المازوخية اللعينة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أرجو مساعدتي فأنا بأمس الحاجة إلى علاج. إن مشكلتي معروفة وأظن أنها باتت موضة هذا العصر فأنا أعاني من المازوخية حيث أنني أستمتع بالذل والانصياع للأوامر.
قرأت أنه يوجد درجات للمازوخية، وأنا لا أعرف بأي درجة أكون إلا أن ما يثيرني هو الشتم وتقبيل الأقدام وتنفيذ الأوامر، وأنا أكره الضرب المبرح أو الموجع، كما أنني أكره أن يتم الدخول بي من الخلف عبر قضيب اصطناعي أو ما شابه.
بدأت قصتي عندما كنت في 12 أو 13 من عمري حين شاهدت حلماً أقبل فيه قدم فتاة، وعند استيقاظي استغربت فأنا لم أكن قد بلغت أصلاً.
وعندما كبرت لم تكن ميولي لهذه الأشياء فكنت أشاهد أفلاماً إباحية عادية، ولكن لا أعلم متى بدأت حب هذا النوع من الأفلام حيث بدأت أشاهد فتاة تذل شاب يقبل أقدامها، ثم تطور الحال إلى مشاهدة أفلام وهي تبول عليه مثلاً، وآخر تطور أصبحت أشاهد أفلام لزوجة تمارس الجنس أمام زوجها وهو يقبل أقدامها وخاضع أو يتلذذ، هذا التطور حدث على مدار 10 سنوات تقريباً.
أنا الآن متزوج منذ سنة، وكنت على علاقة صداقة مع زوجتي ولكن كنا ببلاد متفرقة، فمعظم وقتنا نتحادث على برامج التواصل والشات، وكنت أطلب منها أن تذلني أو تروي لي قصصاً وهي تمارس الجنس مع أحد آخر، وكانت تقبل لكن على مضض وتكون منزعجة، بعد الزواج اختلف الوضع ولم أصارحها بأني مازوخي، وحياتنا طبيعية جداً جداً.
المشكلة تكمن في الجنس حيث أنني لا أستمتع خلال العلاقة أبداً، وأعاني من تقلص قضيبي سريعاً لعدم وجود شهوة، فشهوتي في الذل فقط.
أريد أن أوضح أنني أمارس العادة السرية لأنني لا أستمتع في الجنس، حتى أننا قد نمارس مرة في الشهر أو أقل.
كما أريد أن أوضح أن بعد الزواج تخيلي للذل لا يكون مع زوجتي وإنما أتخيل امرأة من نسج خيالي، وأحس أنها لو هي اكتشفت أمري وقالت "موافقة، سوف أذلك" فلن أقبل، كما أنني بالفعل أغار عليها من أي شيء.
أرجو مساعدتي.. أنا أريد تقويم وضعي النفسي والديني. أتمنى أن أكون شرحت بشكل كافي ومفهوم.
وشكراً.
1/8/2020
رد المستشار
أهلا وسهلا بك على موقع مجانين للصحة النفسية.
من المعروف أن المازوخية ومثلها السادية تُصنّف في اضطرابات الخطل الجنسي paraphilia، وصحيح كما قلتَ أنّ هناك أنواع من حيث الشدّة ومن حيث الكيفية أيضا.
المشكلة في المازوخية لما تكون في الرجال (وهي قليلة فيهم عكس النساء) فإن نظرة الزوجة لتلك الرغبات تُعدّ العائق الأكبر في حياة جنسية صحية للرجل. فالمرأة لا تتقبل كونَ زوجها ذو خيالات مازوخية إلا إن توافق وكانت هي ساديّة!! آنذاك يوافق شنّ طبَقَة لكنها حالات نادرة فضلا عن كون موضوع الجنس ومثيراته من الطابوهات التي يُسكت عنها في فترة التعارف لتخلق مشاكل بعدها.
الآن، بالنسبة لدينك فأعتقد أنّ الأمر فيه سعَة، ما دُمت تقتصر على ما يثيرك بينك وبين زوجتك، ولا تسترسل في خيالات العلاقات الثلاثية، والتي هي من بركة مشاهدة الإباحيات. هذه الأخيرة تزيد الأمر سوء ولن يكون الإقلاع عنها إلا خيرا على كل المستويات. لكن لا يعني هذا أنّك "ستُشفى" من المازوخية، فحسب التقارير السريرة وتجربة المعالجين والمختصين في الجنسانية، السادية والمازوخية ترافق صاحبها ويمُكنه فقط أن يتأقلم معها ويوفّر ما يستطيع من الظروف لإشباعها، حسب مبادئه، دينه، وإمكانياته الواقعية أيضا.
أما من الجهة النفسية، ينبغي أن تهجر الإباحيات تماما، فهي تزيد حالتك سوء، إن كنت تريد الاستمناء فافعل ذلك دون اللجوء لها وإن كانت ستبقى أقل لذّة، لكنّك في طريق التعافي ولا بد من التضحيات.
أما بالنسبة لزوجتك، إن لم تكن متزوجا لكنتُ قلتُ لك أن تختارها على الأقل متقبلة لفكرة أن تمثل معك أدوارا مختلفة ولديها مرونة مع "تصورها للجنس"، وهذا للأسف يشكل أزمة في واقعنا العربي. أما وأنت متزوج فليس ضروريا أن تصارح زوجتك بكل شيء، مع أني أستغرب اعترافك ضمنيّا بخيالاتك ورغبتك أن تكون مع رجل غيرك، ثم ترفض الآن أن تمارس أقل من ذلك معها إن هي قبِلتِ؟!!
أرى أنّ تريد تقديم صورة ملمّعة عنك برفضك أن تتماشى مع رغباتك، أو أن رفضك نابع من تخوفك من رفضها، لذا أعتقد أنك ستتقبل وترحب بالفكرة إن هي تفهمت ورغبتْ. فالمشكل ليس هنا، بل المشكل فيها هي ومدى قدرتها على تقبل الفكرة وممارسة ما تريده أنت.
يمكنك أن تصارحها ببعض رغباتك المازوخية والتي تبقى في حدود المقبول (يعني بعيدا عن رجل آخر ووو) على الأقل ستشعر بالامتنان في هذه العلاقة ولو لم تطبّق كل خيالاتك. هناك مخاطرة إن هي قبلت بخطوة قد تطالبها بخطوة أخرى، لكن ستعرف متى تتوقف، أو بالأحرى ستضطر للتوقف في نقطة معينة بسبب اختلافها عنك.
ابدأ بقطع علاقتك بالإباحيات وخصوصا ما يتعلق بالمازوخية والأفكار الشاذة، صارح زوجتك بتفاصيل ترغب فيها تبقى في حدود المقبول والقابل للتطبيق، وحاول أن تسترجع توازنك النفسي بالقناعة تارة وبطلب الحد الأدنى من رغبتك الجنسية تارة أخرى.
أتمنى لك الهناء