من الهلع إلى الاكتئاب ورهاب الساحة م
الخوف من الابتعاد عن المنزل والموت والسفر
السلام عليكم ورحمة الله. أنا شاب أبلغ من العمر ٣٧ عاماً، جامعي حاصل على بكالوريوس في العلوم الطبية، أعزب.
مشكلتي بدأت منذ ١٥ سنة وهي الخوف من الموت بعد مشاهدتي لحالات وفاة مفاجئة، ثم تطورت الحالة وأصبحت أخاف الخروج من المنزل لمسافات بعيدة، فقط أستطيع التجول حول المنزل لفترة قصيرة وأعود مسرعاً بعد أن تنتابني نوبات هلع متمثلة في رعشات وتعرق وارتفاع كبير في دقات القلب وضيق شديد في الصدر .
خلال تلك السنوات حاولت مواجهة مخاوفي، وبالفعل نجحت في بعض الأحيان من أن أكسر حاجز الخوف وأن أذهب إلى أماكن بعيدة عن المنزل، ولكن سرعان ما تعود حالتي إلى سابق عهدها ويعود الخوف.
قمت بزيارة عيادة الطبيب النفسي أربع مرات، وفي كل مرة يقوم بوصف دواء لي، ولكن للأسف جميع هذه الأدوية لم تجدي نفعاً ولم أشعر بأي فائدة منها، والأدوية التي أتذكرها هي (EFEXOR XR 150 MG - CIPRALEX 20MG F.C. - SEROXAT TAB 20MG - ANAFRANIL TAB 10MG - xanax - Pristiq) وبعض الأدوية العشبية، وبعد فشل العلاج الدوائي لجأت إلى العلاج بجلسات التنويم المغناطيسي كعلاج سلوكي، ولكن اكتشفت أنه خدعة تجارية لا أكثر .
توقفت عن محاولات العلاج وازدادت حالتي سوءً بعد أن خسرت ٣ وظائف عملت بها على التوالي خلال تلك السنوات، وأنا الآن عاطل عن العمل ومهدد بأن يتم ترحيلي عن البلد الذي ولدت وأعيش فيه، كما أن والدي خسر وظيفته وبسبب كبر سنه سوف يتم ترحيله، وهذا ما جعلني مضطر إلى تحمل مسؤولية أمي وأخي وأن أبحث عن عمل، وبالفعل بدأت بالبحث ولكن في محيط منطقتي التي لا أستطيع تعديها بسبب خوفي وحالتي النفسية مما جعل فرص حصولي على وظيفة ضئيلة جداً، كما أنني أكاد أموت من الخوف عندما أفكر بأمر ترحيلي وذلك لأنني غير قادر على السفر أو حتى الذهاب إلى المطار حيث أنني أصبحت أخاف المرتفعات وركوب الطائرة .
كل يوم أستيقظ على عذاب نفسي لا يُحتَمل يجعلني أتنفس بصعوبة وتغلي الدماء في جسدي، لا أنام إلا ساعات قليلة ولا آكل إلا قليلاً، وإن أكلت لا أستسيغ الطعام، فقط آكل لأعيش، وتدمرت حياتي وصرت حبيس غرفتي.
حالياً أنا أفكر بالانتحار وبشدة، وهذه الفكرة لا تفارقني فلا أمل ولا مستقبل لديّ، بل أنا عبء على أهلي وغير قادر على مد يد العون لهم، فمن سوف يطعمهم؟ ومن سيدفع إيجار المنزل؟ كما أنني أنتظر قرار ترحيلي في أي لحظة والذي أعتبره بمثابة قرار إعدامي، فإني على يقين بأنني قد أموت من الخوف ويتوقف قلبي عند وصولي المطار أو ركوب الطائرة.
أخبروني بصدق إن كان هناك حل لمشكلتي،
وإن لم يكن فاتركوني أنهي معاناتي بنفسي.
22/8/2020
رد المستشار
شكراً على متابعتك الموقع.
نعم هناك الحل العقلاني بدلاً من الدرامي الذي تشير إليه في رسالتك. لن تنتهي الحياة ولا المستقبل ولا الأمل مع التفكير المستمر حول ماذا سيحدث وكيف سيحدث.
القلق المزمن الذي تعاني لا يجب أن يمنعك عن العمل، وما عليك إلا أن تضاعف جهودك وتقبل بأنك يمكن أن تعاني من القلق المزمن، ولكن الأشد منه هو "سلوك مرض غير طبيعي Abnormal Illness Behaviour".
الغالبية العظمى من البشر التي تعاني من القلق والرهاب تعمل وتواجه التحديات، وما يجب أن تفعله:
١_ التوقف عن التفكير السلبي والدرامي.
٢_ تبحث عن عمل.
٣_ إذا تم ترحيلك فأنت عائد إلى وطنك وتبحث عن عمل هناك.
٤_ تراجع طبيب للعلاج، ولكن لا تتوقع المعجزات.
وفقك الله.