السلام عليكم يا دكتور..
أنا محمد من الجزائر، مسلم، عندي 23 سنة. قبل كل شيء أكتب هذه الرسالة وأنا على بعد خطوات من الانتحار، بالرغم من أنها فكرة قبيحة وسيئة فأنا أعتقد أنها السبيل الوحيد لراحتي.
مشكلتي كالآتي: قبل غلق الجامعة كنت عادياً جداً بدون خوف ولا فزع، إلى أن أصبحت حبيس المنزل، فعلت ما لم يخطر ببالي فعله، وكنت مدمن إباحية، أشاهد وأستمني كثيراً وأشتهي النساء بطريقة كبيرة، ثم فجاءة فقدت الشهوة، فكرت في البداية أنني أصبت بعجز جنسي، ثم فكرت في أن أستمني على أفلام مثلية وففعلت ذلك مرة واحدة فقط وإذ بي أصاب بالهلع مما فعلت.
كنت أشاهد الكثير من مسلسلات "نتفليكس" المعروفة بترويجيها للمثلية، وأصبحت أسقط كل ذلك على "هل كنت مثلياً واكتشفت نفسي؟" وكانت لي تجارب شاذة من قبل لكن كانت بداعي الاستغلال فالزواج بنسبة لي كان أمر بعيد جداً، وكانت كلها سطحية (أي فوق الملابس) لكن كنت أستثار بالنساء فقط وأحتلم على النساء، حتى في رمضان كانت تتمكن مني الشهوة.
تجاربي كانت عندما كنت صغيراً، ولكن التجربة التي أرقتني كانت مع ابن خالي حيث كان نائماً وأنا التصقت به وفعلت ذلك مرة واحدة، ومرة هو قام بتقبيلي فقد كنت أعلم أنه يحب الشباب ولطالما كان أنثوياً، وهذه الذكريات أراها الآن دليلاً على شذوذي، وأنا نادم ويا ليتني لم أفعل ذلك.
عندما أرى فتاة مثيرة يحدث لي انتصاب وأستثار، ويزداد ذلك كلما ابتعدت عن العادة السرية، ولا يوجد أي استثارة لدي عند رؤية شاب سوا كلام في رأسي مثل "كم هو جميل! كم هو مثير!" وهذا لم يكن عندي من قبل فقد كنت أرى شبان بدون وسوسة أو تفكير، وأصبحت أتذكر كل الشباب الذين كانوا يحظون بمظهر جميل وكلما تذكرت أخاف أكثر، علماً أنه حدث لي وسواس من قبل فد كنت عندما أرى شاباً جميلاً يأتيني وسواس طفيف لكن يذهب وأعود إلى شغفي بالفتيات، كما كانت لي فتاة أحببتها كثيراً لكن لم تكتب لي.
كما تأتيني أفكار كثيرة سخيفة مثل "لماذا الفتيات ليس لهن لحية؟" فلماذا أتساءل عن شيء كهذا؟!
توجد حرقة بقلبي وأصبحت كثير التفكير بالشذوذ، فلا تمر دقيقة دون أن تأتي الفكرة إلى رأسي مع الخوف و الهلع، حتى أثناء قراءتي للقرآن والصلاة، حتى في منامي أشعر باللخوف والهلع من أن تكون هكذا ستكون بقية حياتي.
أرجو المساعدة لأنني سوف أموت من الخوف، هل اكتشفت نفسي؟ هل كنت شاذاً طوال حياتي لكن لم أكن أعي ذلك برغم أن التفكير فقط يثير اشمئزازي؟
ذهبت إلى طبيب نفساني وحكيت له محنتي فأعطاني داوء مضاد للاكتئاب والذهان، لكن لم يزدني ذلك سوى قلق وصداع وضيق في التنفس وقلة نوم ووسوسة.
وحدث لي انهيار عصبي من شدة الضغط، ولم أكن أشعر بيدي في مرة بسبب الخوف ولكن هدأت عندما فكرت أنه هناك علاج لحالي، والآن أفكر "هل سيكون هذا اضطراب مدى الحياة؟" لأنني سأقتل نفسي فأنا لا أقوى على هذا الألم والعذاب.
أنا كثير الجلوس في المنزل، قليل الأصدقاء، حتى عندما أجلس مع صديق لي أحياناً تأتيني تخيلات معه، وعندما أفكر في صديق قطعت علاقتي معه وأتذكر كيف كنا نقضي الوقت تأتيني وسوسة "لماذا أفكر فيه الآن؟" وتخيلاتي كلها تزيد من خوفي.
أنا على هذه الحالة منذ شهر أبريل، قرأت مقالاتكم كثيراً لكن لا أستطيع نسيان ما فعلت.
الزواج الذي كان حلمي أصبحت أخافه وأفكر هل سأظلم زوجتي؟ كما قل اهتمامي بالفتيات، وأحياناً مجرد التخيلات الجنسية مع فتيات تثير شهوتي فأرتاح قليلاً ثم أعود إلى دوامة الخوف.
أنا نادم على كل شيء، انتهت حياتي فعلياً وفقدت هويتي، أحياناً أنكر نفسي وأقول يا ليتني أعود للماضي عندما كنت سعيداً وسوياً بدون وساوس ولا أفكار، فقدت الثقة بنفسي، ضاعت حياتي فعلياً، فقدت الانتصاب الصباحي، ولا أفعل أي شيء طوال اليوم سوى البقاء في المنزل، حتى إذا أردت إلهاء نفسي أتذكر أنني أحاول النسيان فأتذكر أنه لا علاج لي سوى الموت اتمنى الموت.
ذهبت إلى طبيب نفسي أيضاً لكن رأيت أنه لم يفهم حالتي، وأعطاني تمارين تنفس وتدليك بجانب الكتف ثم الدق عليه والتنفس 3 مرات، إضافة إلى دُش بالماء البارد المالح.
أرجوك يا دكتور ساعدني..
أرجوك.
15/8/2020
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
استشارتك كثيرة الإشارة إلى شكوك حول توجهك الجنسي وفقدان الأمل بالشفاء مع أعراض قلق واكتئاب وشعور باليأس.
محتوى الأفكار بحد ذاته أقل أهمية من إطار الأفكار التي تتحدث عنها، وهذا الإطار صعب التحديد من خلال نص مكتوب، وقد يكون وسواسياً أو وهامياً، ولكنه في جميع الأحوال متطابق مع موقع اكتئابي... اضطراب الاكتئاب الجسيم هو الذي يظهر في هذا العمر، ولابد من علاجه.
راجعت طبيباً نفسانياً ووصف لك عقارا مضادا للاكتئاب وآخر مضادا للذهان، ولا شك بأن تقييمه كان لأعراض اكتئابية شديدة لابد من علاجها.
علاج الاكتئاب يحتاج إلى الصبر ومتابعة طبنفسية منتظمة، ولا توقف العلاج واتصل بالطبيب المعالج وتحدث معه حول خطة العلاج.
أكرر ثانيةً: توجه صوب طبيبك النفساني وتحدث معه حول التشخيص ورحلة الشفاء، فما تفعله لا يساعدك على المدى القريب والبعيد.
وفقك الله.
التعليق: نصيحة لك أخي محمد حاول أن لا تهول الأمور كثيرا وتابع علاجك عند الطبيب وإن أمكن. أن تتابع أيضا مع أخصائي نفساني لدعم العلاج الدوائي شفاك الله وعافاك