تفكير في الانتحار ومشاكل أخرى
السلام عليكم... أعاني من مشاكل كثيرة سوف أذكرها بدون ترتيب:
1_ خوف وشبه نوبات هلع يصاحبها أعراض نفسية وجسدية، وبيلازم دايماً الإحساس بالخوف ألم في البطن أو تسارع دقات القلب، والخوف أصلاً بيكون من حاجات غير منطقية مثل الرد على رسالة إلكترونية أو التحدث مع أحد المعارف أو حتى الناس الغريبة.
2_ تفكير مشوش: مبعرفش أفكر وبحس إن في عشرتلاف صوت في دماغي وكلها أصوات سلبية بتقلل من همتي في فعل أي شيء، ودايماً بتفكرني بفشلي في الماضي وأنه هيتكرر تاني مهما تعبت واجتهدت.
3_ اضطراب في الشخصية: أحياناً بحس إني معنديش شخصية خالص ولا المفروض أعمل إيه في حياتي أو أعرف إزاي أتصرف التصرف الصحيح في المواقف، وأوقات تانية ببقي عارف أنا مين كويس وجاي منين ورايح فين وصوت عالي وقوي على المستوي الشخصي قدام أي حد وفي أي حتة.
4_ تشاؤم وفقدان أمل و4 محاولات سابقة للانتحار آخرهم منذ ثلاثة أسابيع (وهذه كانت أقواهم وأكثرهم جدية) ودخلت في كومة (غيبوبة) 3 أيام، وأخبروني أني كنت في العناية المركزة وأني كنت فعلاً رايح للعالم الآخر.. والصوت الداخلي الذي يحسني علي الانتحار مازال متواجداً وتقريباً لا يفارقني، ولا أستطيع تجاهله لأني أراه منطقياً، فأين ال32 سنة الماضيه من عمري؟ وماذا انجزت بهم؟ أنظر لأقراني وأرى تقدمهم فأفرح لهم لأنهم يستحقون، لكن حزن على نفسي لأني متأخر عنهم، وأتساءل في داخلي "هل أنا أغبي من أن أصنع لنفسي حياة متزنة ناجحة؟ أم أن هناك خطب ما في عقلي يمنعني من التقدم؟".
بالإضافة إلى تجربتي الشخصية فأنا أعيش في بيت به أخت أرملة زوجها توفي منذ سنتين وعيشنا أياماً صعبة للغاية وفي قمة الحزن.. وبعدها بسنة علمنا بمرض أمي بالسرطان وكلما أنظر إليها الآن أحزن بشدة على ما فعلته بها جلسات الكيماوي اللعينة... وأبي عمره 80 عاماً، وما فعله به الكبر من تغير في شكله أيضاً يجعلني حزين وخائف من وفاته مع أن كل الناس آباؤهم تموت وهذه سنه الحياة، فلماذا أنا بالذات أخاف أن يموت أبي؟! يا الله ما كل هذه السعادة التي تحيط بي وتحثني علي الاستمرار في الحياة؟
بالنسبة للطفولة: أخاف من موت أبي مع أنه كان غير مقرب لي أو مقرب لأي شخص آخر، فهو أب تقليدي يذهب للعمل ويعول عائلته ويهتم بشئونهم المادية فقط، ولا تواجد عاطفي أو تواصل أبداً، لكن من الواضح أنه شخص طيب فقد كنت أراه خارج البيت الناس تحبه.
أم متسلطة، بخيلة، أنانية، قاسية ومشاعرها قليلة للغاية، ودائماً هناك رسالة ما في تصرفاتها تقول أني لا أستحق، وحتى في كلامها أحيانا، كانت عكس نموذج الأم الذي كان في تفكيري تماماً، كلامها السلبي طوال حياتي أثر على تكويني بشكل كبير، وماذا يعرف طفل عن نفسه أو عن الدنيا غير ما يقول له أبوه أو أمه؟ وكان كل ما يقال لي سيء وقبيح.
علاقتي بإخوتي الثلاثة الأكبر مني أيضا كانت سيئة، وكان هناك تعامل في منتهى الإهانة، سواء الإهانة بالسب أو بمد اليد وتقريباً يومياً، خصوصاً أخي الأكبر فقد كان يضربني مرات متكرر بمنتهى العنف وكأنه ينتقم مني لسبب لا أعرفه!.
مرحلة الشباب: هناك محاولات عديدة للتقرب من الناس والاعتراف بوجودي، لكن لا أعرف لماذا كنت دائماً أُقَابًل بالاستهزاء والاستقلال بي سواء في البيت أو من الجيران الذين كانوا يسمعون صراخي صغيراً كل يوم، فقد كنت تقريباً أضرب وأهان باستمرار، أو حتى أصدقاء الجامعة فقد كنت لا أريد أن أكون وحيداً، وحاولت التقرب من الكثير من الشلل لكني كنت مهمشاً ولا أعلم لماذا! فهل نشأتي المشوههة جعلتني بدون أن أشعر شخصية مشوهة أيضا يكره الناس التعامل معها؟
ومن بعد التخرج من الكلية تعرضت لخسائر متتالية، فأنا لا أستمر في عمل لفشلي في إجادته ربما أو لعدم معرفتي بالجدوي من العمل أصلاً أو لمشاكل في التواصل مع زملاء العمل أو الرؤساء.
أما عن العقاقير فحدث ولا حرج سواء مضادات الاكتئاب والقلق أو الحبوب المخدرة أو الحشيش، كلهم أخذوا فترات من عمري، وأصبحت لا أؤمن بالأدوية من كثرة ما جربت (أعتقد أني جربت معظم مضاداءت الاكتئاب والقلق سواء المسموح بها أو حتى التي تحتاج لروشتة).... نعم أنت لست أول طبيب ألجأ إليه فهناك محاولات كثيرة قبلك بلا جدوى.
هل أريد أن أتعاطى مخدرات ثانياً؟ لم تصبح ذات جدوي معي، فالحشيش انقطعت عنه منذ 8 سنوات تقريباً... والترامادول تناولته 6 سنوات، وانقطعت عنه منذ 5 سنوات..
أدوية الجدول الطبي: "كالميبام" تناولته فترة وكنت أرتاح نوعاً ما، ثم فقد مفعوله وأدركت أنه ليس الحل الحاسم لحالتي فتركته... نأتي إلى "ليركا" تناولته آخر ثلاث سنوات ولم أرى نفسي بهذا الهدوء والحماس والنضج إلا مع هذا العقار ، وأنجزت خلال هذه الثلاث سنوات بعض الأشياء القليلة، لكن بالنسبة لحياتي الخالية من الإنجاز فهي كثيرة، لكني بعد فترة أدركت أنه أيضاً ليس الحل لأني عانيت من إدمانه وآثاره الإدمانية، وعندما رفعت الجرعة أصبح يجمد شعوري ولم يعد يعطي نفس الشعور بالراحة القديمة، وحزنت عندما أدخلته وزارة الصحة إلى أدوية الجدول، بعدها ومنذ أغسطس 2018 حتى أوائل 2020 وأنا أحاول الابتعاد عنه وأن أصل إلى نفس الإحساس بالراحة لكن بدونه لكن بلا جدوي، وكنت أحتفظ بـ 4 علب في دولابي بعد دخول الدواء إلى جدول المخدرات فأنا دائماً ما أعمل حساب الغد، وكل أسبوع كنت آخذ قرصاً عندما أفشل في الحياة، وأنهيت الـ 4 علب في كذا شهر لأني كنت أتناوله بحرص خوفاً من الأعراض الانسحابية ولأني كنت فعلاً لا أريد الاعتماد عليه لأني لا أعرف كيفية الحصول عليه ولأني رأيت بنفسي أنه ليس الحل أن أستمر عليه يومياً لأنه يفقد مفعوله مع الوقت، هو جيد لمدة 4 أيام أو أسبوع لكن أكثر من ذلك لا يعمل، وأحدثك اليوم _وبفضل السوق السوداء للدواء_ وفي دولابي حوالي 250 قرص ليركا، و100 قرص كالميبام، و20 قرص روستلام، و100 قرص جابتين، و60 قرص أرمووك أو أرمودافنيل، و10 أقراص مودافنيل أو برافاماكس، ومجموعة من مضادات الاكتئاب والقلق والتي سوف أشعر بالملل إن ذكرتها كلها.
وكل ذلك فشل في جعلي أشعر شعوراً جيداً
وفشل في زرع الرغبة في الاستمرار في الحياة.
14/9/2020
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
رسالتك تشير إلى معظم الأعراض الطبنفسية من اكتئاب، قلق، نوبات هلع وأعراض ذهانية، لكن ما يثير القلق في الرسالة هو وجود النية على الانتحار.
لا يوجد أي جانب إيجابي في سيرتك الشخصية والاجتماعية والعائلية، وتُكثِر من إسقاط اللوم على الآخرين لتفسير حالتك النفسية وفشلك اجتماعياً ومهنيا وشخصياً.
الفقرة الأخيرة من الرسالة هي أطول فقرة لأنها تكشف بوضوح الاضطراب الذي تعاني منه وهو الإدمان على العقاقير والمواد الكيمائية المحظورة…. الصراحة هذه هي مشكلتك الأولى والأخيرة، وعليك أن تقبل بأنك تتحمل المسؤولية أولاً وأخيراً في وصولك إلى هذا الحال، وفي نفس الوقت وذلك هو الأهم هو أن رحلة الشفاء هي أيضاً مسؤوليتك ويجب أن تباشر بها.
لا بأس في البحث عن عقاقير طبية لتساعدك في رحلة الشفاء، ولكنها ليست الحل وعليك أن تتواصل مع الفريق الطبي للإدمان حيث تعيش لكي تخرج من هذه الدوامة.
رحلة الشفاء تتضمن خطط علاجية أكثر أهمية من المواد الكيمائية مثل التعامل مع الظروف الاجتماعية وصقل المواهب الشخصية الاجتماعية والعلاج النفساني وغير ذلك.
الكثير من المدمنين يصلون إلى المراكز الطبنفسية في العقد الرابع من العمر، والكثير منهم يتعافى أيضاً وينتقل إلى موقع جديد في الحياة.
وفقك الله.