حديث النفس كفري وحزن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا عمري 24 عاماً، مررت بتجربة قاسية وهي عدم الحصول على الوظيفة رغم كفاءتي، أصبحت عصبياً حينها أصرخ على عائلتي، و لم أعد أتحمل أحداً.
بعدها أصبحت منعزلاً، وأصبحت أحدث نفسي داخلياً حديث نفس دون النطق، وبعدها قلت في نفسي "لماذا هذا الظلم؟ أين العدل؟ هل الله لا يحبني؟" فقد كنت حينها لا أصلي (أُصلِّي وأقطع) فجاءتني أفكار كفرية في العقيدة _والعياذ بالله_ دون النطق فبدأت بالبكاء بالليل وأصبحت أصلي.
بعدها ارتكبت خطأً وهو البحث في النت لتثبيت عقيديتي وهنا كانت المصيبة حيث بدأت الشكوك لكن الحمد لله حاربتها (حاربتها بالأدلة).
بعد ذلك جاءتني الوظيفة بشكل إعجازي، لكن الأفكار بدأت مجدداً فدخلت ونويت الالتزام، ودخلت لفتاوى الشيوخ من أجل تجنب المحرمات مثل سماع المسيقى التي كنت أحبها، والنظر إلى النساء في الشارع (غض البصر) لكن نفسي كانت تحب تلك الأشياء فبدأ السب في النفس في المقدسات وأمور أخرى _والعياذ بالله_ وأصبح الدين ثقيلاً عليّ فكلما نظرت إلى فتاة يأتيني سب كفري في نفسي دون النطق به، حتى العادة السرية عندما عرفت أنها حرام لأن الله يطلع عليّ عندما أمارسها أصررت عليها، وبدأت أحس بجحود ولا مبالاة في ارتكاب المعصية حيث سابقاً عندما كنت أرتكب معصية كنت أحس بالندم، أما الآن تبلدت مشاعري.
أنا لا أستطيع تحمل ذلك الندم، وأحس أن الله غاضب عليّ ولم يعد يريدني في دينه، أصبحت أشك في كل شيء، ودائماً عندما تأتيني فكرة كفرية أخرج لأَتَصَدَّق وأطلب من الله أن يشفيني وأن يرجعني كما كنت، حتى عندما أحاول أن أتذكر عذاب القبر والآخرة لأشعر بالخوف لا أحس.
أصبحت لا أبالي فهل الله لا يريدني في دينه؟ لقد تبلَّدت المشاعر، بعد أن كنت إنساناً فرحاً طموحاً وفي قمة السعادة وكنت حنوناً أشفق على الفقير (الآن أتصدق لكن لا أحس أن مشاعري كما كانت من قبل) وأدعو الله بالشفاء وأن يهديني صراطه المستقيم، لكن لم يستجب لي فهل هذا غضب؟
هذه الأفكار رافقتني لمدة 9 أشهر ولم تنتهي.. أريد أن أحس بالخوف من الآخرة وأن أخشع في الصلاة وأن تذهب هذه الأفكار من مخيلتي.
البارحة عندما سافرت إلى خالتي أحسست بالراحة، لكن بمجرد أن رجعت إلى بيتنا أفكاري رجعت.
الآن أصبحت منعزلاً، وندمت ندماً شديداً لأني دخلت إلى فتاوى الشيوخ، لم أكن أتخيل في حياتي أني سأصبح هكذا، وكنت عندما أسمع شخصاً يسب الرب علناً كنت أرتعش وأحس بالخوف، وعندما أصبح ذلك في نفسي (ولكن دون النطق به).
كيف سأرجع كما كنت؟ أريد أن أرجع سعيداً كما كنت، أريد أن أحس بالذنب عندما أرتكب المعصية، مشاعري تبلدت فما السبب؟
هل الله لا يريد هدايتي؟
6/8/2020
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "فادي، وأهلًا بك على موقعك وسهلًا
عدم الحصول على عمل تجربة قاسية، نعم؛ لكن أغلب الشباب يعانون منها، وكما يقال "الموت مع الناس رحمة" و"المصيبة إذا عمت طابت" لنا عزاء في أمثالنا....، ولكن ينبغي ألا تيأس وأن تحاول البحث عن العمل ولو بقيت سنوات في البحث، وأن تقنع في البداية بعمل صغير ومردود قليل إلى أن يفتحها الله في وجهك، ويرزقك ما يرضيك ويسر قلبك وخاطرك.
ثم لا داعي للقلق والخوف مما أصابك، فأنت تعاني من وسواس السب القهري، والوسواس لا مؤاخذة عليه، هو مزعج ومؤلم، لكن لا يحاسبك الله عليه، لأن المحاسبة متعلقة بالاختيار وأنت لا اختيار لك فيما يجري في ذهنك. قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم)).أي ما لم يصبح اختياريًا ويعزم الإنسان على تطبيق ما خطر في باله بقول أو فعل.
ويبدو أن هذا الوسواس تسبب لك بشيء من الاكتئاب، فغلبك الحزن، وفترت همتك فأصبحت ترى الدين ثقيلًا، وتبلدت أحاسيسك، وأصبحت متشائمًا تظن أن الله لا يريدك....
ما ينبغي الآن: أولًا: أن تتيقن أنك غير محاسب على ما يجري في ذهنك من وساوس. ثانيًا: ألا تحزن إذا خطر على بالك مثل هذا، لأنه مجرد مرض لك ثواب بالصبر عليه، وثواب بالدعاء أن يصرفه الله عنك. ثالثًا: أن تتوجه إلى الطبيب فورًا، فالعلاج الدوائي يعينك كثيرًا على تجاوز ما أنت فيه بسرعة. ويُخشَى أن يعيقك الاكتئاب عن إهمال الوسواس ومحاربته، وأن يفقدك الثقة بنفسك وبقدراتك، فيزيد الطين بلة.
عافاك الله وكان في عونك
ويتبع >>>>>>>>: حديث النفس الكفري يحزنني م