الخائف أن يكون شاذا : لا تخف فقط وسواس !

رد المستشار

لا تأخذ بما قاله صديقك الشيخ.... فلست شاذا.... ولا يوجد في حياتك ما يدل على أنك شاذ أو لديك ميول شاذة.... وإنما يوجد ما يدل على أنك موسوس.... أي أن أفكارا متطفلة ودخيلة استحوذت على عقلك مما جعلك فريسة للوساوس.... فطيف الوسواس الذي تمكن منك ابتداءً من العد والتكرار والغسل (عدة وساوس كالتكرار والعد وغسل الوجه ٤ مرات).. إلى وسواس المحارم والعنة (ووسواس زنا المحارم ثم وسواس العجز الجنسي ها أنا اليوم أعاني من وسواس الشذوذ الجنسي)... لطالما لم تسلك أو تمارس الشذوذ الذي ورد برسالتك، فلا ينطبق عليك ما يسمى بالانحراف أو الشذوذ الجنسي.... فأنت برئ منه.... لكن تبقى مشكلة الأفكار الوسواسية....
 
ولا فرق بين الوساوس التي ذكرتها (وساوس الشذوذ أو وساوس النظافة أو العد أو غيرها)...فكلها تحت اضطراب الوسواس القهري.... هذا أولا. وليس فقط الوساوس ما تشكوه.... بل طيف من الأعراض الأخرى وردت في رسالتك تفسر وجود القلق والخوف والاكتئاب، هذا ثانيا.
 
ومرة أخرى أقول اطمئن فأنت ليست مصابًا بالشذوذ الجنسي.... ولكن من الأفكار الوسواسية ذات الطابع الجنسيً.... هي ما تستحوذ عليك.... ورسالتك، رغم ما ورد فيها من سلوكيات تشير إلى افكار وسواسية، بما فيها الوساوس الجنسية التى تحمل طابع الشذوذ.... إلا أن مقومات الرجولة عندك واضحة بل طبيعية في الأصل.... فهذه الوساوس لا تكفي لتشخيص الشذوذ الجنسي عندك.... بل هي محض أفكار تستحوذ على عقلك.... ولكن فيما إذا تماديت واسترسلت في هذه التخيلات أو الأفكار أو الأحاسيس التي تنتابك بين حين وآخر، قد ينقلب الأمر شذوذ....
 
ومشكلتك تكمن فى تفسير هذه الأحاسيس والأفكار الوسواسية.... يبدأ الوسواس بفكرة أنك شاذ جنسيًا أو مصابا بالميول الشاذة.... أي تميل لنفس الجنس أو ممارسة الشذوذ فتسبب لك إحساساً بالذل والذنب والخجل والخوف.... يجعل حياتك جحيما.... وأنت الآن فريسة الخوف أو القلق الشديدين بشأن توهمك بالإصابة بالشذوذ كما ذكرت في رسالتك.... وتنتابك حالة الخوف والهلع المبالغ فيه وغير المبرر من أنك مصاب بهذه الوساس.
 
فأنت هنا تتوهم أو بالأصح توسوس بإصابتك بمرض لا وجود له فيك، لهذا فأنت دائم التخوف والاحتياط حتى لا تصاب بالمرض، وتظل منشغل انشغالا زائدا ومفرطا، وخائفا. وتظل في قلق بالغ، ولا تكاد تشفى حتى تعاودك المخاوف والقلق من أنك تعاني من الوساوس الممزوجة بأفكار الشذوذ.... وهكذا. ومن هنا، تكون شكوتك دائمة ومتكررة من إصابتك بوسواس الشذوذ.
 
والوساوس والأفكار التي في رأسك لا أساس لها في الواقع.. وتستطيع أن تواجهها إذا فعلا أدركت بأنها أفكار سخيفة وتافهة
.... فكرة وسواسية.... مواجهة.... بأنها سخيفة
.... فكرة وسواسية.... مواجهة.... بأنها تافهة
.... فكرة جنسية.... مواجهة.... بأنها لا أساس لها
.... فكرة جنسية.... مواجهة.... بأنها ليست من مبادئي
.... فكرة.... مواجهة.... بأنها وسواس
.... فكرة.... مواجهة.... بأنها خاطئة
 
والخلاصة:
1.. لست شاذا.... واحذر تكرار هذا التفكير لأنه يمكن أن يكون بوابة إلى الشذوذ
2.. حالتك الآن واضحة أنها وساوس.... أنت تعاني من الشعور بالندم.... وسيطرت عليك مشاعرالاكتئاب وإحساسك بالذنب
3..تناسى الأمر ولا تفكر.... اجعل الأمر طبيعيا حتى وإن شعرت بالشهوة كما ذكرت.
4.. ابتعد عما هو مثير لتتجنب ممارسة العادة السرية....

ثق أنك ستكون طبيعيا لو استوعبت هذا الرد المتواضع.....
............ وإذا لم تستطع التغلب على الوساوس.. فما عليك إلا زيارة طبيب أو اختصاصي نفساني....
 
واقرأ أيضًا:
الشذوذ الجنسي والوسواس القهري: وسواس المثلية
الشذوذ الجنسي والوسواس القهري: علاج وسواس المثلية
استشارات الخائف أن يكون شاذا
 ويتبع >>>>>>>>> : الخائف أن يكون شاذا : لا تخف فقط وسواس ! م

المستشار: أ.د نبيل نعمان