هل هذا من ضمن الوسواس؟
بدأ عندي حديث النفس منذ ستة أشهر عندما قالت لي نفسي "أني لم أكن حريصة على ديني مثل قبل" وبعدها بدأت أتسأل "هل أنا حقاً مؤمنة بالله؟" وبعدها بدأت تأتيني أفكار تشكيكية في الآخرة، وكان يأتيني شك بكثير من الأشياء فأشعر بالحزن الشديد، إلى أن تكلمت مع صديقتي فقالت "أن الصحابة أتاهم نفس الشيء، وأنه صريح الإيمان" فسررت وشعرت براحة.
بعدها بدأ يأتيني وسواس سب، فقلت هنا أكيد أنني كفرت لأنه ليس مجرد شك ونلغيه، وشعرت بانهيار وحزن، وبعدها علمت أنه أيضاً من حديث النفس.
بعدها أتتني أفكار صادمة كانت بالنسبة لي حيث كانت قبيحة وجنسية في ذات الله _أعوذ بالله_ وهنا شعرت أنني انتهيت وأن الله سيسخطني، وبقيت على هذا الحال لأسابيع وكان هناك ألم شديد في رأسي (بالأصح ليس ألماً لكن كان شيئاً ينقبض في رأسي من الجوانب، أي فوق منطقة الأذنين) وكان ألم الانقباض أو الشد هذا مستمر طوال الأيام هذه، وكنت لا أستطيع النوم ولكن أحياناً كنت أحاول أن أسترخي وألّا أفكر بشيء لأتخلص من الألم ولو لدقائق، وبعدها علمت أنه أيضاً من حديث النفس بل هو وسواس مرضي لا أحاسب عليه، ارتحت كثيراً واختفى الألم وشعرت بتحسن، وبعدها قرأت أنني لا أًحاسب ما لم أسترسل أو أتعمد هذه الأفكار، فأصبحت عندما تأتيني أي فكرة وكنت متأكدة أنني لم أتعمدها أو أستجلبها أو أسترسل معها أظل أتذكر إلى أن أتيقن بعدها.
بعد فترة لا أعلم كيف حدث هذا ولكن فجأة شعرت بشيء داخلي كأنه يريد أن يفكر بالفكرة ففكرت بها عمداً، ولكن بمجرد أن فكرت بها ألغيتها، وصُدمت كيف أني فكرت بها، وبعدها قرأت أن الموسوس قهرياً لا يُحاسب وإن تعمد أو استرسل أو حتى شعر أن قلبه انشرح لأن هذه خدعة من الوسواس فارتحت كثيراً وأصبحت أتجاهلها ولا أحاول تحليل الفكرة إن كنت سأُحاسب عليها أم لا، ولكن بعدها أصبحت أشك "ماذا لو لم أكن مصابة بالوسواس أساساً وآخذ الفتوى لمرضي وأنا لست مريضة؟" ومن ثم شككت "ماذا لو كانت الأفكار التي تأتيني ليست نفس باقي الناس؟" إلى أن وجدت استشارات بها نفس أفكاري بالضبط فارتحت.
لكن بعد فترة أتتني فكره لا أعلم كيف أقولها وأنا أعتذر أنني سأقولها ولكن أريد أن أعرف هل سأحاسب عليها أم لا، حيث أتتني فكرة لم تكن جنسية ولكن شبه ذلك، يعني أنا شاهدت مسلسل وكانت نهايته أنهم تزوجوا بسعادة وشيء من هذا القبيل فربطت الفكرة بالله عز وجل، لا أعلم إن كنتم فهمتم قصدي أم لا.
بعدها أتتني فكرة لا أعلم كيف أتتني، والله إنني أكرهها ولكن لا أعلم كيف أتتني حيث تساءلت "هل الناس في الجنة _إن أرادوا_ يمكنهم فعل الأفكار القبيحة التي تأتيني مع ذات الله؟" ولكن بسرعة استعذت وصُدمت من الفكرة التي أتتني.
سؤالي هو: هل فعلاً لا أُحاسب على الأفكار القبيحة هذه إن تعمدتها أو استجلبتها أو شعرت بدافع أني أريدها وفكرت بها عمداً أو قمت بالاسترسال أو عدم الخوف منها؟
وسؤالي الثاني: هل أنا مصابة بالوسواس القهري؟ وهل إن كنت أحاسب عن أي فكرة من هذه الأفكار يمكن أن يغفر الله لي وكأن شيئاً لم يكن؟
26/7/2020
رد المستشار
أهلًا وسهلًا بك يا "آمال"، كل عام وأنت بخير وعافية جعل الله هذا العام الهجري الجديد عام يمن وبركة علينا جميعًا
نعم يا بنيتي إنك تعانين بدون شك أو ريب من الوسواس القهري ذي المضمون السخيف ثقيل الدم وهو كل ما يتعلق بالكفر والإيمان والذات الإلهية، كلما تخلصت من فكرة جاءك غيرها بثوب آخر والمؤدى واحد: (الخروج عن الإيمان)
وكل ما تحدثت عنه لست مؤاخذة عليه أبدًا، هذا مرض ولا مؤاخذة على الأمراض، وعليك علاجه، بعدم الاهتمام بما يرد إلى ذهنك سواء شعرت أن الفكرة مقصودة أو غير مقصودة..... كل هذا لا يهم، لأنه مرض وحسب، يستغله الشيطان ليوقعك في حباله.
والله يغفر الذنوب جميعها ويصفح عن جميع الذنوب إن تاب صاحبها، ولكن ما تعانين منه ليس ذنبًا وإنما مرض يحتاج إلى علاح، وامتحان يحتاج إلى صبر، وأجر ساقه الله إليك.
لا تكثري من همك عافاك الله، وانتبهي ألا تقعي في أشكال أخرى من الوساوس....