وسواس الطلاق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا مصاب بالوسواس في الطلاق... بالأمس كنت أسوق السيارة وجاءتني فكرة أن أقول "أنت طالق" وكنت وحدي، وتلك الفكرة أتتني وهي أن أقولها وأرتاح وأجربها، وما دمت غير قاصد لزوجتي بها فلا إثم عليّ، لأني لم أنوي حل العصمة الزوجية، ولكن رفضت ذلك ولم أعمل به ولم أرده ولم أُرِد حتى المخاطرة، ولكن بعدها اسودت الدنيا في عيني وأحسست أنني قلتها رغم أنني لست متيقناً أبداً، بل أغلب ظني أنني لم أقل شيئاً وكنت كارهاً لكل تلك الأفكار، ولكن لا أعلم لما غلب على عقلي أنني قلتها، وأصبحت مهموماً حزيناً اليوم بطوله ولا أعلم ما أفعل.
أصبحت أحس أنني أكذب على نفسي حين أقول أنني شاك أو أنني لم أقل شيئاً، أنا تعبت كثيراً ولا أريد أبداً فراق زوجتي وهي حامل بمولودنا الأول، لا أريد أن أهدم أسرتي أبداً، ولا أريد الطلاق... أريد أن أعيش مرتاح.
أرجوك اصبر عليَّ وأجبني لعلي أرتاح، فالوساوس كثرت عليّ رغم أنني آخذ الدواء وأزور الطبيب...
على فرض أنني تكلمت بهذا هل يقع الطلاق؟ وما هو حكم ما حدث لي؟
6/9/2020
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته وأهلًا بك وسهلًا في موقعك يا "أحمد"
اطمئن، على فرض أنك قلتها بسبب الوسوسة فإنها لا تقع، -جاء في التاج والإكليل وهو كتاب من كتب المالكية: (.... في رجل توسوسه نفسه فيقول: قد طلقت امرأتي! أو يتكلم بالطلاق وهو لا يريده، أو يشككه. فقال: يُضرِب عن ذلك ويقول للخبيث [للشيطان]: صدقت [هذا لأجل الاستهزاء بالشيطان وإسكاته] ولا شيء عليه.... هذا مثل ما في "المدونة": أن الموسوس لا يلزمه طلاق، وهو مما لا طلاق فيه، لأن ذلك إنما هو من الشيطان، فينبغي أن يلهى عنه، ولا يلتفت إليه، كالمستنكح [الموسوس] في الوضوء والصلاة، فإنه إذا فعل ذلك أيس الشيطان منه فكان ذلك سبباً لانقطاعه عنه إن شاء الله).
إذن: الطلاق لا يقع لأنه ليس بطلاق حقيقة وإنما وسواس، والوسواس لا يتعلق به حكم.
ولعل من المفيد لك للعلاج السلوكي أن تمسك ورقة وقلمًا تكتب صفحة كاملة: طلَّق، يطلق، طلاقًا، فهي طالق، طلاق، طلقت، طليقة، وليد طلق زوجته، وهكذا....
طبعًا أنت تكتب للعلاج وليس لشيء آخر، فلو ملأت كراسة كاملة بهذه العبارات فلن تطلق امرأتك
لابد أن تقتحم ما تخاف منه، لترى كيف أنه أمر بسيط لا داعي للخوف والقلق منه ولا للوسوسة.
وفقك الله وأعانك
واقرأ أيضًا:
طلاق الموسوس لا يقع!
وسواس الطلاق والخلع والزواج!