هل ما أمر به من اكتئاب يستلزم علاج دوائي؟
أنا طالب في الفرقة الرابعة بكلية طب الإسكندرية. مشكلتي بدأت يمكن من ثانوية عامة لما كان كثرة التوتر والضغط النفسي بيخليني مش بعرف أنام وبزيد في الوزن بطريقة ملحوظة، وأوقات بتوصل لدرجة البكاء... المشكلة اتحلت نسبياً مع السنة الأولي للكلية اللي كانت سنة كويسة جداً..
بدأنا السنة الثانية، وفي النصف الثاني منها بدأت بنفس الحالة في 3 ثانوي، المهم قولت عادي برضو، وتمر الأيام في السنة الثالثة تعرفت علي زميلة، وكان فيه كلام بين الأهل لكن لسه مفيش رسميات، وتقريباً الحالة استمرت معايا حتي الآن ولكن معدل التكرار بقي بيزيد، كان بيحصل الحزن الشديد ده مع تذكر بعض الأحداث المؤلمة في حياتي، في فترات الامتحانات فقط، ولكن أطول مدة حصلي فيها كان في شهر ديسمبر اللي فات، كان فيه ضغط نفسي فعلاً، والحزن استمر معايا لفترات تقدر بشهرين بدون أي سبب، ولكن اتصلت بطبيبة نفسية علي موقع شيزلونج، قالت لي عندك أعراض اكتئابية ومطلوب منك تحلل vit d، و T3, T4 وتسجل المواقف اللي بتضايقك في اليوم، ونتكلم الأسبوع القادم، المهم أنا عامل تحليل vit d من سنة ونصف لأوجاع في الظهر وكان normal ولكنه ليس في الـ ـrecommended range، ولكن علي أيه حال لم أقم بتحليلات، ولم أعاود الاتصال بها لأني كنت في الفترة دي في أشد حالات الاكتئاب.
فكّرت في الانتحار أكثر من مرة شنقاً، ولكن الفكرة التي كانت مسيطرة على هو عقار "Lanoxin" لمرض الـ "HF".
بعد هذه الفترة كانت إجازة نصف العام، قرأت خلالها كتاب حسَّنني نفسياً فترة، ولكن أعود كل أسبوعين لمدة يومين أو 3 أيام، ولكن أفكار الانتحار لم تعد موجودة، وأيضاً تواصلت مع زميل أكبر مني كان رئيس الدعم الطلابي النفسي في كليتنا، ونصحني بقراءة كتاب كذلك حسنني نفسياً فترة، ولكن حتى الآن فترة أيام الاكتئاب مازالت موجودة.
أتمني المساعدة،
وشكراً لكم.
17/8/2020
رد المستشار
يشعر كل شخص تقريباً بالحزن أو اليأس في مرحلة ما من حياته، فالاكتئاب مرض شائع ويمكن معالجته بنجاح.
واضح في رسلتك المقتضبة الاكتئاب، ولمساعدتك في معرفة الاكتئاب وللرد على سؤالك "هل ما أمر به من اكتئاب يستلزم علاج دوائي؟" عليك أولاً أن تعرف أعراض الاكتئاب، والتي تختلف علاماته وأعراضه من شخص إلى آخر وهي:
• مشاعر الحزن أو الانهيار في البكاء أو انعدام القيمة أو اليأس.
• استمرار مشاعر الحزن أو الكآبة والإحباط بشكل عام لفترة تطول لأكثر من أسبوعين.
• فقدان الثقة في النفس والشعور بالذنب باستمرار.
• نوبات الغضب أو التهيّج أو الإحباط، ولو بسبب أشياء صغيرة.
• فقدان الاهتمام أو المتعة في معظم الأنشطة العادية أو كلها مثل الجنس أو الهوايات أو الرياضة.
• الشعور بالذنب أو انعدام القيمة أو استجرار الماضي أو لوم النفس على الأشياء غير المسؤولة عنها.
• الأرق أو كثرة النوم.
• التعب وفقدان الطاقة، حتى أن المهام البسيطة تستهلك جهدًا إضافيًا.
• تغيرات في الشهية مثل: انخفاض الشهية وفقدان الوزن، أو زيادة الرغبة الشديدة في تناول الطعام وزيادة الوزن.
• القلق أو الهياج أو التململ.
• تباطؤ التفكير أو التحدث أو حركات الجسم.
• صعوبة التفكير والتركيز واتخاذ القرارات وتذكر الأشياء.
• النسيان وعدم القدرة على التفكير بوضوح أو القدرة على اتخاذ القرارات.
• تكرار التفكير في الموت أو التفكير في الانتحار أو محاولات الإقدام عليه أو تنفيذه فعليًا.
• استخدام العقاقير دون اللجوء إلى طبيب.
• التشاؤم والشعور بفقدان الأمل في الحياة أو في تحسن الأمور على أي مستوى وانعدام معنى كل شيء.
• أعراض جسدية مثل آلام في الجسد والشد العضلي والصداع ومشاكل في الهضم.
رغم أنك لم تكتب عن حالتك بالتفصيل إلا أن ما ذكر أعلاه يوضح لك أعراض وعلامات الاكتئاب، والاكتئاب يسبب مشكلات ملحوظةٍ في الأنشطة اليومية مثل أنشطة العمل أو الدراسة أو الأنشطة الاجتماعية أو العلاقات مع الآخرين.... وأما البعض الآخر فقد يشعرون عامة بالبؤس أو التعاسة دون معرفة السبب.... وعند الأطفال والمراهقين في صورة تعكر المزاج أو غرابة الأطوار وليس الحزن.
ثانيا: كيف يمكنك التشجيع على العلاج؟
في كثير من الأحيان يشعر الأفراد بالخجل من اكتئابهم ويعتقدون خطأً أنهم قادرون على التغلب عليه بقوة الإرادة وحدها، ولكن نادرًا ما يتحسن الاكتئاب دون علاج، وقد يزداد حاله سوءً وخاصةً عندما يُلجَأ إلى استخدام العقاقير أو الكحول.
تشير رسالتك إلى فكرة الانتحار التي لم تعد موجودة.. احذر ثم احذر من هذا النوع من التفكير أو التحدث أو الإشارة إليه أو التمادي حول هذه الفكرة، ولتعلم بأن هذه الفكرة تدل على شدة الاكتئاب وأن الأمر كان خطيراً.
إليك ما يمكنك معرفته وفعله الآن:
• الاكتئاب حالة طبية، وليس عيبًا أو ضعفًا شخصيًا.
• اقتراح طلب المساعدة من أخصائي.
• ثم القيام بزيارة معالج نفساني مثل طبيب استشاري أو اختصاصي في علم النفس.
• التعبير عن استعدادك لتقديم المساعدة والوقوف معه.
ما الذي يمكنك فعله الآن:
خطوتك الأولى هي أن تطلب المساعدة ورغبتك في الشفاء وأن هناك علاج دوائي وعلاج نفسي، وتأكد فيما إذا كنت جادا في العلاج وخاصة العلاج النفسي السلوكي المعرفي, فسوف تتعلم كيفية تعزيز صورتك الذاتية وثقتك بنفسك وتطوير المهارات الخاصة لديك لتحسين علاقاتك مع الاخرين ومهاراتك الاجتماعية، وكذلك سوف تتعلم كيفية معالجة وتطوير مهارات حل المشاكل الصحية والسلوكيات السلبية والغير صحية، واستبدالها بأخرى صحية.... لا تتأخر.