ثلاثة أسئلة فقط، وسؤال جانبي!
مرحباً.. لا أريد الإطالة، ولكن بشكل عام أنا منذ 7 سنوات أعاني من الوسواس القهري في جميع الأمور الدينية، يتراوح بين شديد إلى متوسط، وأحياناً أتغلب عليه... المهم حالياً لدي وسواس في:
1_ أعمل كاشير في مطعم يبيع أكل حلال، والمطعم للعائلات يعني حتى لو أتى رجل يكون مع زوجته، وصحيح يوجد مقدمين الطعام في نفس المطعم (رجال) لكن تعاملي معهم بحدود العمل، ومعي فتيات موظفات مثلي وأغلب وقتي معهن، المهم هو أني عندما توظفت كان من شروط العمل لبس النقاب وأنا أصلاً متبرجة (وأعلم أن ذلك حرام ولكن هوى النفس!) فوافقت على شرط لبس النقاب لأني أصلاً من عائلة محافظة وأخواتي يلبسنه ولا مانع لدي من ارتدائه، ولكن عندما لا أكون في مقر العمل لا أضعه بل أكشف وجهي وأحيانا شعري وهكذا، فوسوست أن راتبي حرام لأني أفعل ذلك ولأن النقاب شرط العمل، وأصبحت لا أفرح به ولا أشعر بطعم استلامه، فهل فعلاً هذا الأمر له علاقة بحرمة الراتب؟
تنويه: صاحب العمل عندما تأتي فتاة في يوم إجازتها الأسبوعية للمطعم وهي غير منقبة لا يقول لها شيئاً لأنه وقت خارج الدوام، وأيضاً النقاب ليس النقاب الشرعي فهو يوضح العين وما حولها من البشرة، وهناك موظفات يضعن مكياج العيون! يعني لا أعلم ما الهدف من أن صاحب المطعم وضع هذا الشرط!... سمعت من المشرفة أن وضع النقاب في مدينتي يبعد عني تحرشات الشباب لأنهم إذا رأوا فتاة محجبة سيضايقونها بعكس لو وضعت النقاب.
الوسواس الثاني:
أنا أصلي وأقضي صلوات لدي، ولكني أخذت بأقوال العلماء الذين أفتوا بجواز قضائها بدون ترتيب بينها وبين الصلاة الحاضرة، وأخذت بأقوال العلماء الذين أفتوا بطهارة الكحول المسكرة الموجودة في العطور وغيرها وطهارة الدم لأني أعاني من حبوب الوجه وأحياناً ينزل منها دم وصديد، وسابقاً أخذت بنجاسته ولكني وقعت في مشقة حيث أني كنت أغسل ثيابي وفراش سريري بشكل دوري! مع علمي بخلاف العلماء في طهارة الدم والكحول المسكرة، ولكن ماذا أفعل؟ لو بيدي لأخذت بالقول الأحوط، ولكني مضطرة لاستخدام المستحضرات التي تحتوي على كحول، وأنا أريد الأخذ بطهارتها هي والدم حتى أطمئن أنني طاهرة وصلواتي صحيحة... والدم مهما قلتم أن اليسير معفو عنه فلن يغير هذا من الأمر شيئاً فسوف أبقى أحمل هم أن الدم انتشر وغيرها من الأفكار.
المهم جاءني وسواس أن هذا يعتبر تلفيق في الصلاة، وأن صلاتي غير صحيحة سواء الحاضرة أم الفوائت التي أقضيها، مع أني سألت شيوخاً هل فعلي هذا صحيح وقالوا لا حرج، لكن هناك وسواس غبي يقول لي "صلواتك غير صحيحة"، فهل فعلاً هذا تلفيق في العبادة؟ أم لا علاقة للتلفيق بفعلي؟ مع أني قرأت جواز التلفيق.
الوسواس الثالث والأخير:
عندما آخذ بالأيسر في المسائل يأتي وسواس أني متلاعبة ومترخصة مع أن هذه ليست نيتي أبداً، فالمتلاعب والمترخص قرأت أن هدفه التخفف من أحكام الدين، أما أنا فلست كذلك بل نيتي عدم جلب المشقة لنفسي أو أني أخذت بالقول الأيسر لأن قائله شيخ ثقة، وأحياناً كلا القولين في المسألة أصحابها من أفتوا بها ثقات بالنسبة لي كفتاة (عامية) لست أهلاً للنظر في الأدلة والترجيح، ولكني أخذت بالأيسر لأن الدين يسَّر والشيخ ثقة.
سؤال جانبي:
هل المتلاعب المترخص الذي يأخذ بالأيسر تكون عبادته باطلة حتى لو المفتي ثقة؟
23/9/2020
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وأهلًا بك وسهلًا أختي الغالية على موقعك مجانين
1- لا دخل للنقاب بحل الراتب وحرمته، والشرط إنما يتناول فترة الدوام، أي الشرط هو ارتداء النقاب أثناء العمل، وفيما سوى ذلك أنت حرة.
2- التلفيق في حق الموسوس جائز، فلا مفر له من الأخذ به إذا أراد العلاج، وهناك من قال بجواز التلفيق لجميع الناس، طبعًا ما لم يكن القصد التلاعب بالدين وتتبع الرخص للهروب من مشقة التكاليف. لكن لا أعلم قولًا صحيحًا يقول بطهارة الدم، المذاهب المعتمدة كلها على نجاسة الدم، وعلى العفو عن قليله وعن دم الجروح والبثور، وعمومًا يعفى عما يشق الاحتراز عنه عادة، وخلاف العلماء في تحديد هذا الذي يشق التحرز عنه، وكيفية العفو... ويمكنك الأخذ بالأيسر من أقوال العلماء في المعفوات وفي طريقة انتشار النجاسة حتى تتخلصي من شبح الانتشار السحري للنجاسة.
3-قلت لك أنه لا مانع من التلفيق، ومذهب العامي هو مذهب من يفتيه ما دام ثقة، وتأكدي أن الموسوس يستحيل أن يتعالج دون أن يلفق بين كل الأقوال والمذاهب، لهذا فالأولى والأفضل للموسوس أن يلفق.
ثم إن المتلاعب والمترخص الذي يأخذ بالأيسر دون سبب لا تكون عبادته باطلة دائمًا رغم كونه آثمًا، هناك حالات تبطل بها العبادة وهناك حالات لا تبطل، وليس المقام مقام تفصيل في هذا، لكن إجمالًا يقولون: تكون العبادة باطلة إذا أصبحت على هيئة لا يقول بها أحد من العلماء. أي صاحبها أخذ من كل مذهب برخصة جعلت هيئة العبادة على نحو باطل عند كل العلماء.
وفقك الله وعافاك