العادة السرية
السلام عليكم. مسألة هذه العادة الخبيثة تطاردني منذ أكثر من سنتين، ومؤخراً وصلت للإدمان الحاد، قرأت مقالات عن مثل هذه الحالات فشعرت بتحسن لأني لست وحدي في هذا المأزق، وبالتالي أتوب وأعاهد نفسي ألّا أفعل ذلك مجدداً وأشعر بأريحية، لكن الوساوس القهرية دائماً في عقلي، أستطيع أن أقاومها لكن لمدة قصيرة ثم أستسلم لرغبتي، وبعدها أندم على هذه الحياة البائسة، والله أنا دائماً أكون متعصب وقَلِق بعد ارتكاب هذا الفعل الشنيع.
أسمع وأقرأ شيوخ أو رجال دين يقولون أنه طالما وقعت في المعصية تُب في الوقت ذاته، لكن أنا أستطيع أن أتطهر فوراً لكن أشعر وكأن قوة خارجية تمنعني من التوبة حتى يمر يوم تقريباً ثم أتوب.. لما تمنعني هذه القوة الخارجية؟
أشعر بقلق وكأني أريد وقت لأرتاح وأرتب نفسي وأرجع لحالتي الطبيعية، حالتي تدهورت بسبب هذه العادة فلا يوجد سعادة ولا واجبات ولا أي شيء.
ساعدوني رجاءً.
3/8/2020
رد المستشار
أهلا وسهلا بك يا "محمد" على موقع مجانين للصحة النفسية.
تحدثت عن العادة السرية ولم تتحدث عن الإباحيات، فهل تمارسها وأنت تشاهدها؟ أم لديك نوع من الاستمناء القهري فحسب؟
أنت تقول لنا أن لديك وساوس قهرية، فهل تقصد تعريفها النفسي أو تقصد مجرّد أنّك "مقهور مدفوع" لفعلها وضعيف أمام مقاومتها؟
هناك أشخاص لديهم اضطراب الوسواس القهري أو طيف من أطيافه يكونون أكثر عرضة للاستمناء قهري، بمعنى أنه يجب أن يستمني ليخفف شعور القلق والتوتر حتى لو لم يكن راغبا ولا مشتهيا على المستوى الجنسي. وذلك القلق والتوتر وعدم الارتياح لا يختفي إلا بممارسة الاستمناء. إن كان هذا وضعك فيجب أن تزور الطبيب النفساني وتحدثه عن المشكل في إطار مشكل أعمّ منه وهو إصابتك بوسواس قهري وسلوكات قهرية (منها الاستمناء)، وقد يكون هذا ضمن اضطرابات التحكم في الاندفاع. ستناقش معالج النفساني آنذاك.
أما لو كان عندك مشكلة اندفاعات لا يمكن مقاومتها بسبب إدمانك على مشاهدة الإباحيات وربطها بالاستمناء وتفريغ الشهوة، فهذا يحتاج تدخلا لعلاج الإدمان وتقليل الحساسية اتجاه الإباحيات.
أول خطوة ستقوم بها وهي أن تمنع نفسك عن الإباحيات حتى لو بقيت على العادة السرية، ستشعر بأعراض انسحاب، أي نوع من الاكتئاب والقلق والضيق (غادي تَقطَع بالدارجة المغربية) تلك الفترة حاسمة في قطع علاقتك مع الإباحيات، إن ضعفت واستسلمت ستهدم خطتك كلها، إن قاومت وشغلت نفسك وأبعدت كل المثيرات والطرق المؤدية لها ستنتصر وستقل تلك المشاعر المزعجة شيئا فشيئا وتصير أكثر تحكما في اندفاعاتك الجنسية ورغباتك.
فالقضية ليست قضية توبة فقط، أي ندم وأن تقول لنفسك "لن أعود" لاحظتَ أن ذلك لا ينفع شيئا، بل هي قضية أكبر من ذلك، هي قضية تحرر نفسي، اتخاذ خطوات علاجية، وهي التي ستعطيك القوة لتتوب، وليس العكس كما يظنّ البعض !! قد تكون التوبة دافعا قويا أحيانا، لكن إن كانت في شيء غير مألوف، أما لو كان شيئا ألفته النفس إضافة إلى دافع قوي جدي (وهو الشهوة الجنسية) فالأمر يختلف قليلا.
وأنصحك أن تتخلص من مشاعر الذنب والخزي لأنها لا تزيدك إلا ضعفا، وهذا الضعف يؤدي بك للوقوع فيما تريد التخلص منه وهكذا في دائرة مفرغة.
أتركك مع بضع الروابط:
العادة السرية برنامج إيقاف
متاعب شاب عادي مع ضمير غير عادي
معاناة طويلة المدى هل اللحية أم العادة السرية ؟
الاستمناء والاستفسار بشكل جديد !
العادة السرية سبب معاناتي!!