الوسواس القهري
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، اللهم صلي على نبينا محمد _صلى الله عليه وسلم.
أنا مصابة بوسواس قهري صعب خاصةً في أمور الدين، وقرأت العديد من الاستشارات لكن أظن أن الموقف الذي طرأ معي لا يتوافق مع هذه الحالات، كنت أنتظر أن تصلني رسالة مهمة فكنت أقول "أجيبوني أرجوكم، يا رب يرد عليَّ" فجاءني وسواس أنني قلت "يا رب" لصاحب الرسالة _والعياذ بالله_ ومع ذلك قلت "يا ربي أرجوك"، وشعرت أنني اطمأننت لتلك الوساوس والعياذ بالله.
حصل معي نفس الموقف مرة أخرى، ولكن هذه المرة كنت أصمد لكي لا أقولها، لكن لم أستطع وقلتها عمداً في نفسي "يا ربي أرجوك"، ثم جزعت وأصبح جسمي يرتعش من شدة الخوف، لم أعلم لمن قلت "يا ربي" والعياذ بالله، وصرت أبكي من شدة الخوف أنني أشركت _أستغفر الله العظيم من هذا الذنب_، وكان في نفسي يقين أنني اتفقت مع الوسواس والعياذ بالله.
أرجوكم ما حكم ما فعلت؟
جزاكم الله خيراً.
15/10/2020
وأضافت في اليوم التالي تقول:
الوسواس القهري
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته... لم أضف في الاستشارة السابقة أنني جاءتني فكرة تقول: "الكفر بالله" والعياذ بالله فشعرت أنني نطقت بها، فأعدتها في نفسي مرتين لأتأكد أنني لم أنطق بها، لكن في كل مرة أشعر أن لساني نطق بها.
وبعدها علمت أن هذا فيه إثم.
فما حكم ما فعلت؟
16/10/2020
ثم أضافت في اليوم التالي تقول:
الوسواس القهري
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، والصلاة والسلام على رسول الله _عليه أفضل الصلاة والسلام_. أريد طرح وسواس من نوع آخر: أحياناً أكون منشغلة بأمر ما فإذا بصوت داخلي يقول لي "أنت تفعلين ضد الله"، وأحياناً أكون على وشك الإقبال على أمر ما فإذا بي أقول في نفسي _والعياذ بالله العظيم_: "أنوي الكفر إذا سويت كذا"... فكيف أتصرف؟ هل أقبل وأستمر فيما كنت أنوي فعله؟ أم أتوقف وأترك الأمر؟
جزاكم الله خيراً،
وجعله في ميزان حسناتكم.
17/10/2020
رد المستشار
الابنة الفاضلة "Sellma" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
قرأت إفاداتك الثلاث وأعدت القراءة احتراما لقولك (قرأت العديد من الاستشارات لكن أظن أن الموقف الذي طرأ معي لا يتوافق مع هذه الحالات).... لكنني لم أجد ما يختلف عن استشارات وسواس الكفرية وكلمة الكفرية يقصد بها الأفكار أو الصور العقلية أو الألفاظ أو الأفعال أو الأسئلة أو المشاعر الكفرية القهرية التي يجدها مرضى الوسواس القهري مهما اختلفت حيثياتها فالشرط الوحيد هو أن تأخذ صفة القهرية إضافة إلى المحتوى الكفري أيا كانت تفاصيله.... المريض بوسواس يشعر بداية أنه مقهور على ما لا يريد إما لأن معنى الكفر بشكل أو بآخر يقتحم وعيه أو لأنه وجد نفسه مدفوعا بشكل أو بآخر لقول أو تصور كفري بالنسبة له.
الأهم بدلا من أن تخدعي بأن وسواسك غير (وبالتالي حكمه غير) والواقع أن الحكم واحد، بالنسبة لوسواس الكفرية سواء في المستوى الأول وهو إدراك المعنى الكفري (للفكرة أو اللفظ أو الصورة ....إلخ) أو المستوى الثاني والذي يعاني فيه مريض وسواس الكفرية من عواقب الوقوع في فخ الاستبطان أو التحقق الاستبطاني عندما يسحبه الوسواس إلى ضرورة أن تتذكر كيف كان إحساسك أو نيتك عند حدوث الحدث الكفري؟ أو ماذا كان إحساسك حين تذكرت؟؟ صدرك كان منشرحا!! إنه منشرح للوساوس أو صدرك ليس منقبضا بما يكفي كأنك تساير الكفر أو تقبل به...، والحكم واحد كذلك في المستوى الثالث وهو الأكثر إلباسا على المريض عندما يهيئ للمريض أحاسيس جسدية (غالبا جنسية) تصاحب معايشته للحدث الكفري! أو يعتبر مجرد وجودها مثلا مع تصور الله -عز وجل وعلا عن ذلك علوا كبيرا- أو مع ذكر المصطفى صلى الله عليه وسلم .....كفرا كما يحسب المريض، ....... الحكم في كل هذا لا ذنب ولا مسؤولية على المريض والنصيحة أن يتجاهل هذا كله ولا يفتش في دواخله حتى عن آثاره.... ولا يغير شيئا من أفعاله أي يمضي قدما فيما كان مقدما عليه ما دام فعلا جيدا.... وهذا ردا على سؤالك الأخير (فكيف أتصرف؟ هل أقبل وأستمر فيما كنت أنوي فعله؟ أم أتوقف وأترك الأمر؟).
أي بنيتي العزيزة "Sellma".... الوسواس القهري مرض يجب أن يعالج وعلاجه الأمثل في مجتمعاتنا هو العلاج السلوكي المعرفي المدعم عقَّاريا بحيث تخدم العقاقير التغير السلوكي المعرفي المطلوب حدوثه، لا أدري هل هو متاح في المغرب أم لا ؟ لكني أعرف أن العلاج العقَّاري إن لم يتوفر غيره مفيد بشرط أن تقرئي استشارات ومقالات الوسواس في كل صفحات مجانين.... فقط عليك أن تعرضي نفسك على زميل من المغرب واسأليه عن إتاحة العلاج السلوكي المعرفي.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.