بيت لحم
مرحباً... أولاً أود أن أشكركم على مجهودكم، بارك الله فيكم على هذا الموقع العظيم.
ثانياً: أنا مريض وسواس قهري، وأود أن أستفسر عن بضعة أمور أولها قضية البول والودي، فقد قرأت عن فتوى في المذهب المالكي (على ما أظن): "أن كل قطرة تخرج بعد انتظار دقيقة في الحمام معفو عنها" فهل هذه الفتوى صحيحة؟ فقد كنت أتبعها، ولكن مع ذلك أتوسوس باتباعها حيث أنني لا أستلقي على ظهري خوفاً من نزول الودي، ولا أجلس "رجلاً على رجل"، ولا ألبس بنطالاً فيه رطوبة لاعتقادي أيضاً أن هذه أمور تسبب "السَّلس"، وأيضاً إذا قصيت الحاجة الكبيرة (الغائط) وكان معي إمساك (الذي على ما أظن يسبب سلس بول) فإنني لا أتحمَّمُ خوفاً من أن ينزل البول على جسدي فأنتظر نصف ساعة ثم أرجع أتبول وبعد ذلك أتحمم، لذلك فإني أجلس لكي أجهز نفسي لبدء يومي ثلاث ساعات تقريباً، مما جعلني أترك الشغل الذي أشتغله، وقلَّ نومي، وأحياناً لا أستطع الاستيقاظ لكي لا أمر بهذه الكارثة... فهل لي أن أفعل كل تلك الأمور (أي أن أستلقي وألَّا أنتظر وأرجع أتبول) وأتعامل معها على أنها أمور معفو عنها؟
كما أنني أواجه صعوبةً كبيرةً في الوضوء بسبب مسألة أن الماء يجب أن يَعُمَّ جميع العضو في الوضوء، فإنني أستغرق في كل عضو تقريباً خمس دقائق، وذلك يجعلني أستغرق نصف ساعة وأحياناً أكثر في الوضوء، وأستغرق كمًّا هائلاً من الماء، ويسيل الماء على ملابس وتتبلَّل... فهل هناك رخصة لهذا الأمر؟
أنا أتأسف بشدة على الإطالة، ولكن لم يبقى أي حلٍ آخر، فقد ذهبت إلى طبيب نفسي وإلى شيخ ولم أرى تقدماً ملحوظاً، ولكن الكثير من الفتاوى على موقعكم المبارك جعلتني أتحسن في العديد من الأمور فتأكدت أن هذا هو الحل الأنسب، كما وأنني أتمنى الرد بأسرع وقت ممكن... مع كامل محبتي وتحياتي.
13/11/2020
رد المستشار
أهلًا وسهلًا بك يا بني على موقعك وموقع كل الموسوسين
الذي أعرفه عن المالكية أنهم قالوا إن الذي ينزل منه نقاط بول بعد الوضوء ولو في اليوم مرة، لا يكلف بتغيير ثيابه، ولكن ينتقض وضوؤه وعليه إعادته. قال النفراوي في الفواكه الدواني: (ينظر في النقطة التي تنزل من الشخص بعد وضوئه فإن كانت تنزل عليه كل يوم مرة فأكثر فإنه يعفى عنها ولا يلزمه غسل ما أصاب منها وإن نقضت الوضوء وتبطل بها الصلاة). فلا داعي لكل الطقوس التي تمارسها خشية نزول شيء، تصرف بشكل طبيعي جدًا فإذا نزل شيء فتوضأ فقط ولا تهتم لما أصاب ثيابك. الإسلام لم يأتِ ليكبّل حركتك ويقضي على مستقبلك.......، تصرف بشكل طبيعي ككل الناس، فقد جعل الله تعالى المشقة تجلب التيسير، وما جعل علينا في الدين من حرج
أما مسألة وصول الماء إلى أعضاء الوضوء أو الغسل فلا أحد من الناس يطالب بالتأكد 100% من وصول الماء إلى الأعضاء، وإنما يكفي في شأن غير الموسوس أن يغلب على ظنه وصول الماء إلى أعضائه، أما الموسوس فباعتباره لا يمكن أن يغلب على ظنه شيء، بل يعيش في الشك دائمًا، قالوا يكفيه الشك بوصول الماء ليصح وضوؤه، أي يكفيه 50% من القناعة بوصول الماء. بعبارة أخرى، إذا قال: (ربما وصل الماء وربما لم يصل) أو (يا ترى هل وصل الماء إلى كامل العضو أو لا؟) فإن وضوءه صحيح في هذه الحالة ويمكنه أن يصلي به.
توضأ بماء ووقت قليلين مثلما يفعل الآخرون، ولست مطالبًا أن تشعر بمثل ما يشعرون. واستعن على هذا بتحديد الوقت الذي تتوضأ فيه، ثم تقلل المدة في كل وضوء تدريجيًا، وكذلك تقلل استخدام الماء، وسجل ذلك في جدول خاص، ومن الأفضل أن تغسل أعضاءك مرة مرة بدل ثلاث مرات.
وفقك الله وعافاك من كل بأس