المسح على الخفين لمن يعتقد سنية إزالة النجاسة والنخامة
السلام عليكم أستاذة رفيف. أنا إنسانة أعاني من الوسواس القهري منذ ما يقرب من 15 عاماً، ولكن في الآونة الأخيرة كانت الوساوس الدينية في الطهارة وإزالة النجاسة قد زادت لدرجة أن كل شيء فى البيت أصبح نجساً، بالإضافة إلى جسمي وملابسي والطعام، وأصبحت أتخوف من ملامسة أي شيء، وأحسب في ذهني قبل أن ألتقط جسم ما أو أخطو بقدميّ على الأرض، وغسلت سجاد البيت كله وكراسي طاولة الطعام والصالون والأحذية، واستمرت تلك المعاناة حتى قرأت في موقع مجانين استشارة بسُنِّيِّة إزالة النجاسة عند بعض المالكية فتحسنت حالتي بفضل الله ثم بفضل استشاراتكم.
لكن مؤخراً قفز في ذهني أسئلة جديدة وهي:
1- إذا كان الجورب الذي نلبسه للمسح عليه يجب أن يكون طاهراً ونلبسه على طهارة، وأنا بعد فتوى سنية إزالة النجاسة لم أعد ألتفت إذا كان الجورب طاهراً أم لا، وإذا التفتُّ وراعيت ذلك ستعود الوساوس مرة أخرى فماذا أفعل؟
2- كنت قرأت فتوى عن النهي عن البصاق والنخامة، وأيضاً وجود نجاسة جهة اليمين أو أمام القبلة في الصلاة وأنا ملابسي ممكن تكون عليها نجاسة لأني آخد بسنية إزالة النجاسة، وبالتالي الجانب الأيمن من جسمي وذراعي الأيمن قد يكون عليهم نجاسة، وبالتالي كأني أكون ارتكبت شيئاً منهِيّاً عنه في الصلاة... كيف نُوَفِّق بين سنية إزالة النجاسة والنهي عن البصاق أو وجود نجاسة جهة اليمين أو في اتجاه القبلة؟ وهل البصق ووجود نجاسة جهة اليمين أثناء الصلاة يبطل الصلاة؟
وهذه هي الأحاديث التي قرأتها وتدل على النهي عن النخامة والبصق: ففي سنن أبي داود وغيره عن حذيفة _رضي الله عنه_ أن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ قال: "من تفل تجاه القبلة جاء يوم القيامة تفله بين عينيه". وفي رواية لابن خزيمة من حديث ابن عمر مرفوعاً: "يبعث صاحب النخامة في القبلة يوم القيامة وهي في وجهه".
جزاكم الله خيراً...
تحياتى.
2/10/2020
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "إيمان"، وأهلًا بك وسهلًا في موقعك
أختي الكريمة: أنت موسوسة في النجاسات، وهذا يعني أن حكمك على نجاسة الأشياء وطهارتها غير سليم، قد يصيب مرة، ويخطئ عشرات المرات. وعندما نقول للموسوس اعمل بمذهب المالكية في سنية إزالة النجاسة، فهذا لإعانته على ترك التفكير غير الصحيح في نجاسة الأشياء وطهارتها، وما يتبع ذلك من أفكار عن صحة الصلاة وانتشار النجاسة، إلخ....
فالأصل في العلاج إذن: هو قطع التفكير في موضوع الوسواس، وعدم العمل بما يأمر به، واتباع الرخص وسيلة لهذا العلاج. فإذا قابلَنا موقفٌ لم نعرف له وسيلة محددة، فعلينا الإتيان بالغاية فورًا.
كيف أبني أحكامًا على قولك: إن الجورب نجس وحكمك على الأشياء غير سليم في هذا الموضوع باختصار: عليك أن تعتبري كل شيء طاهرًا لماذا؟ لأنك غير متأكدة من النجاسة فعلًا.....، ما تحكمين بنجاسته قد يكون نجسًا وقد يكون طاهرًا، وأغلب الأشياء تكون طاهرة ويحكم الموسوس بنجاستها. وإذا كان الموسوس ليس متأكدًا من صحة حكمه على نجاسة الأشياء، ويشك في ذلك، فليس أمامه إلا أن يستند إلى القاعدة الأصلية التي لا شك فيها وهي: (الأصل في الأشياء الطهارة).
قد تقولين: (وماذا لو كانت نجسة؟ خاصة أني رأيت فلانًا داس هنا، ثم انتقل إلى هناك.. ثم لمس ذلك الشيء....ووو). والجواب: لا يوجد في الشرع اسمه (وماذا لو كانت نجسة)، يوجد: نجس بيقين، أو: طاهر. الموسوس ليس عنده يقين، عنده شك وقلق بل رعب من النجاسة! فإن عدم (نجس بيقين) لم يبقَ أمامه إلا (طاهر). خياران لا ثالث لهما.
امسحي على جوربيك لأنهما ليسا (نجسين بيقين) ولهذا بقي أمامك خيار (هما طاهران) وشرط الخف أن يكون طاهرًا، وقد تحقق ذلك. وكذلك بالنسبة لنجاسة ثيابك في الصلاة، إذا كانت الصلاة تصح مع نجاسة الثوب (كله)، فهل اليمين شيء آخر غير (الكل)؟!! ما رأيك؟ أرأيت كيف أن الموسوس يفكر بطريقة لا عقلانية، لهذا لا يؤخذ بما يحكم به تفكيره!
أما البصق إلى جهة القبلة، وإلى اليمين، فقد رجعت إلى الرابط الذي ذكرته في استشارتك، وفي الإجابة تصريح بأن هذا الفعل مكروه فقط، وهناك نقل بكراهة ذلك من كتاب في الفقه الشافعي وهو: مغني المحتاج للخطيب الشربيني. والكراهة تعني: الإثابة على الترك مع عدم العقوبة على الفعل. ولا علاقة لها بصحة الصلاة نهائيًا.
فإن كنت لا تعرفين ما هي الكراهة فلا بأس، وإن كنت تعرفينها ومع هذا ذهب تفكيرك إلى احتمالية بطلان الصلاة، فأضيفي هذا دليلًا آخر على غرابة تفكير الموسوس وأنه لا يصح العمل بما يحكم به. وأظن أن عددًا من هذه المواقف كافٍ لفقد الثقة في حكمك على نجاسة الأشياء، وللعمل على أن كل ما حولك طاهر.
لا أدري هل ذهبت إلى طبيب أم لا؟ لكن عليك أن تفعلي، وأن تأتي البيوت من أبوابها، الذهاب إلى الطبيب باب من أبواب الشفاء ما ينبغي إهماله.
وفقك الله وأعانك على التطبيق، وعافاك بمعافاته التامة.
ويتبع >>>>>>: للموسوسين سنية إزالة النجاسة والأصل الطهارة ! م