قد تكون مدته عامين، ولا تعني جميع الأعراض القصيرة الأمد وجود اضطراب نفسي.
الأفضل هو مراجعة طبيب نفساني أولاً ليقرر وجود أو عدم وجود اضطراب نفسي.
إذا كان الحداد هو التشخيص فالدخول في علاج كلامي من ستة إلى ثمانية جلسات يكفي.
وفقك الله.