وسواس قهري في التكفير
السلام عليكم، لدي وسواس قهري لكن ما أريد السؤال عنه هو الوسوسة التكفيرية أخاف أن أكفر بسببها كمثال أن يوسوس لي إني إن فعلت كذا أكون كافرة، حاولت ردعها ووجدت أني إن قلت (أنا مسلمة وأشهد الله على ذلك وكفى) أشعر بالراحة، وبعدها تحولت إلى (اللهم إن كنت تشهد علي بإيماني بك فسأفعل كذا) مثلا: أتوضأ مرة واحدة أو كذلك، في البداية كان الأمر جيدا حتى أصبحت بعد قول ذلك أنقض كلامي وهكذا أخشى أن الله لم يشهد لي فأرجع وأقولها وألح على الله حتى أطمئن.
المشكلة الآن حتى بعد إلحاحي لم أعد أشعر باطمئان أنا أعلم يقينا أن هذه وساوس فقط، لكن أخاف، أقول أن لو كان الله يشهد لي لما كنت سأنقض، آخر شيء الآن أذكر أني كنت أنوي غسل ملابسي وكنت أكتب في موضوع عن علاج الوسواس وقلت بعد أن أنتهي من هذه الفقرة سأنهض فأتتني أفكار تكفيرية فقلت اللهم إن كنت تشهد لي بإيماني بك وحدك لا شريك لك سأنهض بعد أن أنهي هذه الفقرة، لكن الأفكار عاودت من جديد فأعدت قولي لفقرة أخرى ونقضت كلامي عدة مرات حتى وسوس لي بأن الثياب التي سأغسلها ستكفرني وعندما أرتديها في المستقبل سأكون كافرة مهما تشهدت وعلي أن أتوب لكل لبسة ألبسها لأني نقضت كلامي لأجل الغسيل وهذا عسير وحاولت قول كلامي بأني أشهد الله بإيماني مجددا لكني فقدت الاطمئنان
وعندما يهدأ قلبي أقول خلاص أروح أغسل يقول لي الوسواس بكل برود (ما أصلا أنت حتكفري لو لبستهم أو ما غسلتهم لحد ما أرضيه) فيرجع القلق والشك، حتى عندما عاودت قول (اللهم إن كنت تشهد لي بالإيمان) لكي أغسل مرة واحدة نقضته وصرت أزيد العدد فصرت لا أدري هل أتبعه أو أتبع كلامي لكي لا أكفر؟؟
أنا حاليا أسكن بعيدا عن أهلي في غرفة وحدي في سكن الطالبات وهذا الأمر يسبب لي قلقا وتوترا أحيانا وعندما قررت أن أخبرهم بالوسوسة التكفيرية وسوس لي أن الملابس ستكفرني مهما غسلتها سواء غسلتهم حتى رضي أم لا إن أخبرتهم، حاليا أقول مثلا لو كنت مؤمنة سأفعل كذا كأن أصلي مرة واحدة أو أغسل يدي مرة واحدة أو سأكفر لو فعلت كذا أو ما فعلت كذا وحتى لو نقضت أو التزمت لا أطمئن!!
أنا أعرف أن سؤالي غريب وأنا نفسي لا أصدق ما قال يقينا لكن أريد من حضرتكم طمأنة قلبي بدليل يكذبه لأرتاح لأني أحيانا أنوي اتباع وسوسته ولكن عندما أحاول أن أنتهي يخبرني أني نويت وبذلك اتبعته وسأكفر وحتى يخبرني إن لم أنفذ وسوسته فأنه سيدعو علي أو أنه يهددني بأغلي ما عندي بأني سأفقده، فهل يكفي قول أعوذ بالله وتجاهل الأمر تماما؟؟.
أخشي أن أتجاهله ولا أشعر بالمرارة من كلامه وأكفر بذلك، والمشكلة أني كلما تعوذت يأتي بفكرة جديدة حتى أصبحت أتعوذ كثيرا وأصبحت حتى عندما أتحدث مع الناس تأتي الأفكار وأبدأ بالتعوذ وهذا يسبب لي إحراجا لأني فجأة أصمت وسط الكلام وحتى بيني وبين نفسي التعوذ أصبح مشقة لأني لا أستطيع التركيز بشئ سواه، وحتى بعد التعوذ أحيانا يخبرني أني لم أستعذ بالله بل بسواه وحتى عندما أدعو يقول نفس الشيء وأحيانا يخبرني أني دعوته هو والعياذ بالله!!
أفيدوني في أمري لأنه أصبح ألم في صدري أخشى التجاهل بسببه وأخشى أن أكون صدقته وربما حدث حقا ولا أستطيع فعل شيء وهل قولي باللهم إن كنت تشهد لي بإيماني يؤثر أن نقضته؟.
وجزاكم الله كل الخير.
(أعتذر لأرسال سؤالي عبر صفحة الأخرى بالخطأ)
9/10/2020
رد المستشار
الابنة الفاضلة "ف" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
الوسوسة الكفرية ليست إلا شكلا من أشكال الوسواس القهري الديني، أشكالها متعددة وإن كانت غالبا تشمل ربط الكفر بأشياء أو أفعال أو مشاعر أو صور عقلية أو واقعية والربط الوسواسي في الأساس يعني ربط شيئين لا علاقة بينهما ولا رابط والشرط الوحيد في وسواس الكفرية هو أن يكون الكفر أحد هذين الشيئين، وعلاج هذا النوع من الوسواس لا يكون بالرد عليه أبدًا!! سواءً كان الرد لنفيه أو لتفنيده أو للتعوذ منه أو للتحقق من صدقيته أو كان باستبطان المشاعر حال حدوثه أو تذكره (للتأكد من رفضه) أو كان بالانشغال عنه بأي مؤثر آمن.... كل هذا لا يحل المشكلة.
فقط الصحيح والصحيح فقط هو تجاهله تماما والمضي قدما في فعل ما كنت ستفعلين قبل أن يحدث الوسواس، ومعنى هذا أن كل تصرفات حضرتك مع الوسواس أي كل ما كنت تفعلين بداية من ((حاولت ردعها ووجدت أني إن قلت (أنا مسلمة وأشهد الله على ذلك وكفى) أشعر بالراحة)) هذا معناه أنك ولو للحظة صدقت المحتوى الكفري (أي شككت في سلامة إيمانك!!) فسارعت بتأكيد نفي ذلك واستبطنت إيمانك فوجدته.....، فارتحت قليلا لكن الوسواس ظل يعادوك فتقعين في نفس الفخ ولنسمه فخ النفي واستبطان الحقيقة للحصول على الطمأنة...... لو فعلت هذا مرة ولم تكرريه مهما تكرر الوسواس لانتهت المشكلة هنا... لكن هذا للأسف نادرا ما يحدث.
ما يحدث هو أن التكرار يفقد الطمأنة أثرها مع الوقت خاصة مع تغير حيل الوسواس فتغيرين طريقة الحصول على الطمأنة هكذا ((وبعدها تحولت إلى (اللهم إن كنت تشهد علي بإيماني بك فسأفعل كذا) مثلا: أتوضأ مرة واحدة أو كذلك، في البداية كان الأمر جيدا حتى أصبحت بعد قول ذلك أنقض كلامي وهكذا أخشى أن الله لم يشهد لي فأرجع وأقولها وألح على الله حتى أطمئن)).... لم تعد تكفي المناجاة للنفي واستبطان الإيمان..... أصبح لابد من ربطها بأفعال، ثم الاضطرار لنقضها ثم ربط ذلك بالكفر مرة أخرى ثم الوصول إلى وضع مثل الذي تصفين ((علي أن أتوب لكل لبسة ألبسها لأني نقضت كلامي لأجل الغسيل وهذا عسير وحاولت قول كلامي بأني أشهد الله بإيماني مجددا لكني فقدت الاطمئنان))... وكالذي يصفه قولك ((حاليا أقول مثلا لو كنت مؤمنة سأفعل كذا كأن أصلي مرة واحدة أو أغسل يدي مرة واحدة أو سأكفر لو فعلت كذا أو ما فعلت كذا وحتى لو نقضت أو التزمت لا أطمئن!!))...
تقولين ((أخشي أن أتجاهله ولا أشعر بالمرارة من كلامه وأكفر بذلك)).... بل من المهم أن لا تشعري بالمرارة منه لأن هذا من دلائل تفاهته وتتفيه الفكرة الوسواسية أحد أهم خطوات العلاج ويكفيك طمأنة مستمرة معك أن تعرفي أن: الموسوس بالكفر لا يكفر ولو ظن أن أراد
إذن فأنت لا تكفرين اطمئني ومن فضلك كفي عن التفتيش في الدواخل الذي هو آفة الموسوسين!... يعني لا تفكري ما استطعت في هذا الأمر ولا تسترجعيه في الذاكرة ولا تهتمي لمشاعر وأفكار مثل ((وأخشى أن أكون صدقته وربما حدث حقا ولا أستطيع فعل شيء)) أنت موسوسة بالكفر لا تكفرين، ولا معنى لسؤال مثل ((هل قولي باللهم إن كنت تشهد لي بإيماني يؤثر أن نقضته؟)) فأنت لأنك مريضة موسوسة لا تؤاخذين لا على هذا ولا غيره ما دام تعلق بموضوع وسوستك.
يا سلام على سؤالك ((هل يكفي قول أعوذ بالله وتجاهل الأمر تماما؟؟)) نعم بشرط ألا تكرري الاستعاذة ما دمت تعرفين مرضك وأن يكون التجاهل حق التجاهل.
واضح من قولك : ((لدي وسواس قهري لكن ما أريد السؤال عنه هو الوسوسة التكفيرية)) أن لديك أعراض اضطراب وسواس قهري أخرى لكنك لم تعطِنا أي معلومات عنه بما في ذلك موقفك العلاجي؟؟! ستجدين كثيرا على الموقع يشرح لك ويرشدك إلى طريق العلاج.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع>>>>>> : وسواس الكفرية الموسوس بالكفر لا يملك حق الكفر م