بسم الله الرحمن الرحيم...
أنا شاب عمري 17 سنة، عندما كنت صغيراً كنت أعيش في الخارج وكان لدي العديد من الأصدقاء، لكن عند سن التاسعة رجعنا إلى بلدنا ولم أجد أصدقاء في مدرستي نظراً لتشدد بعضهم وفساد البعض الآخر.
وأنا الآن في السنة الأخيرة ومشكلتي هي الكلام حيث أني أتكلم بسرعة وأخطئ أحياناً في قول بعد الكلمات، ولدي لدغة في حرف السين والصاد، وكذلك أجد صعوبة في التعبير عمَّا في داخلي.
لم تكن لدي هذه المشكلة في صغري، وقد يكون السبب هو عدم وجود الأصحاب، مع العلم أني أعرف بعض الشباب الذين يكبرونني سناً بخمسة أو عشرة سنوات، ولكن لا أستطيع أن أعتبرهم أصدقاء أحكي لهم ما في داخلي وأفضفض لهم وخاصةً أني أفتقد إلى حب الناس لي سواء من أهلي أو من الجنس الآخر لأني متدين وأجاهد نفسي ألَّا أدخل في علاقة مع الجنس الآخر وأنتظر الزواج.
أرجو أن أجد عندكم علاجاً شافياً غير الذهاب إلى الطبيب الذي يُعلِّم الكلام الذي أعتقد أنه يسمى "طبيب المخاطبة" لأني لم أعد أحتمل هذا الوضع... فكيف يعيش الإنسان وهو لا يعرف حتى كيف يتكلم؟!
29/9/2020
رد المستشار
الابن العزيز، أهلاً وسهلاً بك وشكراً جزيلاً على ثقتك، ما يفهم من إفادتك هو أنك تعاني مما نسميه "الهذرمة Cluttering" إضافةً إلى اللثغة في حرفي السين والصاد، وقد أثر ذلك على نفسيتك بشكل كبير فأصبحت بلا صديق تستطيع أن تفضي إليه بمكنون نفسك، وليست هذه النوعية من المشكلات بجديدة على صفحتنا استشارات مجانين، ويمكنك أن تقرأ الروابط التالية لتعرف كثيراً عن "التأتأة والهذرمة واللثغة" وعن علاقة كل تلك العيوب في النطق، قم إذن بنقر العناوين التالية:
الهذرمة وشيء من الرهاب
الهذرمة أو سرعة الكلام حل عملي
تلعثم أم هذرمة؟ مهارات الأداء
التأتأة والأيزو والسادة العلماء: إعادة نظر م
بين التأتأة والرهاب: بحثا عن الأيزو!
تأتأة...إنترنت... والحل: اكتشفي ذاتك
وأما ما هو في حاجة إلى مناقشة بالفعل في حالتك يا بني فهو أولاً شعورك بالافتقار إلى حب الناس دون مبرر، إلا أن يكونَ التزامك وتدينك هو السبب في رأيك كما يستنتج من قولك في إفادتك: "وخاصة أني افتقد إلى حب الناس لي سواء من أهلي أو من الجنس الآخر لأني متدين وأجاهد نفسي ألَّا أدخل في علاقة مع الجنس الآخر وأنتظر الزواج"، فهل الناس لا يحبونك لأنك متدين وتجاهد نفسك؟ ألا ترى الجملة في حاجة إلى إعادة صياغة؟ لأنك لابد تقصد شيئاً آخر غير ما يفهم منها، وكذلك فإن إحجامك عن عمل علاقة مع فتاة ليس كله تديناً والتزاماً على الأرجح، فقد يكونُ الأمر متعلقاً بارتباكك وزيادة هذرمتك ولثغتك إذا تكلمت مع بنت كما بيَّنَّا من قبل أكثر من مرة في: رهاب الجنس الآخر وفي الخجل من الجنس الآخر وكذا رهاب الجنس الآخر: يخاف من الإناث وأخيراً رهاب الإناث: الداء والدواء.
نقطة أخرى من المهم جداً أن نشير إليها لأنها جديدة علينا أن نسمعها ممَّن يشتكون من حالة كحالتك، وهي أن نعطيك حلاً لا يشمل الذهاب إلى اختصاصي التخاطب (وليس حتى الطبيب النفساني الذي يفترضُ أنه شريك أساسي في علاج حالة كحالتك) إذن ماذا ترانا نستطيع فعله لك يا بني؟!
إنك تحتاج إلى جلسات تدريب على الكلام، والتجاوب مع التدريبات المتضمنة في تلك الجلسات وتطبيقها في الحياة العملية قد يحتاج (وغالباً ما يحتاج) تحالفاً علاجياً بين فريق يشمل على الأقل: اختصاصي التخاطب، والمريض والطبيب النفساني، وربما أيضًا طبيب السمعيات، وأحياناً جراح الأنف والأذن والحنجرة.
ليس هناك علاج سهل إذن تأخذه في غرفتك وأنت قاعد على النت، إلا إن كنت تنتظر من مستشارينا أن يُقيِّموا معك جلسات بالمحادثة الصوتية عبر الإنترنت لعلاج اضطراب الكلام، وتُفاجأ عندها بتداخل اضطراب الصوت أثناء انتقاله الإلكتروني مع اضطراب حروفك أنت، ونحتاج عندها ضم مهندس الصوت إلى الفريق العلاجي! تخيل عندما يصبح الأمر كذلك! راجع نفسك إذن واعلم أن طلب العلاج مفروض شرعاً مادمت تجد اضطرابك هذا عائقاً عن الحياة بطريقة اجتماعية سليمة.
هداك الله إلى صالح أمرك.... وأهلاً وسهلاً بك دائماً على موقعنا فتابعنا بأخبارك.