مساء الخير دكتور وائل.
عاوزه أسأل حضرتك سؤال أنا عندي حالة وسواس قهري وبالفعل رحت لدكتور نفسي وأخدت العلاج وأنا أصلا كنت مشخصة حالتي من قبل ما أروح له لأني دراستي كانت في علم النفس كلية التربية وكمان عندي اكتئاب وهو الذي أدى للوسواس.
المشكلة أن الوسواس عندي في العبادات يعني أنا بقف كثيرا عند الوضوء مثلا ومش عارفة أنوي الوضوء إزاي وبعدين أول ما أبدأ الوضوء يأتيني إحساس أني نويت أخرج من الوضوء أو أني لم أنوي النية الصحيحة للوضوء وكذلك في الصلاة نفس الشيء وعاهدت الله وأقسمت كثيرا ألا أفعل هذا وأخالف الوسواس ولكني أنقض العهد وأرجع في القسم وهذا أكثر شيء تاعبني
الدكتور النفسي قال لي اعملي عكس ما تقوله لك نفسك وبالفعل حاولت كثيرا وأحيانا أنجح لمدة قد تصل لأسبوعين ثم أعود مثل السابق حياتي أصبحت دائرة مغلقة تعبت والوسواس أتاني في أكثر شيء أحبه في حياتي الصلاة وهذا طبعه.
انصحني ماذا أفعل ؟ وهل إحساسي ذا نابع عن رغبة حقيقية من نفسي أم أنه مجرد أفكار وسواسية وهل لو خالفت ما أشعر به علي ذنب، أنا تركت العلاج لأنه خدرني حرفيا
أرجو الرد وشكرا لحضرتك مقدما
وآسفة على الإطالة
10/10/2020
رد المستشار
الابنة الفاضلة "بشرى العمري" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
بدأت الحالة حسب وصفك باكتئاب ثم ظهرت أعراض الوسواس القهري كما شخصك الزميل، والوسوسة في العبادات شائعة في مرضى الوسواس القهري المتدينين (وربما المسلمون منهم بصفة أخص)..... وما لديك هو وسواس النية من وساوس وقهور بداية العبادة.
ببساطة عليك أن تطرحي الوسواس بنسيان أو تغيير أو التردد في النية بل موضوع النية كله جانبا وأهمليه تماما، ما دمت مريضة وسواس قهري فلست مؤاخذة به لأنه مما يلبس عليك فيه الوسواس الأمر فتشكين في كل ما تفتشين دواخلك عنه سواء النية أو القصد أو التذكر.... إلخ، واقرئي لتفهمي أكثر: التفتيش في الدواخل: آفة الموسوس!
هذا بشكل عام بالنسبة للنية في حالتك، وإن أردت تخصيصا فإن النية ليست فرضا على مذهب الحنفية وعليك أن تأخذي به فتهملي تماما أي وسوسة بخصوص النية للوضوء، وأما مسألة الرجوع في القسم والتي هي أكثر ما يتعبك (وعاهدت الله وأقسمت كثيرا ألا أفعل هذا وأخالف الوسواس ولكني أنقض العهد وأرجع في القسم وهذا أكثر شيء تاعبني)..... فإنك في مرضك القهري لا تؤاخذين ولا داعي للشعور بالذنب بل الواجب هو السعي في طلب العلاج وقد بدأت.... وأما مسألة تركك العلاج العقاري ففيها قوَلان.
إذا مكنتك القراءة عن وساوس البدايات على مجانين وعن غيرها من أن تنجحي في إهمال الوسواس وعدم قطع لا الوضوء ولا الصلاة ولا التكرار فيهما فبها ونعم ويفضل أن يساعدك في هذا معالج سلوكي معرفي محترف، وأما إن لم تتمكني من ذلك فإن عليك مناقشة تأثير العقَّار عليك وكيفية التصرف مع هذا، بما بتخفيض الجرعة أو تغيير العقَّار بآخر....إلخ.
أما الرد على سؤالك (هل إحساسي ذا نابع عن رغبة حقيقية من نفسي أم أنه مجرد أفكار وسواسية وهل لو خالفت ما أشعر به علي ذنب)... فسأعتبر المقصود بالإحساس هو ما تجدين من وساوس لأقول لك هو مجرد أفكار وسواسية عليك إهمالها، وبالتأكيد ليس عليك ذنب يا ابنتي.
اقرئي على مجانين:
وساوس التهيؤ والبدايات وأداء العبادات !
وسواس الصلاة: وسوسة في النية والتكبير ودفع الريح
الوسواس القهري معنى التجاهل!!
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.