أفكاري لا تدعني أتزوج
السلام عليكم ورحمة الله. أتمنى من الدكتورة رفيف الصباغ أن تنصحني في استشارتي هذه لأنني في ضيق شديد منذ سنوات ولا أعلم ماذا أفعل.
معاناتي مع الوسواس القهري بدأت منذ الصغر (تحديداً في سن الرابعة عشر) حيث مررت بأسوأ الظروف، وكنت أصارع هذه الأفكار وحدي فلا علم لأحد بمعاناتي، وفي المرات التي أجد فيها الشجاعة وأصارح أمي بما يدور في رأسي كانت تبكي دائماً وتقول لي "لماذا أنت مختلفة عن الآخرين؟" وتُشعرني أن هذا الأمر بيدي وأنني أنا من أجلب هذه الأفكار لرأسي، لذلك قررت أن أتعذب في صمت ولجأت إلى الإنترنت واليوتيوب أبحث عن حلول لهذه الأفكار.
تقريباً أنا عانيت من جميع أنواع الوساوس (وسواس الإصابة بمرض خطير، وسواس أذية الناس، وسواس النظافة، إلخ) لكن هذا الوسواس بالذات لم أستطع تجاوزه وأريد مساعدتكم لأنني أتعذب يومياً، إنه وسواس غريب جداً وترددت كثيرا في الحديث عنه، لكنني لا أبالغ عندما أقول أن حياتي توقفت بسببه.
بدأ معي هذا الوسواس عندما قرأت بالصدفة منشوراً على الفيسبوك يقول على ما أذكر "زوجتك نفسي على سنة الله ورسوله، من قرأت هذا البوست فقد أصبحت زوجتي ولن أطلقها" الكثير من الشباب يكتبون هذه الأشياء للتسلية، وهناك فتيات يقُمن بالتعليق والمزاح معهم، أما أنا فقد أصابتني حينها نوبة ذعر كبيرة واشمئزاز مما قرأت فشرعت أبحث عن حُكم قراءتي لهذا المنشور، اعترضني حديث "ثلاث جدهن جد وهزلهن جد..." فخفت كثيراً.
أنا أعلم أنه لا ذنب لي في هذا، وأعلم أنه ليس من المنطق أن يتم الزواج بهذه الطريقة، لكن لسبب ما أشعر بأنني آثمة خاصةً وأنني أحيانا أبحث عن هذه المنشورات بنفسي بسبب الشكوك والوساوس التي تُلحُّ علي لأراجعها.
أريد أن أُعْلمكم أنني نادراً ما أتحدث مع الشباب على الخاص، وأنا أيضاً ضد العلاقات المحرّمة التي تغضب الله سبحانه وتعالى.
ازداد الأمر سوءً وتعقيداً فقد أصبح عقلي يُردّد صيغة الزواج بطريقة قهرية كلما صادفني رجل في الشارع.
كما أن الكل يضغط عليّ لأتزوج، وأنا لا أستطيع التخلص من فكرة أنني ربّما أكون متزوجة وأنا لا أدري. أعلم أن الزواج ليس بهذه السهولة وهو ميثاق غليظ له شروطه المتعارف عليها، وأن هذا الأمر سيبدو مضحكاً وسخيفاً للبعض، لكنّ الفكرة لا تدعني بسلام أبداً.
المشكلة تفاقمت أكثر وأكثر عندما صرت أشك في ذاكرتي وأقول "ربّما تزوجت ونسيت ذلك" وصرت أُفتّش في ذاكرتي كثيراً وأحاول التّذكُّر دون جدوى، ومعاناتي مع ذاكرتي بدأت منذ 3 سنوات تقريباً، مررت في هذه الفترة بضغوطات نفسية بسبب حبي لشخص قد تلاعب بمشاعري وبسبب العيش مع أهلي في بيت لا يخلو من التوتر والمشاكل، وأيضا بسبب الضغوطات الدراسية في الجامعة.
عندما قرأت أن الولي ركن أساسي من أركان الزواج، وأن الزواج لا يصح بدون ولي ارتحت قليلاً، لكن سرعان ما انقلب الأمر ضدي فقد أصبح عقلي يقول لي "ربما زوّجك والدك في مجلس ما وهو يمزح مثلا، أو ربما قال صيغة الزواج ونسي ذلك".
لماذا أفكر بهذه الطريقة وأشغل نفسي بهذه الأفكار؟ لماذا لست كسائر البنات اللاتي يتزوجن بسهولة دون تعقيدات؟
قرأت عن العلاج السلوكي المعرفي، وأنا أحاول أحيانا أن أتجاهل الفكرة ولا أعطيها أهمية ولا أتجاوب معها، لكنني لم أنجح مع موضوع الزواج هذا. ماذا أفعل يا دكتورة؟
أنا تعبت كثيراً.. الرجاء المساعدة.
26/7/2020
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
يا حبيبة قلبي يا "ريمة"، إذا أنت نسيت هل تزوجت أم لا؟ فهل سينسى العريس أيضًا؟ ووالد العريس والعروس وكل الأهل والأحباب؟!!!
ثم من قال أنك آثمة لقراءتك المنشور على الفيس بوك؟ اكتبي زوجتك نفسي ألف مرة، واقرئيها مليون مرة، لن تأثمي ولن تتزوجي، ولن يحصل شيء....
الحمد لله أنت تدركين أن هذه فكرة غير صحيحة وسخيفة ومضحكة جدًا....، كل ما عليك أن تتزوجي من الرجل الذي يطلبك مع يقينك أن هذه الفكرة لا تؤثر على صحة زواجك أبدًا أبدًا....
وعليك أيضًا أن تذهبي إلى الطبيب النفساني وتعالجي نفسك بشكل جدي، لا تتأخري في ذلك عافاك الله ورعاك.
ويتبع >>>>>>: وسواس قهري الزواج على الفيس بوك م