مرض ليس معروف مصدره، وناتج عنه أذى نفسي صعب تحمله
السلام عليكم... في البداية أحب أن أتوجه بالشكر للدكاترة الأفاضل المحترمين في تقديم المساعدة وتقديم الدعم النفسي.
أنا أعاني من مرض لا أعرف مصدره ولا سببه، وما يفاجئني هو أنه قد أتى لي دون سابق إنذار حيث استيقظت فوجدت نفسي مصاباً به، ولا أعلم هل هو نفسي أم عضوي، ولكن مؤكد أنه تسبب لي بألم نفسي مزمن صعب التخلص منه.
أصبت بهذا المرض من 5 سنوات تقريباً، وهو عبارة عن إطلاق الريح دون الشعور بها، وأحياناً أشعر بها ولكن لا أستطيع السيطرة عليها فتخرج دون إرادتي، هذا الأمر تسبب لي بالتعرض لظاهرة التنمر بجميع أشكالها، هذا المرض يجعلني لا أريد أن أفارق المنزل، ولا أحب الخروج من بيتي لأني أعلم أنني سأتعرض للضحكات الساخرة والاشمئزاز، الجميع ينفضون من حولي، بيقرفوا مني وبيبعدوا عني رغم أني ليس لي أي ذنب.
لقد تم فحصي بجميع الأشكال الممكنة، ذهبت لدكتور باطني ووصف لي دواء يسمى "ديسفلاتيل" وتم تشخيصي "بالقولون العصبي"... استمررت على هذا الدواء لفترة زمنية طويلة، ولكن لم أجد أي فرق... وذهبت لكتور جراح وقال لي أنه لا يوجد بواسير أو ناسور، وأن الحالة جيدة... ذهبت لعمل اختبار على مدي قوة عضلة الفرج فظهرت النتيجة إيجابية، ولا وجود لأي ضعف في العضلات، وكل شيء سليم تماماً.
ما أتعرض له بوضوح هو اشمئزاز وتباعد الناس من حولي وإدعائهم أن هناك رائحة غازات كريهة، وأنا أفعل كل شيء عليَّ فعله، فقد قمت بتنظيم طعامي وعمل نظام غذائي طبيعي لا يوجد به أي أطعمة تشجع على خروج الغازات.
أنا طالب بالجامعة وأعاني ولا أستطيع إكمال محاضراتي بسبب تلك المشكلة، لا أستطيع التركيز وفهم الشرح المقدم بسبب تلك المشكلة، لا أستطيع أن أمضي قدماً.
أعاني من 5 سنوات وإلى الآن، ماذا عليَّ أن أفعل؟... أنا أذهب دائماً للمرحاض وأتخلص من أي فضلات، كما أنني أهتم بنظافتي الشخصية جيداً.
يؤلمني الشعور بخروج الريح واشمئزاز وتنافر من حولك وأنا ليس لي أي ذنب، أصبحت أتهرب من مقابلة الناس خوفاً من الإحراج، وأصبحت أزداد خوفاً من بدء تكوين صداقات والتعرف علي ناس جديدة.
لا أريد مساعدة طبية لأني فقدت الأمل، ولكن أريد دعم نفسي ومعرفة كيفية مواجهة تلك المشكلة والتعايش وسط البشر والمجتمع بشكل عام... والموضوع لا يقتصر على الجامعة فقط، بل بجميع المناطق خارج المنزل.
كما أعاني تزامناً مع تلك المشكلة من إمساك شديد وصعوبة في التبرز، وقد جربت من قبل جميع المُلَيّنِاَت ولكن بلا فائدة، مع العلم أنني أستطيع التحكم في التبرز ولكن لا أستطيع التحكم في إطلاق الريح.
آسف جداً على الإطالة، وآسف أيضاً أن الموضوع يُعتبر طبي أكثر ما هو نفسي، ولكني مازلت أعاني... ويبقى السؤال: كيف أتعايش مع هذا المرض؟ وكيف أتغلب عليه؟ وكيف عليَّ التعايش وسط الناس وهما بيقرفوا مني؟... وآسف جداَ على الأخطاء في اللغة الفصحى وخلطها مع اللغة العامية حيث أنني لا أتحدث كثيراً وأعاني من الانطوائية أيضاً.
ولكم جزيل الشكر،
والسلام عليكم.
3/11/2020
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
ليس هناك ما هو غريب في حالتك، وتذكر السبب في نهاية الاستشارة ألا وهو الإمساك المزمن والقولون المتهيج.
لا يمكن القول بأنك تعاني من اضطراب نفساني، ومن الأفضل أولاً الاستمرار مع استشاري في الجهاز الهضمي لمساعدتك.
ما يجب أن تفعله هو:
1- زيادة نشاطك البدني بصورة منتظمة ويومياً.
2- تتحدث مع طبيب الجهاز الهضمي حول الطعام الذي يستحسن تجنبه، ويجب تنظيم وجباتك الغذائية وتجنب الطعام الذي يسبب كثرة الغازات في الجهاز الهضمي، تجنب السكريات، الحليب ومنتجاته، والنشويات بأنواعها.
3- الكثير يستعملون مستحضرات "بروبوتيك Probiotics"، وهي لا تحتاج إلى وصفة طبية.
4- مارس تمارين استرخاء بصورة يومية.
5- تتحدث مع طبيبك حول العقاقير للتخلص من الإمساك.
إذا لم تنجح الخطوات أعلاه فسيباشر الطبيب بعد ذلك خطة تجنب بعض المواد الغذائية الواحد بعد الآخر لحين اكتشاف المادة الغذائية التي تسبب المشكلة.
وفقك الله.
واقرأ أيضًا:
متلازمة القولون المتهيج (العصبي) !