الاستهزاء والردة ويأجوج ومأجوج كلها وساوس! م1
الشك في الردة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا تابعت مقطع عن شيخ يقول لقسيس "يا شيخ"، ولما سمعته كان في صدري أنه عادي يقول "يا شيخ" لقسيس، وأنه عادي نستعطف القسيس، وأن ليش مكبرين السالفة وكذا! لكن مرت دقيقة وتذكرت ما في صدري وأنكرته، فهل أنا مرتد؟ مع العلم أني لم أنطق ولكن للآسف في صدري كان شيء ثاني _أستغفر الله_ ولكن لم يدم هذا الكلام، فهل أعد مرتداً.
والله أنا أحب ديني، وأكره أي دين آخر غير الإسلام، وأكره القسيس، وأحس أنهم أغبياء وكذا...
وشكراً لكم.
19/9/2020
وأرسل في رسالة أخرى يقول:
الشك والوساوس في اشتهاء المحارم
لقد أرسلت لكم العديد من الاستشارات وآمل أن تردوا عليها، أنا ما عندي أي مشكلة إذا ما رديتوا على أي شيء، ولكن أرجو الله ثم أنتم أنكم تردون على هذه الاستشارة لأني راح أقول كل شيء.
أنا كنت في حالة خوف أني ما أشد المنطقة الحساسة، ولا أعلم كيف أشرح لكن الشد ليس باليد بل دون أي شيء _وإن شاء الله شرحي كان مفهوم_ لأن والله لا أعلم ماذا يسمى... المهم فجأة شديت وجاء معه تخيل جنسي محارم، وكنت خائفاً وشديت مرة ثانية وهنا الخوف (لماذا شديت مرة ثانية؟!)... وأنا بين شكوك هل كان قصدي أنه عادي هذا التخيل وأني مستمتع وفعلتها لأني أريد هذا الشيء أم كانت بالغلط (والله لا اعلم)، لنفترض أنه كان مو بالغلط فهل هذا دليل على أن عندي ميول للمحارم؟ هل ربي سيعاقبني أم لا؟
والله أنا منهك... سأقول لكم حاجة: والله أنا حتى في نومي تأتيني الوساوس، أنا لم أعد مثل زمان، أصبحت ضعيف جداً، لا آكل (لا عشا ولا فطور، والغداء مرات لا ومرات آه وأكل قليل جداً) بسبب الكآبة.
أرجوكم ردوا عليّ... أنا أحس أني شديت علشان أنا أريد هذا الشيء وأني مستمتع، ولكن الغريب التخيل فأنا خفت منه وأيضاً تقززت منه، يعني شك في شك... أرجوكم قولوا لي هل هذا وسواس فأطنشه ومجرد شك؟ أم أنه شيء حقيقي؟
أيضاً سؤالي الثاني: إذا افترضت أني شديت على أنه إعجاب أو ودِّي أسوي الشي المقزز عذا فهل ربي سيعاقبني؟ وهل حالتي مرفوع عنها القلم أم ماذا؟
والله أنا مقدر تعبكم، وإن كان عليكم تعب فلا تردوا على أي شيء أرسلته،
لكني أرجوكم أن تردوا.
19/9/2020
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "محمد"، وأهلًا وسهلًا بك على موقعك مجانين
نحن دائمًا نحسن الظن بالآخرين، وإذا سمعنا داعية يقول لقسيس يا شيخ، وكان القسيس كبير السن، لا نقول إنه يقصد بالشيخ (العالم القدوة)، وإنما يقصد الشخص الكبير في السن مثلًا....، وطبعًا ما دار في ذهنك من أخذ ورد لا يعتبر كفرًا ولا ردة، كل ما في الأمر أنك تبحث في حكم المسألة في ذهنك، تارة تقول إنه استعطاف، وتارة تقول إنه لا يصلح استعطافًا وهكذا....، وخوفك من الردة مجرد وسواس لا أكثر
ثم أعلق على قولك (وأكره القسيسين وأحس أنهم أغبياء). نحن المسلمون يا بني لا نكره الشخص لذاته، وإنما نكره أعماله السيئة، ونحب أعماله الفاضلة. قال تعالى على لسان نبيه لوط: ((قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ)) [الشعراء:168]. والقالين: أي المبغضين.
علاقتنا مع الناس كلهم أن نحب إنسانيتهم ونتمنى لهم الخير، وأعظم الخير هو دخول الجنة، وشرطه الإيمان بالله وتوحيده..... نحب أن ندعوهم إلى الله، ونصحح لهم اعتقاداتهم الفاسدة، وأعمالهم غير المستقيمة، ليدخلوا الجنة، ونكره الكفر والاعتقادات السقيمة غير الموافقة لما أمر الله تعالى به لأنها لا ترضي الله تعالى، ولأنها تدخلهم النار.
لا نعظم رجال الأديان الأخرى ليسوا لأنهم "قسيس" أو "حبر" أو "راهب"... ولكن لأنهم يحملون فكرة ما ينبغي لنا أن نعظمها....، بينما نحترم حافظ القرآن، والعالم الصالح.....، لأنه يحمل فكرة ينبغي أن نحترمها. ومع عدم تعظيمنا لهم، فإننا نعامل إنسانيتهم بلطف ولباقة، وإحسان ورحمة. وأنت تعرف الفرق بين اللباقة في التعامل وبين التعظيم والتبجيل.
لهذا –حتى لا يتهمك المغرضون بالتشدد- من الأفضل تصحيح عبارتك فتقول: (أكره ما عليه القسيسون، وأرى أن الشرك غباء).... حينها سيسألك الناس: ما هو الشرك؟ ولماذا هو غباء؟؟ ولن يقولوا لك: لماذا تكره أصحاب الديانات الأخرى؟ ولماذا التشدد؟ ولماذا المسلمون يعادون سائر الناس؟ وووو.... أرجو أن تكون الفكرة قد وصلت
أما سؤالك الثاني: طبعًا لست شاذًا وليس عليك ذنب، هي أفكار تأتي وتذهب عند كل الناس، لكن باعتبارك موسوس، خفت وقلقت وظننت أنك شاذ وأنك ستعاقب وووو. الأمر لا يستأهل كل هذا، والله يوقعنا في مثل هذه الأمور حتى لا نُغرِق في المثالية ولا نطالب النفس بالالتزام الذي فوق طاقتها، علينا أن نتقبل أنفسنا كما خلقنا الله: بشر ضعفاء، نخطئ فنستغفر، ونحاول الالتزام على قدر استطاعتنا....، تأتينا أفكار خارجة عن إرادتنا لتعلمنا أننا ضعفاء حتى أفكارنا التي في رؤوسنا لا نستطيع التحكم فيها جميعها، بل هناك ما نعجز عنه، ولهذا لا يؤاخذنا الله عليه، عجز وضعف، يقابلهما عفو ورحمة.... وهذه هي العلاقة بين المخلوق والخالق.
ارمِ اكتئابك هذا وراء ظهرك، وتابع حياتك سعيدًا، إذا كان الشيء الوحيد الذي يستحق الحزن (وهو المعصية) يذهب بكلمة (أستغفر الله)، فلا يوجد شيء نحزن عليه بعد ذلك!
صدقني العلاقة مع الله أيسر بكثير مما تتصوره، فلا تضيع عمرك الجميل بأوهام يبثها الشيطان في نفسك ليصدك عن التزامك وعن الصراط المستقيم....
وفقك الله وأخذ بيدك..
ويتبع >>>>>>: الاستهزاء والردة واشتهاء ماما وبابا !! كلها وساوس ! م3