وسواس الشذوذ الجنسي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. لا أعرف كيف أبدأ... أنا مصاب بوسواس قهري، وآخر ستة أشهر ازدادت حدة الوساوس مثل وسواس مراقبة التنفس ومراقبة رمش العين ومراقبة الأصوات في أذني، ونوبات هلع وخوف شديدة لا حصر لها، ولكن هذه الوساوس لا تستمر طويلاً حيث أستطيع هزيمتها بعد أسابيع، ولكن كلما أنتهي من وسواس يأتي آخر.
إلى أن وصلت إلى هذا الوسواس الذي جاءني قبل شهرين واستطعت هزيمته بعد أسابيع وهو وسواس الشذوذ، وقد جاءني بعد نوبة هلع من ممارسة عادة سرية أجريتها على متشبه بالنساء، ولكن من شهر عاد إليَّ بقوة وحاول إقناعي أنني شاذ جنسياً وأنني أشتهي المراهقين تارةً وأنني أشتهي الرجال الوسيمين تارةً أخرى... ومن وسواس شذوذ إلى وسواس شذوذ تقطَّع قلبي من الخوف من فكرة أنني قد أصدق مستقبلاَ أنني فعلاَ شاذ.
لا أستطيع أن أنكر أن لي ميول جنسية خفيفة جداَ تجاه المتشبهين بالنساء، ولكن ميولي الساحقة تجاه النساء بنسبة 90٪ وميولي العاطفية تجاه النساء بنسبة 100٪ ولم أمارس أي علاقة شاذة أبدأً في حياتي، ولكن الوسواس يريد إقناعي أنني شاذ وأنني أشتهي المتشبهين بالنساء وأميل لهم عاطفياً فقط، وأنا أقاوم هذا عن طريق ممارسة العادة السرية على مقاطع إباحية للنساء، ولكن الوسواس يستحضر لي مشاهد للمتشبهين بالنساء فتزيد شهوتي الجنسية بشكل ملحوظ أكثر من شهوتي للنساء، ولكن الوسواس الأكثر خوفاً بالنسبة لي هو أن يجعلني مكان المفعول به وهذا الذي لم يحدث أبداً خلال عمري كله (لا في الواقع، ولا في التخيلات).
وفي الفترة الأخيرة أصبحت أجبر نفسي على تخيلات جميلة مع النساء، وكنت أستمتع بها جداً جداً قبل أن يأتيني الوسواس مثل تخيلات مهامي اليومية مع زوجتي أو مع مديرتي في العمل التي تحبني وسوف نتزوج وننجب، ومع زميلتي في الكلية وهكذا، ولكن الآن أصبح ليس لها طعم ولا لذة... وفي نفس الوقت فشل الوسواس أن يجعلني أتلذذ بفكرة عاطفية مثلية، ولكنه لازال يحاول، وأخاف من الهزيمة.
سؤالي هو:
هل ستستطيع هذه الوساس أن تكرِّهَني في أكثر شيء أحبه ويسعدني ألا وهو أن أنشئ علاقة عاطفية مع فتاة وأتزوجها وأنجب وأكوِّن أسرة سوية؟
2/11/2020
رد المستشار
السلام عليكم.
لهذا السائل نقول أن الوسواس كثيراً ما يتشكل بأشكال لا نهاية لها، وربما اختفى في شكل ليظهر في شكل آخر، ومن أشهر أنواع الوساوس هي الوساوس الجنسية التي تفرض نفسها على الإنسان وتؤرق عليه حياته، وتكون عادةً في شكل تخيلات جنسية ينفر منها الإنسان كالجنس المثلي بالنسبة للأشخاص الذين لا يرغبون فيه وهكذا.
من المفيد في مقاومة هذه الوساوس إهمال الفكرة وتجنب الإسراف في السلوكيات الجنسية بشكل عام مثل مشاهدة الأفلام الإباحية سواء الخاصة بالرجال أم بالنساء، لأن طبيعة الإنسان تميل إلى التغيير وتمل المُشتَهى مهما كان جميلاً فتميل إلى غيره، فإذا أسرف الشاب في ممارسة العادة السرية والأفلام الإباحية ستميل نفسه مع الوقت إلى التغيير لتحتفظ بنفس المستوى من الإثارة فتذهب إلى مشاهدة المشاهد الشاذة كالمشتملة على جنس مثلي أو عنف مصاحب للجنس وغير ذلك.
ننصح الشاب بتجاهل الأفكار والكف عن محاولة اختبار نفسه في أمور الجنس، ومحاولة إنفاق طاقته الزائدة في الرياضة وغيرها من الأنشطة المفيدة، وإرجاء المسألة الجنسية إلى حين تيسير الزواج الطبيعي، وبإذن الله سيجد نفسه طبيعياً حينها، فإن لم يفلح في ذلك فننصحه باللجوء إلى الطبيب النفسي المختص ليتلقى العلاج الدوائي والسلوكي اللازم لتحسن حالته.
والله المستعان.
واقرأ أيضًا:
الشذوذ الجنسي والوسواس القهري: وسواس المثلية
الشذوذ الجنسي والوسواس القهري: علاج وسواس المثلية