التعامل مع الأخت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، في البداية أشكر القائمين على الموقع وأتمنى لكم الخير... أما بعد فسأبدأ بشرح مشكلتي أو هي ليست مشكلة وإنما لخبطة حصلت.
أنا لدي ثلاث أخوات، واحدة متزوجة ولديها أطفال واحد منهم بعمري تقريباً، أما الأخرتين فهما أكبر مني ولم يتزوجن بعد. المشكلة أني مقرب قليلاً من أختي التي تكبرني ب ١٠ سنين وهي أصغر إخوتي، ونجلس كثيراً سويا ونمزح ونتحدث، ولكن المشكلة في أبي الذي سمعته أكثر من مرة يتحدث "لماذا نجلس مع بعض؟!" وينظر إلينا عندما نمزح ونضحك وكأنه يوجد شيء غير طبيعي والعياذ بالله.
وحدثت هذة القصة أكثر من مرة حتى بدأ الشك يراودني وصرت لا أحب أن أجلس مع إخوتي خوفاً من أن أشعر بأشياء من التي يقولها أبي، وأخواتي صرن يلبسن ملابس ضيقة قليلاً (ربما كانو يلبسون من قبل، ولكن الآن فقط لاحظت هذا) وهذا يزعجني لأني لا أريد أن انظر بالخطأ إلى أماكن غير جيدة.
ومن فترة أصبحت تظهر أخبار عن شباب يغتصبون أخواتهم ويقتلوهم وهذا ما سبب لي أفكار كثيرة وصرت أسأل وأستفسر نفسي "هل ممكن لشيء كهذا أن يحصل؟ ولماذا يحصل شيء كهذا؟!" وهكذا، وصرت عندما أرى شخص يحضن أخته أو يمزح معها أجد هذا الشيء غير طبيعي لا أعرف لماذا! وماذا ترسخ بمخي!.
صرت أراقب تصرفاتي مع أخواتي وأحيانا حتى مع أمي، ولكني أجد فعلاً أمر الملابس الضيقة أمرا مقرفا قليلاً لأني لا أريد أن أنظر إلى المفاتن بالخطأ.
ما أريد أن أستفسر عنه ما هي مشكلتي؟ أو ما سبب هذا التغير؟ وهل الملابس التي يرتدينها سبب لهذا لأني أصبحت لا أحب أن أجلس في الصالون مع الأهل لطريقة لبسهن وجلوسهن أحياناً؟.
علماً أني شخص رياضي وأحب الحياة والمزاح، وشخص اجتماعي ولدي العديد من الأصدقاء، وليست لدي مشكلة الخجل أو ما شابه، وأنا أحب نفسي ومتقبل لذاتي.
شكراً لكم مرة أخرى، وأتمنى الرد، وأتمنى أن يكون الشرح مفهوم.
17/8/2020
رد المستشار
صديقي
أبوك نقل لك خوفه المبني على أفكار سطحية من ناحية الجنس وعلاقة المرأة والرجل والعلاقات الأسرية.. هذا بسبب ما نشأ هو عليه وحوله، وليس بالضرورة كونه مريض.
أختك هي أنثى ولها تكوين أنثوي وصفات جسدية أنثوية.. من يسميها مفاتن ينظر إليها من ناحية الجنس والشهوة.. هناك العديدات من الإناث ولكن ليست كل أنثى فاتنة في نظر كل رجل.... هناك من تراها فاتنة ويراها آخر دميمة وغير مغرية.... فكرة أن الذكر لا بد وأن يثار جنسياً من وجود أي أنثى أياً كانت علاقته بها أو فكرته عنها هي فكرة حيوانية تنبع من تفكير رجعي عقيم ومريض وللأسف يروجه رجال الدين في كل الأديان.. خوفهم من تفشي الرذيلة وانحلال المجتمع (جنسياً فقط) يجعلهم يُخِيفُون الناس من علاقة المرأة والرجل والتي قد لا يدخل فيها الجنس على الإطلاق.
من يعتدون على أخواتهم هم بلا شك مرضى نفسيين أو مرضى عقليين وخالين من المبادئ والأخلاق والإحساس بالذنب والضمير.... من الممكن ومن الطبيعي أن يلاحظ الأخ مفاتن أخته، ولكن هذا لا يعني أنه سوف يمارس معها الجنس.. بالله عليك، نحن نرى كل يوم نساء فاتنات ولكن لا نريد بالضرورة أن نمارس معهن الجنس من الناحية العقلية حتى ولو كان هناك شهوة أو انجذاب جسدي.... نحن لسنا مجرد حيوانات تسوقها الغرائز، حتى الحيوانات لا تمارس الجنس في كل الأوقات لمجرد وجود أنثى.... فكرة أن الجنس متعة لا تقاوم وأنه ليس هناك متعة تضاهيها هي فكرة كاذبة.. الجنس في المقام الأول في الإنسان هو علاقة روحية قبل أن تكون جسدية، ولكن هذه ليست فكرة رائجة.... ما هو رائج أن الرجولة تعني الشهوة الحيوانية، وبالطبع ليس هذا صحيحاً.
تمتع بعلاقاتك بأخواتك وأمك وكل إناث العائلة، ولا تعير الانجذاب الجنسي اهتماماً.. أنت لا تريد أن ترتكب جرائم جنسية في بيتك، وهذا هو ما أخافك وجعلك تكتب رسالتك هذه.... الأخلاق والمثل الاجتماعية والأسرية هي التي يجب الانتباه لها وليس احتمال ملاحظة المفاتن أو حتى الشهوة.... هناك حدود لا نتخطاها مهما كانت الظروف والمغريات.. النساء المحرمات علينا هن محرمات من حيث الزواج أو العلاقة الجنسية، ولكن هذا لا يمنع أننا قد نلاحظ جمالهن ومفاتنهن.... المهم ألا نطيل التحديق في هذا لدرجة الإثارة الجنسية، وإن حدثت الإثارة (حتى في الخيال) فالأسلوب الصحي هو أن نعترف لأنفسنا بما يعجبنا جسدياً في محارمنا (النساء المحرمات علينا) ونعلم بذلك ما نريده في شريكة الحياة.
لا تنزعج وخذ الأمر ببساطة فهو أمر شائع ولكنه دائماً يبقى طي الكتمان.... أنصحك ألا تفتح هذا الموضوع مع أي شخص ما عدا المتخصصين لكي لا تكون عرضة لسوء الفهم والاستغلال من الآخرين.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.