لا أعرف بالضبط مما أعاني
أعاني من خجل وعدم ثقة بالنفس، فلا أستطيع مثلاً وضع عيني بعين من أحادثه طويلاً بدون أن أرتبك وأتوتر، وعند حديثي مع أحد أقاطعه كثيراً بسبب أني أكون على أعصابي ومتوتر في المواجهة أو أي لقاء شخصي، وأتظاهر بأني مستمتع وثابت.
كذلك حساسيتي من الملاطفة والإشادة بي عالية، ويعتريني خجل أجد أثره حتى في جسدي كقشعريرة وتشبيك أصابع القدم، وبذات الوقت إذا لم أُمدَح أو أُقدَّر ويشاد بما أقدمه أتذمر وأتقاعس!.
أيضاً يعتريني الخجل حتى من رؤية موقف محرج يقع به الآخرين مثل المواقف المحرجة لمذيعين أو أفراد يتعرضون لها أمام الكاميرا، لدرجة أني أرفع رأسي وأصك على أسناني من الحرج، وكذلك عند رؤية المشاهد العاطفية بالأفلام أشعر بالخجل والحرج وأنا لا دخل لي بالأمر، وأيضا لوحدي بغرفتي وليس معي أحد!!
كذلك أتوتر لو نظر لي أحد وأنا أكتب ويتأثر خطي بذلك.. كما أني غضوب وحساس وأحقد لو تعرضت لموقف تصادمي، وتزداد حدة هذا الغضب لو حصل لي الموقف وحولنا ناس آخرون، وتكون ردة فعلي مضاعفة عكس لو كان الحدث لي والشخص الآخر لوحدنا حيث أغضب وقد أرتبك وأصمت، وإن صمت بسبب رهاب الموقف أو قوة ومكانة الشخص الآخر سأعوض ذلك بالتفريغ بالحديث مع نفسي وخيالاتي بمجرد حصولي على خلوة، لدرجة أني أرسم سيناريوهات متعددة للموقف أفعل وأقول فيها ما لا أستطيع قوله ولا فعله في ذاك الحدث... وفي نفس الوقت سريع الرضا لو اعتذر مني إنسان، لدرجة أنني أحرج وأتآكل في نفسي "لماذا دفعته للاعتذار مني فلا شيء يستحق؟".
كذلك أنا صوتي عالي في الحديث، ويعلو أكثر عند الغضب، وعندما أغضب من شخص وكان يهمني أمره أخشى أن يصعد من القطيعة، وأغار غيرة متعبة لو رأيته مع شخص آخر في حال ود وكأنه يستفزني بذلك، وأتمنى لو الصدف تُيَسِّر عودة العلاقة دون أن أبادر أنا!!
فيما يخص الخيالات فهي تتمحور حول المال والقوة البدنية والوسامة وتعدد المواهب الأسطورية والقوة الجنسية!!
أيضاً في نقاشات مواقع التواصل والردود أنا هش وسهل الاستفزاز وبشكل تافه لدرجة أنني لا أنتظر مثلاً انتهاء اللقاء أو النقاش أو الحلقة أو قراءة المكتوب وفهمه بصورة جيدة وبعدها أدلي برأيي، بل أنطلق من الجملة التي استفزتني من لحظة قراءتها أو سماعها وبعد ذلك أقول رأيي وأندفع وأهاجم، وأحياناً حتى إذا أعجبني الكلام أو المشهد أكون متعجلاً وأبني رأياً كاملاً وأطرحه وأمتلك _ولله الحمد_ ملكة تعبيرية ولكنها فقط ردود حيث لا أستطيع استخدام هذه الملكة التعبيرية بذات القدرة في بلوَرَة موضوع وكتابته وتلقي النقاشات حوله، أي أنني رد فعل أكثر.
كذلك لدي حساسية من النقاش مع النساء، ولا أحتمل وجهة نظرهن (المخالفة تحديداً) وأتعمد إهانة من تخالفني بالنقاش منهن والتطاول إن لزم الأمر!!
وعندما أقرأ رأياً أو منشوراً فيه نقد لاذع غير موجه لأحد بعينه أشعر أنني المقصود!!
وأعاني كذلك من قلق وتوتر وعجلة من أمري خصوصاً إذا شرعت بأمر أو ارتبطت بموعد، وعند شروعي بعمل أو نشاط ما أو الخرج لقضاء حوائجي لا يكون ذهني حاضراً في هذا الشيء فقط بل يكون بالي مع خيالات اليقظة واستحضار مواقف وأحداث سياسية ما أو حتى خيالات وهمية وأغلبها (وهنا المشكلة) غير مريح بل عنيفة وسوداوية وغاضبة، ولكني أنجز الشيء الذي بيدي أيضاً بشكل كأني حاضر الذهن معه، وأجد صعوبة في أن أكون حاضر الذهن في واقعي أو صلاتي أو عند الذكر حيث دائماً تختطفني خيالات اليقظة حتى باتت حياتي الواقعية هي الخيالات وواقعي العكس وهذا أرهقني جداً وجعل من بقائي في واقعي وتفاصيله صعب علي.
في جزئية المخاوف والقلق فإن أكثر ما يخيفني فيها هو استجابة جسمي السريعة للأعراض وخصوصاً في البطن والتنفس، ولذلك الحل الوحيد لدي مع لحظات القلق والخوف هو الخروج من المكان للشارع، وأركز كثيراً مع الأعراض الجسمية والسيناريوهات الوهمية أكثر من التركيز مع فكرة القلق والخوف ذاته... كذلك الإلحاح الشبه قوي لفكرة الخوف والقلق وأحلام اليقظة مهما دافعتها وحاولت إبعادها تنتصر وتبدأ.
المزاج متقلب في اليوم الواحد كذا مرة، وأي شيء ممكن يعكر مزاجي، كذلك لدي ثغرة أرهقتني في حياتي وهي من أهم معكرات مزاجي وضيق نفسي وبؤسي وحبسي في الحزن وهي "صغر قضيبي" ولا أدري هل هذا بسبب بدانتي فوزني ١٢٥ كيلوجرام أم أن قدر الله عليّ هذا البلاء المرير، المهم أنني بسببها أعزب رغم عمري الكبير، عندما كنت بسن ١٦ سنة عيّرني والدي بهذا العيب وقال "أني وإخوتي مُبتَلِين به" وادّعى أن السبب أمي لكوننا أولادها!.
أنا وإخوتي جميعاً عزاب!! وبالثلاثينات كان يؤلمني هذا العيب وكنت أعوضه بتخيلات اليقظة وأنني أمتلك قضيباً كبيراً وفحولة، وينتهي الخيال بعد ذلك دون أثر نفسي أو حياتي، فالشهوة سليمة جداً، والانتصاب كان ممتاز لدي في السابق.
وعندما بلغت الأربعين وصل الأمر إلى أنني أشعر بالمرارة والغبن حتى لو رأيت قطط في الشارع في وضع اتصال جنسي أو مشهد عاطفي في فيلم أو أنثى تستعرض بجسدها أو خبر زواج قريب، بل أتخيله وهو مع زوجته يمارس الجماع والحب ويتعكر مزاجي، وتفاقمت أكثر حتى حصل لي شيء عكسي في إحساسي الجنسي توقفت معه رغبة الانتصاب لديّ.
الآن ومنذ أسبوع لو رأيت مشهد جنسي صريح لا أتفاعل كالسابق ولا ينتصب العضو، وبدأت أشعر بشعور غريب وكأن شيء في دبري، ووقت هذه الأعراض أتحسس من اللمس، وتُلِحُّ عليّ هذه الفكرة، حتى أنني في الصلاة أركع وأسجد وأنا متيقظ ومنشغل جداً مع دبري وكأن هناك من هو خلفي سيلمسه.
سبق لي قبل سنتين أن ذهبت لطبيبين مسالك بولية أحدهما أكد أن لدي مشكلة بالقضيب ورسخ ما أعتقده عن نفسي، والآخر قال لي أني سليم وفي الحدود الطبيعية.
لدي كذلك خوف من المطر، وهذه المشكلة أصابتني من سنة فقط، قبل ذلك لم أكن كذلك.
برغم كل ذلك أنا محبوب ممن حولي ويقدروني ويهابوني ويعملون لي خاطر، ولو تقدمت لأحد لوهبني ابنته.. ولا أدري هل يهابوني ويقدروني لكوني طيب أم لكوني سريع الغضب سليط اللسان إذا غضبت فقط، ولكني من الداخل جبان وأخشى عواقب غضبي جداً.
أستخدم "ميرزاجن ٣٠ مجم" حبة يومياً، ولدي علبة "بروزاك" كاملة و"سيبراليكس" لم ألمسهما لأنني لا أدري كم الجرعة التي تناسبني، وهل أصلا هما يناسبان ما أعانيه؟
أم أحتاج دواءً آخر أفضل؟ شكراً.
3/8/2020
رد المستشار
صديقي
أعتقد أن كل مشاكلك وحلها بالتالي يكمن في فكرتك عن نفسك وتعاملك معها... شدة الخجل والحساسية تعني خوفك من رأي الآخرين فيك وكأن رأي أي شخص هو الفيصل فيما إذا كنت تستحق السعادة والنجاح أم لا، وفي نفس الوقت تريد أن تتحكم في رأي الآخرين... تارة لأنك تريد رضاهم عنك والإشادة بك وتارة لأنك لا تقتنع بأن فيك أي شيء إيجابي (مع رفضك الشديد وغضبك وخوفك من أن تكون أقل مما يجب في نظرهم)... كل هذه البلبلة هي ما تجعلك تتسرع في حكمك على الأمور وتكوين فكرة شمولية مشوهة وقاصرة عن أي حدث أو مواجهة وتقنع نفسك بالمعاني التي استنبطتها بتسرع وغضب (بالتالي أغلبها معاني سلبية)
إحراجك وخجلك من رؤية شخص آخر في موقف ما (مواجهة، خجل، إحراج، جنس) يعني أنك تضع نفسك في الموقف وتحس به وتحكم عليه من وجهة نظرك السلبية الشمولية التعميمية والتي تؤدي إلى إحساسك بفقدان القدرة على التحكم في مشاعرك وردود فعلك وأحاسيسك الجسمانية.... ألا تعلم أن لديك الحرية لاختيار أي شيء وأي معنى تريده؟ ألا تعلم أنه يمكنك صنع سيناريوهات إيجابية بدون مبالغة أو تخيل البطولة الخرافية والكمال في كل المجالات؟... إن كنت تريد أن تكون بطلا في حياتك فما الذي يمنعك من أن تفكر وتعمل مثل الأبطال؟ نحن لا نولد أبطالا ولكننا نولد وفينا بذرة كل المواهب والبطولات وأيضا بذرة كل النواقص والفشل.... المسألة مسألة إختيار المسار.... اختيار الاتجاه... اختيار الفعل أو اللافعل.
لم يرغمك أحد على زيادة وزنك ولكنك من بنى هذا عن طريق كثرة الأكل وقلة الرياضة.... لقد نجحت نجاحا باهرا في ازدياد وزنك.. ليست هذه سخرية أو نقدًا وإنما تقرير واقع... لم يرغمك أحد على الخجل والقلق والخوف ولكنك من صنعت كل هذا.. ويمكنك صنع شيء آخر.
أليس من حقك كإنسان أن تكون سعيدا وناجحا وأن تبني مستقبلا مرضيا لك؟ بالطبع هو من حقك وبالطبع أيضا ليس هناك من يقدر على تحقيق ذلك غيرك... لن يحدث هذا إلا بتغيير توجهك وأسلوبك في التفكير في نفسك وفي الأمور عامة... سخطك على نفسك الذي يجعلك تحس بأن كل نقد لاذع هو موجه إليك وأنك المقصود به هو بسبب أنك في أعماقك غير راض عن الطريقة التي تتعامل بها مع الحياة.... هذا أيضا هو السبب النفسي الذي يظهر جسمانيا في أعراض الخوف والتوتر والقلق.
من ناحية أخرى يجب أن تعي أنك حولت والدك إلى إله نافذ الحكم والرأي ولا يمكن التفكير في أنه مخطئ أو تافه أو مريض.... لا يسخر
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب