وسواس قهري بالعبادات والطهارة
أنا مريضة وسواس قهري. أولاً: أنا بالعادة يتوقف الحيض عندي في اليوم الرابع، وفي تلك المرة خرج دم مني قبل منتصف اليل بقليل في اليوم الثالث قبل أن أنام، وتقريباً من منتصف الليل في اليوم الثالث حتى الساعة 5 أو 6 مساءاً في اليوم الرابع لم يخرج مني كدرة ولا صفرة ولا حيض، بل مجرد إفرازات شفافه طبيعية (وحتى هي لم تخرج، بل كنت أشعر بها بالمنطقة فقط)، مسحت (لم أمسح بدقة، ولم أدخل القطنة كثيراً) بقطنة على المنطقه فخرجت نظيفة، وسوست أن فيها صفار ولكن هذا كان صفار المنديل الطبيعي (وأقول هذا لأريح ضميري) أي أن المنديل خرج نظيفاً تماماً، والدم والكدرة والصفرة منقطعة من 17 ساعة أو 18 ساعة، فاغتسلت وتوضأت وصليت وتحفظت للصلاة.
ولكن بعدها في الساعة 10 ليلاً دخلت الحمام فنظرت إلى المنديل الذي احتفظت فيه فوجدته نظيفاً تماماً، ونظرت إلى ثيابي الداخلية فوجدتها نظيفة، ولكني بقيت أدقق حتى رأيت لون بني صغير لا يراه إلا أصحاب الوسواس، وبقيت أشك هل هذا اللون من لون الثوب الداخلي؟ أم انه افراز مني؟ هل الحيض انتهى أم لا؟ هل أعيد الغسل أم لا؟
فأنا من بعد الوسواس أصبحت أغتسل من الحيض مرتين من الشك، ثم قررت أن أمسح على هذا اللون بالماء وأنتظر حتى يجف، وبعد أن جف ونظرت إليه وجدت اللون لم يذهب فقلت لنفسي "إذن هو لون الثوب، ولم يخرج مني"، وفي اليوم الثاني شعرت بخروج إفرازات، وظللت أفكر هل هي القصة البيضاء؟ أم إفراز عادي؟، وقررت أن أتجاهل هذا كله.
بعدها بأسبوع وجدت هذا الثوب مغسولاً، ولا أعرف لماذا ذهبت لأبحث عن اللون البني لأقنع نفسي أنه لون الثوب وليس إفراز خارج مني أنا، ولكني وجدت اللون اختفى!! وهنا ركبني الوسواس "إذن هو منك، وليس لون بالثوب"، حاولت أن أقنع نفسي، قلت "ربما كان إفراز عادي بعد الحيض ولا علاقة له بالحيض، وأن الكدرة والصفرة بعد الحيض لا تعد شيئاً، وأنه، وأنه" وأقنع نفسي، وقررت ألّا أُعِيد الاغتسال، وألَّا أقضي تلك الصلوات، ولكن حتى لو لم تكن مني وكان لون الثوب فماذا إن كانت نجاسة قديمة بالثوب وصليت بها؟ ماذا إن كان حيضي انتهى، ولكن هي إفراز خرج مني بصلاة العشاء؟، لكن ربما تكون لون الثوب، فتجاهلت هذا كله، ولكني منذ كم يوم أشعر أني انتكست وعدت لبداية الوسواس، ولا أعرف هل أعيد الاغتسال أم لا؟ وهل أقضي الصلوات أم لا؟
أرجوكم أجيبوني فأنا سألت العديد، ولكن لا أحد يجيبني... أخاف أني لم أكن متطهرة وصلواتي جميعها لا تقبل، وماذا إن مُتُّ وهذه صلواتي، كيف سأقابل ربي؟! ماذا سأقول له؟ أليس العلماء يقولون تارك الصلاة كافر... أنا خائفة كثيراً ولا أستطيع التجاهل أكثر، تعبت، أرجوكم جاوبوا وأريحوني.
12/10/2020
رد المستشار
أهلًا بك وسهلًا يا "سارة"، وشكرًا لاستعمالك الموقع
أنت أوقعت نفسك في المشكلة بكثرة تدقيقك وتفتيشك، وفي هذه الحالة نقول: أنت تيقنتِ الطهارة، وشككت هل عاد الحيض أم لا؟ فهنا يقين الطهارة لا يزول بالشك في الحيض، إذ اليقين لا يزول بالشك. أي أنت طاهرة وغسلك صحيح.
لماذا تفترضين أن كل لون بُنّي هو دم؟ من الممكن أن يكون أي شيء آخر، حتى لو زال بعد الغسيل، خاصة أنك لم ترَي اللون إلا بعد تفتيش شديد. الحيض لا يخفي نفسه، إما أن ترينه بنظرة عابرة، وإلا فلا نعلم هل هو حيض فعلًا أم لا؟
وعلى كل حال معرفة أيام الحيض والطهر مسألة اجتهادية مبنية على قواعد أساسية؛ أي أن المرأة تحاول الاجتهاد وتتبع ما يغلب عليه ظنها هل طهرت أم لا؟ وواجبها أن تعمل بنتيجة اجتهادها، ولا يهم غير ذلك، لأن صلاتها تكون صحيحة إذا اتبعت اجتهادها، ولا يؤاخذها الله تعالى إلا على أساسه.
أخيرًا: تارك الصلاة مسلم فاسق عند أبي حنيفة ومالك والشافعي، ولم يقل بكفره إلا الإمام أحمد بن حنبل رحم الله تعالى الجميع، فما بال الموسوسين لا يرون إلا حكم الكفر؟!! ينتقون أشد الأحكام وإن كان قول الأغلبية بخلافه!!
الأولى للموسوس أن يتبع الرخص حتى لو كان قول الأغلبية بخلاف الرخصة، فما بالك بتخفيف عليه الأغلبية؟ ألا يجدر بنا اتباعه سواء الموسوس وغيره؟
هدئي من روعك، وثقي برحمة الله تعالى وغفرانه. أسأل الله لك العافية التامة وهدوء البال.
واقرئي أيضًا:
الوسواس القهري : الدورة ودم الحيض
القصة البيضاء ومسائل الحيض !
وسواس الطهر من الحيض : أصفر بيج رمادي
وسواس قهري الحيض وظاهر الفرج والاغتسال
وسواس الطهر من الحيض
وسواس انتهاء الحيض والدهن والكريمة !