الاستنجاء
السلام عليكم ورحمة الله... أتوسل إليكم أعينوني فحياتي انقلبت إلى جحيم.
بدأت مشكلتي بوساوس عديدة جداً كانت بدايتها أن أشعر بأن شيئاً بداخلي يقول ألفاظ كفرية، ولم أكن وقتها أعرف عن الوساوس، ثم انتقلت إلى وسواس الشهوة لكن تغلبت عليها والحمدلله.
وفي يوم قررت أن أصحح كل أخطائي وأرد الحقوق لأصحابها وأقضي ما فاتني من صلاواتي فبدأت معي الوساوس.
الآن مشكلتي أني لم أعد أعرف كيف أستنجي!... كنت سابقاً أضع الماء ثم أخرج مباشرةً، ولم يكن يخطر على بالي أن هنالك إفرازات قد أصابها بول أم لا، لكن عرفت بعدها أنه يكون هنالك إفرازات، وطبيعي أن يصيبها البول، فأصبحت أُزيلها، ثم بعدها أضع ماء، ثم عرفت أن هنالك ما يعرف ب "ظاهر الفرج" الذي يجب غسله و"باطن الفرج" الذي لا يجب غسله (وهو فتحة الحيض)، وأنا عندما أضع المحارم يخرج عليها إفرازات فأمسح حتى يتوقف ظهورها، لكن إذا شددت على المحارم عند مخرج الحيض يعود ويخرج إفرازات، فلا أعلم هل عندما أشد عند مخرج الحيض أكون هكذا دخلت إلى باطن الفرج أم لا؟، وكنت أمسح بنفس المنديل في هذه المنطقة أكثر من مرة، ويكون قد أصابه بول فيتنجس هذا المكان، وأنا بعد المسح أضع ماء لكن لا أعلم هل وصل إلى المكان الذي شددت عليه أم لا، فهل إذا خرج رطوبات فرج بعد هذه التي من المفروض أنها طاهرة تكون تنجست لأنها خرجت من المكان الذي مسحته وكان المنديل عليه بول؟
المشكلة أني لا أعلم هل المكان الذي ذكرته هو باطن فرج، ولا أقول لكم حجم المعاناة عند الاستنجاء فترة الحيض، فأنا أجلس أكثر من ساعة في الحمام، وقد قرأت ما نصحتم به غيري هنا لكنه لم ينفع معي، وفي كل شهر أرى أن كل حياتي نجسة لأني لا أعرف كيف أستنجي، وأن الله لن يقبل صلاتي.
ماذا أفعل؟ أرجوكم أرشدوني فقد حاولت فهم ما هو ظاهر الفرج وما هو باطنه، وكيف أن مخرج الحيض من الباطن، وهل المكان الذي مسحته عند مخرج الحيض يعد باطن أم لا، لكني لم أفهم.
أنا أجلس أبكي بالساعات، وأمي لا تعرف ماذا تفعل لي،
والله إني أخشى أن كل عمل أعمله في طاعة الله خاطئ، وأن صيامي باطل بسبب التنظيف أثناء الاستنجاء.
10/10/2020
وبعد 16 يوما أرسلت تسأل :
انتشار النجاسة
السلام عليكم ورحمة الله، أنا قديما كنت أشاهد مسلسلات وكان يحدث معي شهوه لكن الحمدلله تبت ولم أعد أشاهد أي مسلسلات بالإضافة أني أعاني من وسواس الشهوة لكن لم أكن أعلم أن هناك ما يعرف بالمذي الذي يخرج بسبب الشهوة ولا أعرف عن نجاسته وكنت عندما أقضي الحاجة فقط أضع قليلا من الماء لتطهير البول ولم يكن يخطر على بالي أن أزيل الإفرازات قبل وضع الماء فلا تزول الإفرازات وكنت أراها على الثياب، ولم أكن أغسل ثيابي منها!.
الآن أنا لا أعلم ماذا أفعل فأنا أرى أن ثيابي نجسة ولا أظن أن هذه وسوسة لأني كنت بعد الاستنجاء أمسح البلل بالمناديل وألمس ثيابي ويدي مبللة من هذا الماء وتكون هذه الماء أصابت المذي فهي نجسة وتنجست ثيابي التي كنت أرتديها أكثر من يوم وبعض الأشياء التي كنت أرتديها قليلاً وأعيدها إلى الخزانة دون غسلها والمستهلك ويدي مبتلة بعد أن لمستها بعد الاستنجاء عدا عن العرق الذي يخرج عن الملابس الداخلية للثياب في الصيف
وأيضاً هناك بعض الثياب التي لبستها في الحفلات مثلاً ولم أغسلها كل شيء أصبح نجسا !! حقائبي وإكسسواراتي لا أعلم ماذا أفعل أنا كل وقتي أجلس أفكر في النجاسات وأن كل شيء نجس وأن عباداتي خاطئة أصبحت أتمنى أن أرتاح ولو قليلاً أخشى من لمس ثيابي وكل شيء أرجوكم أفتوني هل هناك قول أن النجاسة تطهر بعد مرور الوقت إذا زالت كل آثارها من لون أو طعم أو ريح وحتى لو وضعنا عليها ماء لا يظهر أثر النجاسة.
إني خائفة لأني أشعر زماني أبحث عن فتاوى سهلة
لكن في نفس الوقت أجد من المشقة أن أغسل كل هذا
26/10/2020
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "زهور"
بداية، أعتذر على التأخير الخارج عن إرادتي....
ألخص أسئلتك في: ما هو ظاهر الفرج وباطنه؟ هل دخلت نجاسة البول إلى باطن الفرج؟ ما هي كيفية الاستنجاء؟ ماذا تفعلين بنجاسة المذي التي لم تكوني تنتبهين إليها؟
أما باطن الفرج فهو كما ذكرتِ: ما وراء فتحة الحيض (المهبل)، وعندما تضغطين على المكان لمسح المفرزات، لا يدخل المنديل إلى باطن الفرج، ولكن الضغط يخرج ما تجمع في المهبل من مفرزات، فتظنين أن المنديل دخل إلى الداخل ومسح المفرزات في الداخل. وتبنين على هذا أن النجاسة دخلت إلى داخل الفرج، ولا مجال لتطهيرها وستنجس باقي المفرزات التي ستخرج فيما بعد!... الأصل أن باطن الفرج لم يصله شيء ما لم نتيقن 100% وهذا ما لم يحصل، وما لا نستطيع معرفته، والأصل أن ما خرج منك من مفرزات طاهرة، بقيت طاهرة ولم تتنجس.
أضيفي إلى أنه ما أمكن أن يصله المنديل في الاستنجاء، سيصله الماء حتمًا، لأن الماء لرقته يدخل في أماكن لا يستطيع المنديل دخولها. وليس من المعقول أن ملايين النساء اللاتي يستنجين، يُنَجِّسْنَ الباطن، وصلاتهن باطلة!!!
كيفية الاستنجاء: هي فعل ما يزول به ما على الظاهر من بول أو غيره من النجاسات، من الممكن أن يزول هذا بمجرد رش الماء، ومن الممكن أن يحتاج إلى أكثر من ذلك، من استعمال اليد والمسح بالمنديل كما إذا كانت المفرزات كثيرة.
بالنسبة للمذي الذي لم تكوني تنتبهين إليه: فالصلاة التي صليتها فيما سبق تكون صحيحة إذا صحت على أحد المذاهب، وصلاتك مع النجاسة صحيحة عند المالكية. والثياب إما أن تقلدي من قال بأن الغسالة الآلية تطهر النجاسة، وقال ذلك عدد من العلماء المعتبرين منهم الشيخ وهبة الزحيلي رحمه الله.
حتى إن لم تقولي بأن الغسالة مطهرة: فإن النجاسة لا تنتقل من ثيابك الجافة إلى يدك الرطبة بعد الغسيل، ولا إلى أي شيء رطب يلامسها؛ فعند الحنفية لأن الرطب الطاهر لا يتنجس إذا لاقى نجاسة جافة إلا إن ظهر أثر النجاسة على الرطب. وعند المالكية لأن غسل النجاسة بالماء والصابون يجعلها نجاسة حكمية، والنجاسة الحكمية لا تنتقل عندهم سواء كانت الثياب رطبة أم جافة، وسواء لامست رطبًا أم جافًا.... وإذا لم تنتقل النجاسة فلا يهمنا لمسها، ولا تتنجس الإكسسوارات ولا الحقائب ولا أي شيء آخر. الثياب طهرت بالغسيل وما لم يغسل لا تنتقل نجاسته، وبالتالي لم يتنجس شيء غيرها! هل ارتحت الآن؟؟
إذن: هناك مخارج وأحكام عديدة لصحة صلاتك في الماضي قبل معرفة حكم المذي، كذلك لا يوجد شيء مما توهمتِه عن دخول البول إلى فتحة الحيض في الحاضر، وبالتالي لا يوجد نجاسة تخافين منها وتبكين وتقلقين.
ربما لا يروق لك كون طهارتك غير متفق عليها بين المذاهب، وتريدين أن تكوني طاهرة بإجماع العلماء، ولكن هذا من سابع المستحيلات، ولا يمكن تحقيقه عند أحد، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فأنت موسوسة والموسوس لا يشعر بطهارة الأشياء حتى فيما أجمع العلماء على طهارته، وعلاجه يكون بتعرضه للنجاسات دون القلق منها ودون تطهيرها وهذا يتم بأمان إن عملت برخص المذاهب كلها. ألا تريدين أن تتعالجي وتشفَي من الوسواس؟ عليك أن تقلدي الرخص مهما قلقت وتشوشت، وسترين كيف أن الوسواس سيزول بنفسه بعد ذلك.
أسأل الله تعالى أن يرعاك ويشفيك ويدخل الطمأنينة على قلبك
واقرئي أيضًا:
استشارات عن استنجاء البنات
ويتبع >>>>>>>>>: وسواس النجاسة : الاستنجاء والشهوة والغسالة ! م