تعبت من الحياة ولا أستطيع إيجاد صوت القلب
شكراً لكم على هذا الموقع الذي ساعد الكثير... شكراً من القلب. لا أعلم من أين أبدأ استشارتي ولكن سأركز على أهم نقطه في حياتي وهي زواجي.
دائماً ما أشعر أنني أحارب أفكاري السلبية منذ سنين، ولقد زرت طبيبة نفسية والحمد لله تحسنت قليلاً، ولكني أعلم أن طريقة تفكيري يجب أن تتغير.
مشكلة زواجي أنني عندما خُطٍبتُ لزوجي لم أكن مقتنعة 100٪ أو بمعنى أدق لم يكن الشخص الذي رسمته في مخيلتي ولا الحياة التي حلمت بها خاصةً عمله وشكله، ولكنني وجدت فيه الحب والخلق والشخصية التي أردتها، وكان لدي قبول خاصة جنسياً، لكن بعد عقد القران تحولت مشاعري إلى نفور وفتور ولا زلت إلى الآن.
بعد مدة من الزواج بدأت أفكر بسلبية، وأني ليس لدي شغف في حياتي ولا زواجي، رقيت نفسي وتحسنت ولكني سرعان ما أرجع إلى حالتي هذه، دائماً أشعر بالكسل والخمول وأن حياتي انتهت بعد هذا الزواج.
كنت قد رسمت صورة معينة في دماغي حتى أنني كنت أظن أنني سأتغرب وأعيش خارج وطني عندما أتزوج.
لم يعد هناك بريق وشغف في زواجي أو حياتي، لا أتحمس لشيء إطلاقاً، وأعلم أنني إذا تركته سأرجع إلى نفس الدوامة وهكذا، وأن الله هو من اختار لي هذا الزوج الرائع، ولكن أفكاري السلبية أتعبتني..
دائماً أسال: ماذا لو رفضت؟ ماذا لو استمعت لمخاوفي وفسخت الخطوبة؟ أردد دائماً مقولة "استفتِ قلبك ولو أفتوك".. لكن هل الله يكرهني كي أخطئ وأتزوج من الشخص الخطأ؟!
قبل أن أتزوج كنت أعتقد أنني قبيحة، وأنني لن أتزوج، والآن عقلي انتقل إلى أمر جديد وأفكار سيئة أخرى.
لطالما بحثت عن الشغف في كل شيء ولم أجده، وكنت دائماً كلما بدأت أمراً تحمست لأجله ثم ما أنفك حتى أمله وأبتعد عنه.. ما الحل لمشكلتي لأني حقاً تعبت؟ كيف أغير نظرتي للحياة ولزوجي ولنفسي؟
دائماً ما أقارن نفسي لاإرادياً بالآخرين وأشعر أنني أقل منهم.. ماذا أفعل؟
لا شغف في الحياة ولا في زواجي.. لم أتصور أن أحداً مثلي سيمر بهذه المشكلة، حتى أنني لا أجد عملاً حالياً وأجلس أفكر وأفكر وأفكر دون ملل. شكراً.
30/7/2020
رد المستشار
صديقتي
حلمت بأشياء لم تتحقق، وأنت غاضبة من هذا وتحوِّلين غضبك على نفسك وعلى الحياة وعلى زوجك فلا تحسين بشغف أو بطعم لأي شيء.
لماذا كانت هذه الأحلام مهمة إلى هذه الدرجة؟ لماذا هو مهم أن تتزوجي برجل ذي وظيفة معينة أو عمل في مجال معين؟ لماذا لم يتقدم لك شخصٌ مناسبٌ أو مطابقٌ لأحلامك؟ لماذا تزوجت هذا الرجل إن لم يعجبك؟ كان من الممكن أن ترفضي ولكنك تريدين أن تلومي الله على هذا مع أنك تصفينه بأنه زوج رائع.... ما الذي فعلتِه لتحققي الأحلام أو الصورة التي رسمتها لحياتك ومستقبلك؟ كيف تحلمين وتصرين على صورة معينة؟
مثلاً لو أردت الزواج من طبيب أو رجل أعمال لديه الكثير من المال لكي تسافري حول العالم أو أردت الزواج ممن سوف يأخذك إلى بلد آخر، فماذا فعلت لكي تكوني شريكة مناسبة لزوج كهذا؟ كم منهم تعرفت عليه؟ وبالتالي كم كانت احتمالات أن يتقدم أحد هؤلاء لخطبتك؟ هل تريدين أن تكوني زوجة رجل مهم؟ كم حجم الأهمية؟ لماذا؟
بالنسبة لزوجك: كان هناك قبول ولكن تحول إلى نفور بعد عقد القران وهذا يدعو للتساؤل: ماذا تغير؟ هل لم يعجبك الجنس؟ هل لديك أفكار سلبية عن الجنس؟ هل علاقتك بجسدك علاقة صحية؟ هل علاقتك بنفسك علاقة صحية؟ هل تطورين من نفسك؟ هل ما زلت تقرئين وترسمين؟ هل تمارسين الرياضة؟
من يربطون سعادتهم بأشياء صعبة الحدوث أو خارج نطاق تحكمهم يحكمون على أنفسهم بالشقاء والتعاسة.. يجب ربط السعادة بأشياء بسيطة أو سهلة الحدوث أو تحت تحكمك إلى حد كبير، فمثلاً من الممكن أن تربطي السعادة بمقدرتك على شيء لا يقدر عليه آخرون، ومن الممكن أن تمتني لهذا... يمكنك أن تمتني لنعمة الصحة التي لا يحظى بها كل الناس..... قد يكون هذا كلاماَ ساذجاَ في رأي البعض، ولكن كل ما عليهم فعله هو حرمان أنفسهم من نعمة واحدة من نعم الصحة ولو لساعات معدودة حتى يعلموا أنه من الممكن أن يفرح الإنسان بمجرد مقدرته على المشي أو المشي بدون ألم ما.
ما نركز عليه والمعنى الذي نعطيه للأشياء هو الذي سوف يحدد ما إن كنا سوف نسعد أو ننقم.... سواء حافظت على الزوج أو تركتِه فلن تتركي نفسك، وبالتالي يجب أن تُكوِّني علاقة صحية مع نفسك ومع الحياة قبل أن تقرري ما تفعلين حيال زوجك.
أنصحك بمراجعة معالج نفساني أو معالجة نفسانية لمناقشة هذه الأمور ورسم خطة لتفعيل السعادة.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.
ويتبع >>>>>> تعبت ولا أجد صوتا لقلبي ! م