لا أعلم ماذا أوصفه!
السلام عليكم. أنا مدري هذا وسواس ولا أنا أضحك على نفسي... أنا جاني بشهر 11 تذكرت كلام وحدة كنت أعرفها قالت "تخيلوا الإسلام كذبة؟"، أنا وقتها رديت عليها بأسلوب همجي والكلام إن يعني "كيف تقولين كذا؟"، هذا الكلام ممكن قبل سنة ونص أو سنتين.
المهم أن أول شيء صرت أقرأ قرآن كل أسبوع يوم الجمعة، وممكن الأذكار بعد صرت أقرأها وكذا، فجأة تذكرت هذا الكلام وصرت أشك بوجود الله _سبحانه وتعالى_، صرت وأنا أقرأ القرآن بس أشك بالآيات وبقدرة الله وكلام سيء، كنت أبكي وأقفل القرآن وأشيله (أدري إن المفروض ما أسوي كذا، لكن سويتها للأسف)... طبعًا بعدها عرفت أنه وسواس، أو كنت أعرف من زمان مدري، لكن بعدها جت وساوس كثيرة في الصلاة وسب الناس والدعاء... إلخ.
الوسواس بوجود الله جاني مرات كثيرة والحمدلله أتخلص منه بسرعة، لكن لا تعرف ماذا بي الآن!! سب وقذف وتخيلات جنسية وكلام عن الناس، "رغد" القديمة مدري وين راحت! أنا أسب ربي وأتخيل تخيلات جنسية؟! أنا أسب الرسول _عليه الصلاة والسلام_؟! أنا أحرف القرآن بكلام سب؟! أنا أسب أهل الجنة؟!
أنا مرات تجيني حالات قنوط ويأس وأصير بس أتمنى الموت، وأمس قرأت كلام أخافني هو: "عن جندب بن عبد الله البجلي أن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ حدّثَ: «أن رجلا قال: والله لا يغفرُ الله لفلان، وإنّ الله تعالى قال: من ذا الذي يتألى عليّ ألَّا أغفرَ لفلان؟، فإني قد غفرت لفلان، وأحبطتُ عملك». أخرجه مسلم"، فجلست أتذكر هل قلت لأحد هكذا؟ وأظن أنني فعلت كذا وأنا في حالة الوسوسة... أنا أبكي فحسب وأقول "لا تبكين، لماذا تقنطين؟" وأمسح دموعي، ومن ثم أسمع كلام جلد للذات، ومن ثم أعود للبكاء!
المخيف أني البارحة أتاني قنوط ويأس، أنا لا أتذكر كلامي ولكنه كان فيه سب وأنا كنت كالراضية للأسف، أنا رددت الكلام في داخلي وأنا راضية (ليس رضا ولكن قنوط)، خليته يردد وأنا أكرر أني من أهل النار، ومن بعد ما خلصت صلاتي ذهبت للبكاء، ومن ثم للبحث، ومن ثم أنام وأستيقظ وأبكي وأبحث وأنام، فقط هذا ما أفعله.
أنا أتهرب من القرآن لكي لا أحرفه بكلام غبي ووقح، أنا من بعده أصبحت أتكبر للآسف، على ماذا؟ لا أعرف لكنني متكبرة.
أعلم أن كلامي طويل لكنني لم أنتهي، فأنا قبل يوم أو يومين كنت فاتحة على مقطع وقال الشخص: "قال تعالى" وأنا سمعتها "قال الرسول" لأنني لم أكن مركزة معه وقلت "عليه الصلاة والسلام" وبعدها استوعبت، ومن ثم أصبحت في قلق هل كفرت أم لا، وذهب للبكاء ثم نمت!... كما أني إذا شفت مريض أسب الله.
الموضوع متعب، أصبحت أرى الحياة لا شيء، لكن أنا أتيت لكي أعرف عن الذي حدث معي بالأمس حيث أنني وقت العصر كنت أتوضأ وأتحدث مع نفسي بكلام وقح... أنا أصبحت كالمجنونة أو أنا مجنونة فعلاً... أنا لا أريد أن يغضب الله عليَّ، فقط أريد أن أستيقظ من النوم وأنا مبتسمة، وأنا لا أنظر إلى الناس ولكني أنظر إلى حالتي وأبكي، نعم هذه حالتي بسبب عدوي وعدو الجميع.
باختصار أبي تجاوبون على الأسئلة هذي:
1- أنا إذا كنت في حالة قنوط وفقط أردد أني من أهل النار وأعمالي حبطت وأسمع السب يتردد بداخلي وكأنه متعمد، فما حكمي؟
2- أحياناً أقول "ربي ماراح يغفر لفلان" ومن ثم أفعل عكس الكلام وأدعي للناس ولنفسي وهذه حالتي، فما حكمي؟
3- أنا في بعض المرات لا أشعر بشيء، يعني أسمع السب ولا أبكي (تبلداً باختصار يعني)، فما الحكم؟
4- أنا إذا شفت آيه جديدة ام أقرأها من قبل أخاف وأقول "يا رب ما أحرفها، يا رب ما أحرفها"، وإذا جاء وقت الصلاة أسمعها تتردد بداخلي، فما حكم هذا؟
5- أنا في بعض الأحيان أرتب السب وأتعمده، فهل أحاسب عليه؟
6- هل هذا وسواس؟ لأنني في بعض المرَّات أقول "ما بي ليس وسواساً".
7- في بعض المرات أقرأ مشاكل الذين فيهم وسواس وأرى وسواسهم، ومن ثم أخاف منها وتأتيني لكن ما تطول وتذهب بسرعة، مثلًا عرفت إن في واحدة عندها وسواس يقول "إذا ما سويتي كذا راح تكفرين" وجاني وأنا كنت أمشي حيث سمعت "لو مشيت على الدرج راح أكفر" وسحبت عليه ومشيت، لكن مدري هل أنا اللي قلتها ولا هو لأنه ما طول، بس جاني هذي المرة وبعدين خلاص.
وبس ياليت تردون عليَّ لأن اليأس والقنوط لا يتركونني...
ليست هذه مشاكلي وحسب، لكن كلامي كثير.
18/10/2020
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "رغد" أهلًا بك في موقعك، وأرجو أن نكون عند حسن ظنك....
هذا اليأس الذي تشتكين منه، والذي هو ظاهر في كتابة بياناتك قبل كتابة سؤالك، هذا ناتج عن اكتئاب أصابك لشدة حزنك من الوسواس، وكثيرًا ما يترافق الأمران معًا، فالوسواس محزن ومؤلم ولحوح إلى درجة تجعل الإنسان ييأس من الشفاء ومن الحياة كلها، مع أنه بإذن الله قابل للشفاء، أو لإبطال أثره على الموسوس على أقل تقدير.
قنوطك هذا خارج عن إرادتك، وناتج عن حالة نفسية لا يد لك فيها، والله لا يحاسب الناس على ما كان خارجًا عن إرادتهم، بل ظننا بالله أن يثيبك على آلامك هذه إن احتسبت وصبرت.
وسواسك وسواس شائع جدًا، وسبحان الله! أكثر الاستشارات التي تأتيني هذه الأيام وساوس في الكفر والتعدي على الذات الإلهية، والشكوى متشابهة وتكاد تكون متطابقة، لدرجة أنه يخطر في بالي أحيانًا أنه شخص واحد أرسل استشارته بأسماء متعددة!!! خاطر مضحك أليس كذلك؟
لكن ماذا يعني هذا؟ هذا يعني أن الوسواس مرض وله أعراض معروفة ومشتركة بين الجميع، والأمراض لا مؤاخذة عليها، بل هي كفارة للسيئات وجالبة للحسنات، ورافعة للدرجات.
اقرئي ما شئت من الاستشارات المشابهة لحالتك، ولا يحسن أن تتحاشيها خوفًا من العدوى فهذا يقوي الوسواس، كما أن في قراءتها مواساة عظيمة، وتخفيف للآلام إذ تعرفين أنك لست الوحيدة التي تعاني، وأن ما تشكينه مرض مطابق لشكوى مرضى آخرين. كذلك ما ينبغي أن تتحاشي قراءة القرآن الكريم خوفًا من التحريف، لأن علاج حالتك هي التعرض لمثير الوسوسة (قراءة القرآن) وعدم التهرب من هذا، ومع الوقت سيزول الخوف، وسيزول معه الأفكار الوسواسية.
لاحظي: أن إلحاح السباب (الفكرة الوسواسية)...، ظن الموسوس أن هذا ليس بوسواس بل هو يقول ذلك عمدًا...، تبلد الحس وعدم الانزعاج من الوسواس، الاكتئاب والحزن واليأس من الحياة...، انتقاء أشد الأحكام والعقوبات وإنزالها على النفس......، كلها عوارض متطابقة عند الموسوسين...........
إذا أدركت هذا فستعرفين إجابة أسئلتك لوحدك: لا تؤاخذين على السب ولا على شعورك باليأس والقنوط. تبلد الحس لا يعني أنك راضية، بل هو بسبب شدة الحزن والمعاناة واليأس الناجم عن ذلك.
تذكر السباب إراديًا بسبب الخوف منه لا يعني أنك من تعمد إحضاره، فهو مجرد ذكريات أليمة تجترينها، والتذكر لا إثم فيه. فمن كان فاسقًا يسب بإرادته، ثم تاب الله عليه، وأخذ يتذكر ماضيه والكلمات التي كان يقولها، لا يعاقبه الله رغم ترديده للكلمات في نفسه حين يتذكر ماضيه... تذكر الأحداث الماضية لا يعني أنك فعلتها مرة أخرى! إذا تذكرتِ حلوى قد أكلتها منذ فترة، هل يعني أنك تأكلينها الآن؟!!!!
وقطعًا لا تعاقبين ولا يوجد أية مشكلة في قولك: صلى الله عليه وسلم بعد ذكر الذات الإلهية خاصة أن هذا لم يكن متعمدًا.
أهم شيء ألا تخافي من وسواسك، وأن تعلمي أنه مرض تثابين عليه، وكلما حزنت وهجمت عليك الوساوس استعيذي من الشيطان وقولي بحزم: طبعًا أنا مؤمنة، وهذا وسواس لا أحاسب عليه، وأكملي حياتك وأشغالك بسعادة وهدوء..... قولي للفكرة: أنت وسواس غبي وثقيل الدم، وأنا لا وقت لدي لأضيعه معك....، عندي مشاغلي وحياتي، واذهب أنت إلى المزبلة!
حاولي التطبيق أرجوك، ولعل الذهاب إلى طبيب يجيد العلاج السلوكي المعرفي سيساعدك كثيرًا، خاصة مع وجود اكتئاب لديك.
شدي الهمة، عافاك الله وأعانك
واقرئي أيضًا:
الوسواس القهري تتفيه الفكرة
الوسواس القهري معنى التجاهل!!
وسواس العقيدة ذو حيلٍ عديدة
الموسوس بالكفر لا يكفر ولو ظن أن أراد
أكاد أقول ألا نية للموسوس
التفتيش في الدواخل : آفة الموسوس !