معاناتي باختصار
تحياتي لكم... باختصار شديد: امرأة شرقية لاجئة هاربة من الحرب، مكافحة في بلد غريب، استطاعت أن تثبت نفسها، لكنها محتاجة للحب، لرفيق حياة، تخاف الموت وحيدةً في المنفى، وتتمنى الإنجاب قبل فوات الآوان.
هناك رجل ناضج يكبرها بسنوات كثيرة يتودد لها، لكن الغربة والحرب علَّماها الحذر... هو أيضاً شرقي من بلدها ودينها ولاجئ مثلها... شعورها نحوه هو الإعجاب، لكنه يقول فقط ولا يفعل ما يوحي بالحب، وهي تريد أفعالاً لا أقوالاً، هي تشك كثيراً فهو لا يسأل عنها ولا عن أهلها، يقول لها: "أحب، أعشقك، أنت حب حياتي" ثم يختفي ولا يهتم، هو يعلم أنها تحتاجه رغم أنها لا تتكلم معه كثيراً ولا تحكي عن نفسها ولا تشكو أبداً، ولهذا يتمادى في تجاهلها وإهمالها للضغط عليها.
وتمر فترة فيتأكد أنه لن يحصل على شيء منها (هو أصلاً لم يطلب شيئاً!!!!) فيهجرها دون تمهيد أو كلمة وداع... يَجِنُّ جنونها، فهي تريده بقوة ولا تتوقف عن التفكير فيه، وكرامتها تمنعها من التواصل معه "لو كان يحب حقاً لما تخلَّى، صح؟".
هي هادئة أغلب الأيام، لكن بعد الدورة تصبح كئيبة وتبكي كثيراً، يمر أسبوع بكاء ثم تعود عادية، هل هناك تفسير علمي أرجوكم؟ هل هاذه كآبة؟ ولماذا في تلك الفترة بالذات؟ وماذا كان يريد منها ذلك الرجل؟ هل تستشير مختصاً (
المشكل هو اختلاف الثقافة، وقد لا يفهم معاناتها المختص الأجنبي فمنطق العلاقات الإنسانية عندهم مختلف كثيراً)؟
شكراً لكم.
13/11/2020
رد المستشار
صديقتي
لماذا تتحدثين عن نفسك وكأنك شخص آخر؟ هذا يعني أنك تعودت على أن تكوني منفصلة عن نفسك وهي حالة تسبب التوتر والاكتئاب والشعور بالوحدة والاحتياج.
بالنسبة للكآبة التي تحدث قبل أو أثناء أو بعد الدورة فأغلب الظن أنها بسبب تغير الهرمونات في هذه الفترات وهو شيء طبيعي.... يمكنك تخفيف هذه الآثار عن طريق الرياضة والمرح (بقدر المستطاع).
من ناحية الرجل الذي أنت معجبة به فمن الواضح أنه لا يحبك حقيقة.... قد يكون هو شخص غير قادر على الحب أصلا.. قد يكون أيضا ممن يريدون أن تتعلق بهم عدة نساء بدون الالتزام بأي منهن.... يجذبها حتى تحبه ثم يهجرها مثل كازانوفا.. أو يجذبها حتى يمارس معها الجنس ثم يتركها مثل دون جوان.
لماذا تريدينه بقوة ولا يمكنك التوقف عن التفكير فيه؟ ما الذي تفكرين فيه؟ ما الذي تعلمينه علم اليقين عن هذا الرجل؟ (من أفعاله وسمعته وليس من خلال ما يقوله عن نفسه)
إن كنت لا تعبرين عن نفسك ولا تتكلمين معه كثيرا فما الذي يعرفه هو عنك وما الذي يحفزه لكي يتعلق بك أو يحبك حقيقة؟ علام يبني هذا الحب والعشق الذي يتحدث عنه؟
الحب يحتوي على: معرفة واهتمام واحترام ومسؤولية.... يجب توافر هذه الأربعة بين الطرفين ويحدث فيها تطور ونمو.. هذا أيضا أن يحب الإنسان نفسه وأن يمارس هذه الاسس الأربع مع نفسه لكي يستطيع عطاء واستقبال الحب.
قيمتك كإنسانة لا تعتمد على الزواج والإنجاب.
أنصحك أن تراجعي معالجا نفسانيا لمناقشة هذه الأمور وتصحيح مفاهيمك عن مشاعرك.... اختلاف الثقافات لن يؤثر في شيء إلا فيما يختص بممارسة الجنس بدون زواج.... المشاعر الإنسانية موجودة في كل الثقافات.
معاناتك هي بسبب أفكارك الغير سليمة عن الحب والارتباط وعن نفسك.... تقولين أن المعالج لن يفهم معاناتك..... لماذا؟ ألا يمكن أن تكون معاناتك بأسباب غير منطقية؟
من ناحية أخرى، ماذا لو فهم المعالج معاناتك؟ ماذا بعد؟
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب