وسواس قهري الشبهات : مني أم الوسواس ؟ م1
السلام عليكم ورحمة الله
أشكرك جدا دكتور وائل على إجابة أسئلتي السابقة بشدة، وأعتذر أن كررت الأسئلة لأنني لم أنتبه أنك قمت بالرد عليها. سؤالي الأخير إن شاء الله لك هو أنني لا أعرف الفرق بين تجاهل الفكرة وبين الهروب منها ونسيانها ؟
يعني حينما تأتيني مثلا فكرة الأرق وسط النهار أقوم بإشغال نفسي بأمر ما وأنسى الموضوع تماما ولا أجادلها، وتنجح هذه الطريقة معي لمدة أسبوع مثلا أو أكثر ومن ثم تعود لي فكرة "لو كانت هذه الأفكار وسواسية لما استطعتِ تجاهلها بسرعة"
يعني أعاود التفكير بأنه ربما ليس لدي وسواس قهري وإنما أفكار وقناعات خاطئة يجب علي مناقشتها ومعالجتها وليس تجاهلها والهروب منها، فهل نسيان الفكرة وتجاهلها هو نفسه الهروب وهل فعلا إن نسيتها بسرعة هذا يدل على أنني أهرب منها وليس أتجاهلها؟
وآخر شيء أعتذر، هو أنني خلال هذه السنة المقبلة لا يمكنني الذهاب إلى طبيب نفساني أو اختصاصي لأسباب معينة، أستطيع فقط بعد انتهاء هذه السنة إن شاء الله بسبب كثرة امتحاناتي وبسبب موضوع الكورونا والكثير من الأسباب التي لا أستطيع ذكرها
فهل سيؤثر الأمر علي وتزداد الوساوس كثيرا ولن أستطيع السيطرة عليها إن تأخرت أكثر؟ ....
وما هي نصيحتك لي؟
12/9/2020
رد المستشار
الابنة الفاضلة "رحيق" أهلا وسهلا بك على موقع مجانين وشكرا على ثقتك وشكرك، ومتابعتك خدمة استشارات مجانين...... ولا داعي للاعتذار أنت عضو بالموقع وعلى الموقع أن يحتويه بما في ذلك تسرعه في قراءة رد المستشار وتباطؤه في تفعيل نصائح مستشاره، مثلما تحمل العضو بطء الموقع وتأخر الرد على الاستشارات.
تسألين عن الفرق بين تجاهل الفكرة وبين الهروب منها ونسيانها ؟ نسيان الفكرة التسلطية (الوسواسية) يعني أنها لم تعد تقتحم الوعي ولم يعد يفكر فيها الإنسان، هذا هدف جميل لكنه غير آمن..... ببساطة لأن من طبيعة الوسواس أنه يختفي ثم يعاود الظهور (خناس) وصاحبنا الذي نسى لم يتعلم شيئا فإذا عاوده الوسواس انتكس.... وحالة النسيان الوحيد التي تطول هي غالبا بالنسبة لوسواس انشغل عنه المريض بوسواس آخر.
الهروب من الفكرة الوسواسية بصرف الانتباه هو أحد سلوكات التأمين التي يلجأ لها مرضى القلق بشكل عام لكن صرف الانتباه شائع في مرضى الوسواس القهري وهو مفيد لمن يعجز عن العلاج ويضطر إلى المواجهة ليعيش........ لكن ذلك يتعارض مع العلاج فضلا عن أنه قد يفسد الأثر العلاجي للتعرض.
صرف الانتباه كما وصفته يكون بأن تشغلي نفسك بمهام وأشياء تفعلينها هربا من الفكرة.. وللأسف الهرب من الفكرة يقويها.... يعني يفيد على المدى القصير بأنه يعطيك شيئا من الراحة ويضر على المدى البعيد لأنه يقوي الفكرة ويعزز الاستجابة القهرية.... لكن استحالة الحصول على العلاج في الفترة الحالية تجعلني أقول لك ليتك تجعلين إشغالك نفسك بمهام وأشياء تفعلينها يكون رفضا للفراغ وليس خوفا وهربا من الفكرة.
تسألين: فهل نسيان الفكرة وتجاهلها هو نفسه الهروب وهل فعلا إن نسيتها بسرعة هذا يدل على أنني أهرب منها وليس أتجاهلها؟
نسيان الفكرة لا يعني تجاهلها ولا يصح جمعهما معا لأن التجاهل يعني أننا ندرك وجود ما نتجاهله بينما النسيان يعني أننا ننسى الأمر برمته.... ولا توجد علاقة بين سرعة نسيان الفكرة وكونها وسواسية من عدمه.... والنسيان بوضوح إذن ليس هو الهروب فضلا عن أن حالة الهروب كحالة التجاهل تعني أننا نعرف أننا نهرب من شيء موجود، لكن الهرب يعزز المخاوف.
التجاهل يعني أنني أدرك أن الوسواس موجود وقد يلح الآن أو بعد ساعات أو أيام وأنا سوف لا ألقي له أي بال وأستمر في فعل المهمة التي كنت أقوم بها حين يقتحم الوعي.... وأعرف أن الوسواس لن يتلقى صفعتي هذه ساكتا بل ربما سيشتد وربما سيحتال لكنني سأكون الأذكى سأكتشفه وسأهمله.
لا أدري وسيتعذر العلاج النفساني المباشر لمدة تبدو عدة أشهر ما إن كان بإمكانك تلقي الكشف والعلاج عبر الإنترنت، وفي حال عدم القدرة على ذلك أيضًا فإن عليك أن لا تقلقي بشأن تدهور الأعراض فنادرا في مثل سنك ما تتدهور حالة مريض الوسواس القادر على التعايش خلال أشهر..... لكن تابعي القراءات عن الوسواس.... من باب اعرف عدوك.... ولا تترددي في البحث عن العلاج بمجرد إتاحة الفرصة.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع>>>>> : وسواس قهري الشبهات : مني أم الوسواس ؟ م3