حول العلاج من المازوخية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أسعد الله أوقاتم، وجزاكم الله خيراً على هذا الموقع الذي أمضيت فيه الكثير من الوقت.
سأدخل في صلب الموضوع:
المختصر أني مازوخي، أي استثار جنسياً عندما تهين المرأة الرجل، وأتذكر أني كذلك منذ الخامسة من عمري من خيالات ومواقف مع أخواتي حيث طلبت من أختي امتطائي ثم قبلت قدمها، وقد وبَّخني الجميع في البيت وقتها لكني كنت لا أعي شيئاً، وخيالات قبل النوم المازوخية كانت يومية منذ نعومة أظفاري.
أدمنت الإباحية الناعمة (من أفلام هليوود) منذ الثالثة عشر رغم محاولاتي الشديدة وقتها بالالتزام الشرعي، وأدمنت الإباحية المخلة (مقاطع مازوخية مخصصة للإمتاع) منذ الخامسة عشر، واستمنيت أول مرة في السادسة عشر عن طريق الخطأ، وأدمنت كلاً من الإباحية والاستمناء من وقتها مع محاولات تعافي جادة لكن فاشلة.
بحثت عن الموضوع واكتشفت أنه مرض المازوخية وقرأت عنه جيداً.
في الفترة الأخيرة تخليت عن مشاهدة المقاطع المخلة كمحاولة للتوبة، لكن اُستثار من مجرد أن تأمرني زميلتي في العمل بأمر يخص العمل عن طريق المحادثة المكتوبة، ولا أنطفئ إلا بالاستمناء.
أصبحت في الآونة الأخيرة أستمني من قراءة قصص مازوخية.
حياتي الاجتماعية كانت سيئة من الصف السابع أو الأول متوسط، حيث كان كل الطلاب يكرهونني ويستهزؤون مني، والكل أقوى مني جسدياً لأني أصغر من الكل، ثم تغير الوضع في الجامعة لأني كنت الأكثر تفوقاً وهذا أكسبني بعض الاحترام والذي بدوره حسن من شخصيتي.
دائماً عندما أنظر إلى أي امرأة وأصنفها أنها أحد النوعين: إما امرأة تشفق علي وتريد أن تعطف علي، أو امرأة متكبرة تراني أبله اجتماعيًا وتقرف من أفعالي كلها.
ارتبط جمال المرأة لدي بالنقاب، فلا يمكن أن أتخيل امرأة جميلة دون نقاب، لا يمكن إثارة عواطفي إلا إذا تخيلت امرأة منقبة.
لم أخالط نساء أجنبيات على أرض الواقع إلا في التاسعة عشر، وقد كنت ضعيف الشخصية جداً وقتها، وقتها كنت أتمنى الارتباط بفتاة تكبرني سناً وتكون لي كمربي حازم وحنون وعطوف في نفس الوقت.
كانت تراودني أفكار انتحارية كثيراً ولا تكاد تفارقني، لكني أطردها لعلمي بالعقوبة الآخروية وحرمة الانتحار عند الله.
لكني تحسنت كثيراً الآن، صرت أحب العطف على أخواتي وتفهم مشاعر والدتي والعطف على أطفال إخوتي كثيراً، أصبحت أقوى في التعامل مع الناس، وصار هدفي تأسيس أسرة صالحة لأن العائلة هي كل شيء بالنسبة لي، فأنا لا أستمتع بشيء، لا مشاهدة أفلام ومسلسلات ولا الطعام، وليس لدي أي وسيلة ترفيه إلا الأحاديث العميقة مع عائلتي أو الدراسة والتعلم أو المتعة الجنسية.
أنا مجتهد جداً في دراستي وعملي، وهذا حالياً هو الذي يكسبني الثقة.
وأنا شخص أنتبه لكرامتي وعزة نفسي كثيراً في الحياة الاجتماعية من أناقة المنظر إلى رفض الإهانة، والتعفف ورفض التفضل الغير مبرر، والتألق الاجتماعي إلخ...
بقيت سنة واحدة على التخرج، وقد عزمت على الزواج مباشرة بعد التخرج لأستبدل الحرام بالحلال ولأعف نفسي ولأستقر نفسياً وجنسياً، وقد صارحت والدتي وبدأت فعلاً بالبحث عن فتاة ونشر أخبار أني أبحث عن زواج بعد التخرج.
أنا صادق في نيتي في التخلص من المرض، لكني أخشى كثيراً أني لن أستطيع، وفي حال عدم القدرة على التعافي فأنا أريد اتخاذ خطوات عملية لإنجاح زواجي والحفاظ على كرامتي في آن واحد.
أسئلتي هي:
1- هل يمكن معالجة نفسي بنفسي بدون طبيب، لأن أمر عيادة طبيب شبه مستحيل في ظروفي الحالية؟ ما هي الوسائل والخطوات العملية؟ هل مطالعة قصص جنسية طبيعية وثقافة جنسية عن الوضعيات الصحية ستخلصني من الانحراف؟
2- هل فترة سنة كافية للعلاج من آثار الإدمان؟
3- هل يمكن علاج المازوخية في حالتي؟ أم هي متجذرة فيّ منذ الصغر؟ وهل يجب إخبار زوجتي بذلك قبل الزواج؟
4- إذا لم يكن العلاج ممكن، هل سيؤدي ذلك لتدمر العلاقة الزوجية في حالة لم تكن الزوجة سادية؟ أم يمكن تخطي الأمر ببعض الحيل كالخيالات المازوخية أثناء العلاقة الحميمية؟ وهل يمكن حرف الزوجة وجعلها سادية دون أن يؤثر ذلك على علاقتنا وقوامتي عليها خارج الفراش؟
أهم شيء لدي هو أن أعف زوجتي بحيث لا تشعر بنقص في إشباع رغبتها الجنسية والعاطفية،
وفي نفس الوقت أحافظ على احترامي أمام أولادي ومجتمعي.
22/8/2020
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
لا يوجد في رسالتك ما يشير الى أنك مازوشي أو تعاني من خطل جنسي لأن ما تمارسه هو في حيز عالم الخيال وعالم الإنترنت. لم تكن حياتك المدرسية سعيدة بكل معنى الكلمة، ولعبت دورها في تصميم شخصيتك التي تتميز بالتوجه نحوت الذات في إطار سلوكيات جنسية غير طبيعية، ولكن فقط في عالم الخيال الوهمي والإنترنت.
لكن ما هو أيضاً في غاية الوضوح أنك على مقدرة عالية من الوعي ودرجة بصيرتك عالية، وشخصيتك بدأت تتوجه بسرعة نحو النضج العاطفي والمعرفي وفي طريقها إلى تجاوز العصاب الذي تحمله وهو الخطل الجنسي.
لا أنصحك بمراجعة طبيب أو معالج نفساني، وما عليك أن تدركه هو أن الارتباط الحميمي في المستقبل ليس فقط ارتباط جنسي وإنما ارتباط عاطفي. عليك أن توافق أنت على اختيار زوجة المستقبل ولا تترك ذلك فقط لوالدتك. تواصلك مع من تحب سيؤدي إلى رفع الزخم العاطفي ومشاعر الحب وتتوجه مخيلتك الجنسية نحو العلاقات الحميمية الطبيعية تدريجياً.
لا تبحث عن قصص وروايات لأجل التخلص من الخطل الجنسي، ولكن لتوسيع ثقافتك العامة وصقل شخصيتك هناك العديد من روايات الأديب الراحل نجيب محفوظ التي يجب على كل شاب عربي قراءتها، وكذلك روايات من الأدب الفرنسي والإنكليزي.
الأهم من ذلك كله توقف عن زيارة المواقع الإباحية، ويجب أن تقبل بأنك إنسان طبيعي غير منحرف وتضع عصاب الأمس في سلة المهملات.
وفقك الله.